«مش هنفطر أول يوم مع أهالينا.. زى إخوتنا المعتقلين».. دعوة أطلقها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، مناشدين من خلالها من آمنوا بنداء «الحرية للمعتقلين» بأن ينضموا إليهم ويتناولوا طعام إفطارهم فى أول أيام رمضان خاليا من طعم البيوت.. بعيدا عن الدفء الأسرى والأجواء الرمضانية الاحتفالية.
«هنفرش على الأرض وناكل»، تشبهاً بحال المعتقلين فى افتراشهم «البورش» وبلاط الزنزانة، اختار أصحاب الدعوة تناول إفطارهم على أحد الأرصفة المجاورة لميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، وأمام المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية.
وفيما بدت شوارع وسط البلد خاوية مهجورة ممن حرصوا على الإفطار وسط أسرهم، استأنس هؤلاء بالرصيف فجلسوا عليه ممسكين بصور للمعتقلين ولافتات تطالب بالحرية لهم بيد، بينما استعانوا بالأخرى فى سد خواء أمعائهم.
وفى الإسكندرية، أدى النشطاء صلاة المغرب أمام المنطقة العسكرية، ثم تناولوا إفطارهم فى المكان نفسه، ثم عبروا حتى الأسلاك الشائكة، وهناك قاموا بوضع بوستراتهم التى كُتب عليها: «رمضان كريم على كل المظاليم، لن تنسينا المسلسلات إخواننا فى المعتقلات».
عن الفكرة، تقول يمنى مجدى، الناشطة السياسية، التى تدرس بالسنة النهائية بكلية الهندسة، إن دعوتها «مجرد محاولة ورسالة ليست للمسؤولين، لأنها لن تفرق معهم كثيرا، بل لأسر المعتقلين، ليتأكدوا من خلالها أن هناك من يتذكر قضية أبنائهم جيدا، ويشعر بنفس المرارة لغيابهم فى السجون طيلة هذه المدة».
«يمنى» تؤكد أن تحركهم جاء أيضا نتيجة عدم شعورهم بأى خطوات جدية للإفراج عن المعتقلين، معتبرة أن العدد الذى تقرر الإفراج عنه يعتبر «ولا حاجة بجانب عدد المعتقلين البالغ 14 ألفاً يحاكمون عسكرياً»، على حد قولها.
واختتمت «يمنى» بالتأكيد على أن الرئيس الأول بعد الثورة عليه تحقيق أهدافها، التى من أهمها خروج المعتقلين «الذين لولاهم لما كان هناك تحديد لموعد الانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة، وأحداث محمد محمود خير شاهد على ذلك»، مشيرة إلى أن «من أبسط حقوقهم أن يحاكموا أمام قاضيهم الطبيعى، وذلك إن لم يُفرج عنهم».
أما الناشط السياسى حليم حنيش، عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية، أحد الداعين للفعالية، فلم يكن سبب تحمسه لها وافتراشه الرصيف هو أنه عانى تجربة الاعتقال منذ وقت ليس ببعيد، لكن كانت لديه أسباب أخرى، يقول عنها: «ما نفعله اليوم لا نقصد به الضغط السياسى، لكننا نريد به تقديم المساندة الرمزية والدعم المعنوى لإخوتنا المحبوسين، ونؤكد لهم من خلاله أننا لن ننساهم وسنستمر فى المطالبة بحريتهم، كما نفعل الآن، رغم علمنا بأن اليوم هو موعد تم تحديده للإعلان عن الإفراج عن عدد منهم، وهو بالمناسبة غير كاف». وأكد «حليم» أن «فكرة اليوم لن تكون الأخيرة» موضحاً: «ستكون هناك فعاليات أخرى، منها عروض (كاذبون) فى المناطق السكنية للمعتقلين لننشر التوعية بقضيتهم بين المواطنين ونحولها لقضية رأى عام لحين خروج آخر معتقل».