x

أبوالفتوح: الإعلان المكمل «جرجر» الجيش إلى مستنقع السياسة

السبت 21-07-2012 14:41 | كتب: عادل الدرجلي |
تصوير : محمد هشام

يتحدث الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، فى الجزء الثانى من حواره مع «المصرى اليوم» عن الحلال والحرام فى الانتخابات الرئاسية، وأسباب تخلى السلفيين عنه، رغم إعلانهم دعمهم له، وعن «جرجرة» الجيش إلى مستنقع السياسة، ومشروعه الذى يتحول الآن إلى حزب سياسى، ورؤيته للشباب ودورهم العظيم فى نجاح حملته، الذين وصفهم بأنهم «معدن مصر النفيس»، كما يتحدث عن المستقبل ورؤيته للانتخابات الرئاسية المقبلة، وعن أهم قراراته حال فوزه فى الانتخابات.. وإلى نص الحوار:

كيف استقبلت نتيجة الانتخابات فى المرحلتين الأولى والثانية؟

- لم أكن مستريحاً للنتيجة، وأقدر الجهد الذى بذلته لجنة الانتخابات الرئاسية، لكن هناك موقفين جعلانا لا نستريح لهذه النتيجة، الأول هو: مسألة الإصرار على عدم إعطائنا جداول الناخبين، الذى أضيف لها نحو 6 ملايين اسم. والثانى: منع مندوبينا من المبيت بجوار الصناديق فى ليلة اليوم الثانى، ما يجعلنا غير مطمئنين، فضلاً عن كمية المال السياسى الرهيب، الذى استخدم فى الجولتين الأولى والثانية، وكان يجب على المسؤول فى الدولة «المجلس العسكرى» أن يمنعه، وكان «مبارك» يزوّر فى الصندوق، أما النظام الجديد فهو يمارس التزوير قبل الوصول إلى الصندوق، من خلال المال السياسى، وهو تزوير غير مباشر.

ما وجه الاستفادة من هذه التجربة؟

- كشفت لى التجربة أن مصر غنية بشبابها، الذين يشكلون معادن نفيسة ولم يحصلوا على فرصهم الحقيقية فى المجتمع، وهؤلاء الشباب شاركوا فى حملتى بالمحافظات بتجرد وإخلاص وحب للوطن، والأصوات الحلال التى حصلت عليها كانت نتيجة لدعم هؤلاء الشباب لى، وما حققته من أصوات أعتبره أكبر نجاح.

تعبير الأصوات الحلال يدفعنا إلى السؤال: عمن حصلوا على أصوات حرام؟

- كثيرون حصلوا على أصوات حرام، فمن استخدم المال السياسى أصواته حرام، ومن استخدم أجهزة الدولة أصواته حرام، ومن سمح لنفسه بأن يتلقى أموالاً من الخارج أصواته حرام، وأتمنى أن تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية عن أسماء مرشحى الرئاسة، الذين تلقوا أموالاً من الخارج من بعض الدول، وتقديمهم للمحاكمة، حتى نعالج الأخطاء التى وقع فيها البعض ولمنع تكرار ما حدث.

لماذا لم يقف السفليون إلى جانبك فى الجولة الأولى من الانتخابات؟

- لم يقفوا إلى جانبنا نهائياً، أو كما كنا نتوقع، وأنا ضد من يحاول أن يصف هذا بأنه مؤامرة أو خيانة.

وماذا تسمى ما حدث؟

- هو سوء إدارة عندهم، وعدم القدرة على إقناع المنتمين لهم بالمرشح الذى قرروا دعمه، وقادة السلفيين وحزب «النور» منذ اليوم الأول كانوا صادقين مع أنفسهم من خلال تأييدهم لى كرئيس للجمهورية، وليس لأكون شيخاً لهم أو خليفة للمسلمين، لأننى أختلف مع أفكارهم، وكنا نعلم أن هذا التأييد ليس نتيجة توافق، وإنما ناتج عن أننا نؤدى مصلحة وطنية نحن شركاء فيها، وهم قدموا ما بوسعهم، لكن ليس بالصورة التى كنا نتوقعها.

هل شعرت بالندم لخوض الانتخابات الرئاسية؟

- إطلاقاً.. بالعكس فأنا أشعر بالفخر والاعتزاز، لأننى خضت هذه التجربة، وحققت فيها نجاحاً كبيراً من خلال التواصل مع عدد كبير من الشباب، بدليل أننا الحملة الوحيدة التى استمرت عقب انتهاء النتيجة مباشرة، واشتغلنا بكل طاقتنا من أجل إسقاط مرشح نظام «مبارك»، وعندما انتهت الانتخابات بنجاح «مرسى» استمررنا فى عملنا بالحملة لبناء مشروعنا «مصر القوية»، ونفس الشباب يشعر بالافتخار والنجاح، ومنذ اليوم الأول قلنا إن مشروع «مصر القوية» هو الأساس، فإذا نجحنا فى الرئاسة سيكون وسيلة لتنفيذ المشروع، وإذا خسرنا سنبحث عن آلية لاستكمال العمل فى المشروع.

لو عاد بك الزمن.. ما الذى لن تكرره فى الانتخابات؟

- من خلال تقييمنا للعملية الانتخابية، فإننا راضون عن الترشح كل الرضا، وفى أى فرصة مقبلة تهدف إلى خدمة الوطن سوف نشارك من خلال الترشح فى الانتخابات من خلال مشروعنا «مصر القوية»، سواء فى الانتخابات المحلية أو البرلمانية أو الرئاسية.

ألم تكن هناك سلبيات؟

- نعم.. كان هناك بعض السلبيات، وإذا عادت الانتخابات مرة أخرى فسنحاول تلافيها.

إذا عاد بك الزمن للانتخابات.. هل تتنازل لـ«حمدين صباحى»؟

- إطلاقاً.. لن أتنازل لـ«حمدين» أو غيره، وهذا لا يقلل من تقديرنا لأى شخص.

هل تخوض المناظرة مرة أخرى مع عمرو موسى؟

- مبدأ المناظرة كان جيداً، لأن هذا يحدث فى كل العالم، لكن أسلوب الأداء وإدارة المناظرة لو تم بالصورة التى جرت لن ندخل فيها، وهذا لا يعنى أننى أرفض مبدأ المناظرة، لأنه إحدى آليات حق المنتخبين فى التعرف على المرشحين.

البعض يرى أن المناظرة كانت السبب فى خسارتك وعمرو موسى؟

- لا أتصور ذلك، والبعض يضخِّم هذه المسألة.

هل ستخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى؟

- نعم.. مازلنا مصرين على خوض الانتخابات بمشروعنا «مصر القوية».

ما موقفك لو فاز الفريق أحمد شفيق؟

- فوز «شفيق» يعنى لنا أنه كارثة على البلاد، لأنه نسخة من «مبارك»، ومعنى فوزه أننا لم نجن ثمار الثورة.

كيف تتصور وضع مصر حال فوز «شفيق»؟

- هذا يعنى عودة نظام «مبارك» مرة أخرى، بأسوأ مما كان عليه الحال، لأن رجال «مبارك» فى دولاب الدولة، كانوا سينتقمون من المعارضين السياسيين، وبالتالى كان نجاح «شفيق» يمثل خطراً على الوطن.

هل كان قرارك تأييد الدكتور محمد مرسى «سهلاً»؟

- لا.. لم يكن سهلاً، بسبب الاختلاف مع آراء وأفكار تنظيم الإخوان، لأنه ظل يردد على مدار عام أنه لن يرشح أحداً للرئاسة، ثم فاجأوا الناس بمرشحهم، لكن اختيار دعمنا له كان مبنياً على مصلحة وطنية بحتة، لأننا كنا بين أن نترك مرشح «مبارك» ينجح وبين أن نؤيد «مرسى».

ما أول قرار كنت تتمنى أن يتخذه الرئيس بعد فوزه؟

- كنت أتمنى أن يلغى «مرسى» الإعلان الدستورى المكمل، حتى يوقف أسوأ شىء تعرضنا له بعد الثورة، وهو جرجرة أو استدعاء الجيش إلى مستنقع السياسة، ونريد أن نخرجه من هذا المستنقع، ولذا كان يجب إلغاء الإعلان، ولأن الجيش مشغول بمستنقع السياسة، فإنه أدى إلى دخول كل أنواع الأسلحة خاصة الثقيلة إلى البلاد، إضافة إلى المخدرات وتهريب السولار والبنزين، لذلك كان أول قرار لى لو كنت مكانه هو منع استمرار الجيش فى مستنقع السياسة، وإعادته إلى ثكناته.

كيف ترى مشروع النهضة.. وما مدى إمكانية تحقيقه؟

- أتصور أن أى مرشح أصبح رئيساً سينفذ مشروعه، من خلال الدولة، ونحن نتمنى أن يحقق ما طرحه فى مشروع النهضة، ومشروع الـ100 يوم.

هل تعتقد أنه يستطيع تنفيذ ما وعد به خلال الـ100 يوم الأولى؟

- أتصور أن مرسى تأخر فى تشكيل الحكومة.. لأن من ينجز المشروع هو الحكومة، وليس الرئاسة، وبالتالى تأخره فى التشكيل سوف ينعكس على التنفيذ، ولذلك يجب أن يحسب الـ100 يوم الأولى من وقت تشكيل الحكومة.

قررت تحويل مشروعك «مصر القوية» إلى حزب سياسى».. ما هى التفاصيل؟

- مشروعنا الرئيسى هو مشروع سياسى، وبالتالى سوف نترجمه من خلال الأصوات التى حصلنا عليها، فهى طاقات شبابية وطنية تبحث عن الإطار والمحتوى ليقدموا خدماتهم من خلاله لوطنهم، ووجدنا أنه من الأفضل لنا أن نؤسس حزباً، يستهدف الحفاظ على الاستقلال الوطنى بمفهوم شامل، سواء استقلال وطنى عن قوى خارجية تؤثر على مصالحنا أو فئات داخلية تريد الانفراد بمقدرات الوطن، والمرتكز الثانى هو العدالة الاجتماعية للفقراء، وثالثاً، فنحن ننحاز إلى إعلاء قيمة الحرية والحفاظ على الحريات الفردية وعدم المساس بها، ورابعاً، نستهدف إعلاء قيم المجتمع الأساسية التى ترتكز فى الدرجة الأولى على الدين، سواء الإسلامى أو المسيحى.

هل ستخوض بهذا الحزب الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- جميع الانتخابات ستدرس على حدة، والأحزاب تنشأ حتى تشارك، ونحن الآن بدأنا فى إجراءات تأسيس الحزب وجمع التوكيلات، وقد ننتهى من الإجراء والإعلان عن تأسيسه خلال شهر، وأى انتخابات سندخلها سواء كانت محلية أو برلمانية أو رئاسية، لكننا نهتم بشكل أكبر بالمحليات.

لماذا الاهتمام الأكبر بالانتخابات المحلية؟

- لأن المحليات هى بداية تقديم خدمة حقيقية للمواطن، وهدفنا الحقيقى هو تقديم الخدمة لأهلنا فى القرى والمدن.

على أى عدد من المقاعد ستترشح؟

- حجم الدخول يتوقف على حجم الائتلاف الحزبى، الذى نسعى لتكوينه مع الأحزاب والقوى الوطنية الأخرى، التى نسير معها فى سياق التيار الرئيسى، ونعتبر أنفسنا حزباً من مكونات التيار الرئيسى، ونحن نمثل التيار الذى يشكل غالبية المصريين، فهو يجمع بين الالتزام بالقيم والعدالة الاجتماعية واحترام الحريات، ونحن لا نريد أن نسطر على أنفسنا عناوين أيديولوجية معينة لأن مفهومنا واسع وشامل، فلا نضع كلمة حزب ليبرالى أو يسارى أو يمينى، فنحن حزب وطنى نعلى كل هذه القيم.

ذكرت أنك ستدخل تحالفات جديدة.. مع من ستكون هذه التحالفات؟

- بالفعل أحد مظاهر نجاح حملتنا، أننا أحدثنا حالة توافق وطنى بيننا وبين أحزاب وقوى وطنية مجتمعية أخرى، وسنحافظ على هذا التوافق فى كل أنشطتنا وعملنا.

كيف ترى التعددية الحزبية وانتشار الأحزاب والتحالفات بعدد كبير على الساحة؟

- هى حالة طبيعية بعد الثورة، المهم أن نستخدم التعددية السياسية أو الاجتماعية الاستخدام الإيجابى، لأننا نتكامل ونتعاون ولا يجب أن يسعى كل طرف لإسقاط أو تجريح أو الإساءة للأطراف الأخرى، وهذه الأحزاب والتحالفات تعبر عن حراك مجتمعى، سواء تعدد المؤسسات المجتمعية أو السياسية، وكلها يمكن أن تتحالف مع بعضها، تحالف تعاون وليس تحالفاً استقطابياً، فما يسمى «الطريق الثالث» يسعى للاستقطاب السياسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية