تنتظر جماهير إنتر ميلان منذ أكثر من 4 سنوات عودة فريقها مرة أخرى إلى حصد البطولات والصعود إلى منصات التتويج، بعد فترة ذهبية من 2007 بداية من «مانشيني» وحتى رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن الفريق في 2010 والتي بدأ بعدها مباشرة مسلسل هبوط وانحدار مستوى الفريق.
وتعاقد «النيراتزوري» قبل بداية الموسم الماضي مع المدرب والتر ماتزاري واستبشرت جماهير الفريق خيرا في المدرب الذي استطاع صناعة جيل ذهبي ومتألق لنادي نابولي أعاد به الفريق للمنافسة على الألقاب مرة أخرى وتلاه تغير في ملكية النادي وانتقالها من ماسيمو موراتي إلى إيريك ثوهير.
وأنهى إنتر ميلان الموسم الماضي في المركز الخامس، بعد موسم جيد نسبياً كان يكون أفضل لولا بعض الأخطاء من المدرب، ولكن مجملا حقق الفريق ما يريد وعاد للبطولات الأوروبية من بوابة «اليوروبا ليج».
ولكن مع بداية هذا الموسم أصبح المستوى متذبذبا أكثر وأكثر وفي أول 6 أسابيع في الدوري، حقق الفريق انتصارين فقط وتعادلين وخسارتين متتاليتين برباعية من كالياري تلتها ثلاثية من فيورنتينا أما في الدوري الأوروبي فكان الحال أفضل قليلا ففاز الفرق في كل مبارياته بالبطولة.
ولكن تذبذب الفريق في الدوري الإيطالي يعطي إنذارا لجماهير الفريق ويدخل القلق إلى قلوبها، خصوصا أن تلك النتائج المتذبذبة جاءت كلها أمام فرق متوسطة فحتى الآن لم يصطدم الأفاعي بفريق قوي في الكالشيو أو «اليوروبا ليج».
يأتي أسباب تدهور الحال في إنتر ميلان لعدة أسباب نذكر منها:
1-الخطة 3-5-2:
اتبعها «ماتزاري» منذ وصوله إلى إنتر ميلان الموسم الماضي واستمر عليها هذا الموسم ولم تقدم تلك الطريقة إنتر ميلان أفضل، خصوصا هذا الموسم الذي ظهرت فيه العيوب والسلبيات أكثر من الإيجابيات.
وتحتاج تلك الخطة إلى أظهرة جنب بإمكانيات محددة وقلوب دفاع بمميزات لا يمتلكها لاعبي إنتر ميلان الحاليين وهو ما يجعل تنفيذ تلك الخطة مخاطرة دفع الفريق ثمنها في آخر مباراتين في الدوري بشكل خاص.
كما تفتقد قائمة إنتر ميلان للأجنحة الهجومية وهو ما يحصر المدرب ماتزاري في خطة «3-5-2» التي يتبعها أو «4-3-1-2» التي يمتلك اللاعبين القادرين على تنفيذها بشكل صحيح، ولكن المدير الفني السابق لنابولي يسير بشعار «اللي نعرفة أحسن من اللي منعرفوش» حتى الآن ويرفض التغير للطريقة الثانية «4-3-1-2».
2-فيديتش:
وصل إلى إنتر ميلان مجانا هذا الصيف بعد أن انتهى عقده مع مانتشستر يونايتد واعتقد الجميع أنه سيفيد الفريق دفاعيا بخبراته الكبيرة ولكنه مع انطلاق الموسم ظهر الحلقة الأضعف في دفاعات الفريق وتسببب في دخول العديد من الأهداف في مرمى «النيراتزوري» سواء بأخطاءه المباشرة أو بتحركاته وتمركزه الخاطئ مما كلف الفريق كثيرا.
ورغم ظهور أخطاء فيديتش ووضوحها، إلا أن المدرب ماتزاري ما زال مصرا على الدفع بالصربي صاحب الـ32 عاما في كل مباراة.
3-غياب الشخصية والروح:
افتقد لاعبي إنتر ميلان إلى شخصية الفريق البطل أو المنافس فأصبح صعبا على الفريق العودة بالنتيجة حال التأخر بهدف كما افتقد الفريق إلى الروح والعزيمة، وظهر لاعبي الفريق في حالة برود تام كانت واضحة في آخر مباراتين أمام كالياري وفيورنتينا فالفريق استقبل سبعة أهداف في المباراتين دون أي رد فعل وكانت ردود أفعال اللاعبين والمدرب كأنهم يلعبون مباريات ودية أو تدريبية وليست مباراة على 3 نقاط في بطولة يسعى الفريق للمنافسة عليها.
ويتحمل المدرب «ماتزاري» بشكل كبير مسؤولية تلك الأخطاء التي تسببت في تراجع إنتر ميلان فالمدرب المسؤول عن وضع خطة الفريق بما يتناسب مع إمكانيات اللاعبين المتواجدين والمدرب هو المسؤول عن بث الروح والعزيمة في لاعبي فريقه من أجل إخراج أفضل ما يمتلكونه.
وتترقب جماهير إنتر ميلان المباريات المقبلة للفريق للتعرف على ما يفكر به المدرب الذي أعلن بعد الخسارة أمام فيورنتينا بأنه يعرف أين الخطأ في انتظار التصحيح خلال التوقف الدولي الحالي.