الحب «2»
■ كتبت أمس أننى سأتحدث عن «الحب» بقدر ما تسمح به المساحة هنا، لعلنا نتذكر ونراجع أنفسنا ونتغير.. بدأت أكتب فشعرت بأن قلمى منتش سعيد، فأنا أكتب عن الحب أسمى المشاعر الإنسانية، وشعرت بقلمى يسابق الكلمات فى سلاسة لا تقارن ببعض الأيام التى يزمجر فيها، ويمر الوقت ولا تخرج الكلمات على الورق!! ونتيجة لذلك زادت الكلمات كثيراً عن المساحة المحددة، فاضطر أحبابى فى الجريدة لحذف العنوان وثلاث عبارات من هؤلاء الذين «لا يحبهم» الله سبحانه وتعالى وهى: «كل خوان كفور - من كان مختالاً فخوراً - من كان خواناً أثيماً».
■ أنا من هؤلاء الذين يؤمنون بأن كل ما يحيط بنا له مشاعر ولغة كالحيوانات والنباتات والجماد - وقد طرحت هذا سابقاً - فإذا سألت: هل الأرض تفكر؟ سيجيب كثيرون بلا!!.. إذا كنت مسلماً فتذكر قول الله فى سورة الأحزاب: «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان...»، وقيل إن معنى الأمانة الدين والفرائض والحدود والطاعة... إلخ، ما يهمنى هو لفظ «أبين» بمعنى الرفض.. أى أنهم فكروا وأخذوا قراراً!! بل أكثر من ذلك أنهم يتكلمون بلغة ما!! قال تعالى فى سورة فصلت: «ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا اتينا طائعين»، وذكر طائعين وليس طائعتين لأن الحديث للسماوات والأرض ومن فيهن، وفى سورة الإسراء يقول الله: «تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً».. لفظ شىء هنا يعنى كل ما حولنا بلا استثناء!!.. قلمى يهتز مستعداً للكتابة عن الحب فإلى الغد!!
حاتم فودة