أود أن أصارح القارئ بأنها تجربة رائعة أن تشاهد مجريات ويوميات المعركة المصرية الظافرة من الجانب الآخر، بأن تجلس فى مقاعد القيادة الإسرائيلية وهى مجتمعة لتتلقى التقارير كل بضع ساعات وأحياناً كل ساعة عن سير المعركة.
ستكتشف وأنت تطالع النصوص الكاملة للوثائق التى اتفقت مع المركز القومى للترجمة على إصدارها فى مجلدات متتابعة - صدر أولها فى أكتوبر الحالى - درجة الأداء العبقرى للإنسان المصرى عندما يستجمع عزيمته. ستسمع شهادات القادة العسكريين الذين زاروا جبهة القتال عن مستوى التخطيط المصرى للمعركة، وعن بسالة المقاتل المصرى وكفاءته فى استخدام الأسلحة الحديثة.
من المهم أن تقرأ أقوال القادة الإسرائيليين وهم يعلنون اليأس وضرورة إخلاء خط القناة والتمترس عند خط المضايق فى سيناء، بعد أن أصبح الطريق مفتوحاً من زاوية رؤيتهم لقواتنا للوصول إلى داخل إسرائيل.
من المفيد أيضاً أن تلاحظ قدرة الإسرائيليين على النقد الذاتى والاعتراف بالأخطاء واستخلاص الدروس المستفادة لتجنب تكرار الخطأ فى المستقبل.
من الأمور الجوهرية أيضاً أن تلاحظ عدد مرات الاستغاثة على ألسنة القادة السياسيين والعسكريين بالولايات المتحدة للمساندة السياسية فى مجلس الأمن، ولترسل مخزونها من الطائرات والدبابات الحديثة الموجودة فى القواعد الأوروبية، والمناداة عليها لإرسال الطواقم البشرية اللازمة، هنا ستدرك دون شرح أن المقاتل المصرى العظيم لم يواجه إسرائيل وحدها بل كان يحارب أيضاً أكبر قوة فى العالم دون أن يتراجع.
مطالبة كيسنجر بإصدار قرار من مجلس الأمن يعيد القوات المصرية إلى مواقعها على الضفة الغربية من القناة
دعونا نتجول فى سطور المحاضر. لقد حاول القادة الإسرائيليون برئاسة جولدا مائير منذ صباح اليوم الثانى للقتال، السابع من أكتوبر، وبعد أن تبينت لهم معالم الهزيمة أن يعيدوا القوات المصرية إلى مواقعها بقرار من مجلس الأمن. فى الاجتماع الذى انعقد للتشاور فى الساعة التاسعة وعشر دقائق صباح ذلك اليوم حضر كل من رئيسة الوزراء ونائبها يجآل ألون، والوزير المقرب منها يسرائيل جاليلى، واللواء هارون ياريف، مساعد رئيس الأركان، والرئيس السابق للمخابرات العسكرية، والجنرال إسحق رابين الذى تقاعد من الخدمة العسكرية وكان رئيس الأركان فى حرب 1967 بعد أن استدعته جولدا مائير ليسعفها برأيه بعد انهيار وزير الدفاع.
كان هدف الجميع هو الضغط على كيسنجر لكى يستصدر قراراً من مجلس الأمن يضمن وقف إطلاق النار وعودة القوات المتحاربة إلى مواقعها قبل بدء المعركة، وهنا تشكو رئيسة الوزراء جولدا مائير من أنها تلقت تقريراً من واشنطن يفيد بأن كيسنجر قد حاول إقناع بعض الدول بالموافقة على مثل هذا القرار غير أنه لم يستطع إقناع أحد، وتذكر جولدا مائير بالاسم الفرنسيين والبريطانيين والأستراليين الذين رفضوا الفكرة.
فى ذلك الوقت كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجتمعة فى دورة انعقادها العادية، وكانت جولدا مائير متأكدة من أن الجمعية ستصدر قرارا غير ملزم بوقف إطلاق النار مع بقاء القوات فى مكانها، وأن كيسنجر لن يستطيع وقف هذا القرار الذى يعنى استمرار وجود القوات المصرية على الضفة الشرقية من القناة. ولذا اقترحت أن يتجه كيسنجر إلى مجلس الأمن، حيث يستطيع إذا لم يصدر القرار المناسب لإسرائيل بعودة القوات إلى مواقعها قبل 6 أكتوبر، أن يعطل صدور القرار الآخر غير المطلوب الذى يسمح للقوات المصرية بالبقاء فوق أطلال حصون خط بارليف.
إن حديث الوزراء والقادة ينصب هنا على ما إذا كان يجب إخطار الأمريكيين بالوضع العسكرى شديد الحرج بالنسبة للقوات الإسرائيلية على الجبهتين المصرية والسورية أم الكذب عليهم. هنا تقول جولدا مائير بالنص: «أنا لا أقترح أن نكذب على كيسنجر»، وتطلب إعداد تقرير دقيق حول ما يحدث ليكون بين يدى سفير إسرائيل فى واشنطن، وبعد ذلك يمكن اتخاذ قرار بما سيتم إطلاع كيسنجر عليه وما لن يطلع عليه.
كان من الواضح أن القادة الإسرائيليين يريدون حفظ ماء وجههم أمام الأمريكيين، وألا يكشفوا بالكامل حقيقة الهزيمة التى تلقوها غير أن هذا الموقف سرعان ما تغير إلى الاعتراف بالحقيقة وطلب الغوث العسكرى الأمريكى بشكل مباشر.
تقرير الجنرال إسحق رابين عما شاهده فى الجبهة المصرية صباح 7 أكتوبر
نحن فى حاجة إلى دراسة المعركة من خلال التقرير التالى، ذلك أنه فى نفس الجلسة يقدم إسحق رابين الذى استدعته جولدا مائير بعد أن ترك الخدمة العسكرية تقريراً عما شاهده فى الجبهة المصرية. يقول رابين: «لقد عبر المصريون. هناك كبارى على القناة غير أنه ليس واضحاً لماذا لا تعبر القوات المصرية بالمدرعات. فمن الناحية العملياتية فإن قواتنا أصبحت غير قادرة على تعويقهم أو اعتراضهم، ذلك لأنه لم يتبق من القوات المدرعة الإسرائيلية سوى ثلث عدد الدبابات بعد أن دمر المصريون الثلثين الآخرين. لقد أصبح المصريون يسيطرون تمام السيطرة على طول خط القناة بنقاطه الحصينة بواسطة قوات المشاة وأسلحتهم المضادة للدبابات. إن إمدادات الدبابات الإسرائيلية لن تصل إلا فى وقت متأخر». بعد ذلك يقول رابين إن «أول فرقة إسرائيلية ستصل إلى منطقة القتال هى فرقة اللواء أڤراهام أدان بيرن، وهى الفرقة المدرعة رقم 162».
أضاف رابين: «لقد وصلت عشرون دبابة إلى المنطقة ولم ندفع بها إلى القتال حتى الآن. إن سلاح الجو هو حالياً من يمتلك الحل فى الجبهتين الشمالية (أى السورية)، والجنوبية (أى المصرية)». ويبدى رابين الأسى لأن إسرائيل لم تأخذ زمام المبادرة فى الحرب، وهو ما أدى إلى وجود حالة غير مرغوبة على عكس ما حدث عام 1967 عندما بدأت بالضربة الأولى. أضاف أنه تأكد أثناء وجوده فى الجبهة من أن عدد الدبابات الإسرائيلية الأخرى التى ستصل إلى منطقة القناة سيبلغ مائتى دبابة، وأن معدل استدعاء القوات الاحتياطية والدفع بتعزيزات من الدبابات مستمر بشكل جيد للغاية، غير أنه أكد أن هناك مشكلة متمثلة فى أن هناك نقصاً فى الأطقم البشرية.
ذلك أن فرقة الجنرال بيرن لديها ستون دبابة بدون أطقم لتشغيلها. هنا أرجو الباحثين المصريين أن يلاحظوا أن طلبات الحكومة الإسرائيلية من الولايات المتحدة، والظاهرة فى الوثائق، متعددة لم تتوقف عند حد المطالبة بالطائرات والدبابات والذخائر الحديثة فقط بل امتدت إلى ضرورة إرسال أطقم قتالية بشرية لتشغيل هذه الأسلحة وهو ما حدث بالفعل عن طريق الجسر الجوى الأمريكى. أعتقد أن هذه الوثائق تفسر لنا لماذا أعلن الرئيس السادات أن الجيش المصرى لم يعد يحارب إسرائيل، بل إنه يحارب الولايات المتحدة الأمريكية فى الأسبوع الثانى من القتال.
ندم جولدا مائير على عدم توجيه ضربة إجهاضية واستباقية
يختتم الجنرال رابين تقريره عن الوضع فى الجبهة المصرية بطريقة جعلت رئيسة الوزراء تسقط فى حالة حسرة. قال رابين: «عندما تنطلق المدرعات عادة فإن وقفها أمر ليس سهلاً. لقد أقام المصريون مواقع عسكرية أمامية بها مئات الدبابات على الضفة الغربية من القناة، غير أن الصورة غير واضحة لنا بالقدر الكافى، وما دامت الأمور لم تستقر بعد على وضع معين فإنه سيكون علينا معرفة التطورات التالية».
هنا تقول رئيسة الوزراء جولدا مائير: «علينا أن نستخلص الدرس المستفاد. علينا إذا ما واجهنا فى المستقبل وضعاً مثل هذا مرة أخرى أن نعطى جيشنا زمام المبادرة دون أن نكترث بالعالم. بالأمس كنا جميعاً مجمعين على عدم توجيه ضربة استباقية رغم مطالبة رئيس الأركان».
إننى كباحث مصرى أقترح على الباحثين المصريين العسكريين والمخابراتيين أن يدرسوا بالتفصيل من خلال لجنة تحقيق رسمية محضر الاجتماع الذى عقدته جولدا مائير الساعة الثامنة وخمس دقائق صباح 6 أكتوبر للعناصر القيادية السياسية والعسكرية، فلقد أشارت الوثائق إلى أن السبب فى عقد هذا الاجتماع الطارئ الذى لم يكن مقرراً من قبل هو أنها تلقت من سكرتيرها العسكرى العميد يسرائيل ليئور إخطاراً بأن رئيس الموساد تسيفى زامير تأكد من خلال اجتماعه فى لندن بأحد العملاء أن المصريين والسوريين سيقومون بهجوم فعلى بعد عصر نفس اليوم السادس من أكتوبر فى الساعة السادسة مساء.
إن هذه مسألة تستحق الحسم بلجنة تحقيق رسمية حتى لا نترك الباب مفتوحا للتسريبات الإسرائيلية التى تشوه شخصية مصرية. لابد من إخراس الادعاءات الإسرائيلية رسميا.
إن أهمية هذه المسألة ترتبط ببحث الاقتراح الذى قدمه رئيس الأركان، الفريق دافيد إليعازر، فى ذلك الاجتماع بتوجيه ضربة إجهاضية للمطارات السورية فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا وبعد ذلك التحول إلى مهاجمة الدفاعات الجوية السورية. أعتقد أن لجنة التحقيق الرسمية ستكون أقدر منى على تقديم رؤية فنية عسكرية لإمكانية نجاح هذه الضربة لو كانت قد تمت عند الظهر. ذلك أن هناك رأيا عسكريا يقول إن الوقت كان قد فات على مثل هذه الضربة، لأن الصواريخ المضادة للطائرات كانت قد كونت حائطا ضد تقدم الطائرات الإسرائيلية على الجبهتين السورية والمصرية على حد سواء.
يرتب أصحاب هذا الرأى استنتاجا يقولون فيه إن إخبار الموساد فجر السادس من أكتوبر بأن الحرب ستندلع نفس اليوم فى السادسة مساء لم يكن له أدنى قيمة. لماذا؟ لأن البلاغ وصل رئيسة الوزراء فى الخامسة فجرا ولم يتبق سوى تسع ساعات فقط على موعد الهجوم الفعلى فى الثانية بعد الظهر. يرى أصحاب هذا الرأى من العسكريين الإسرائيليين أن الساعات المتبقية على اندلاع الحرب لم تكن تسمح بأى عمل يؤثر على الهجوم المصرى السورى أو يعطله لأن حائط الصواريخ المضادة للطائرات الإسرائيلية كان قد اكتمل على الجبهتين، وبالتالى كان السلاح الجوى مشلولا.
أيضا إن هذه الساعات لم تكن كافية لجمع الاحتياط البالغ عدد قواته 200 ألف جندى وضابط، والذى يحتاج 72 ساعة على الأقل.
سنترك الحكم فى هذه المسألة للباحثين العسكريين المصريين.
محضر اجتماع 7 أكتوبر بعد الظهر (شلل الطيران والمطالبة بالفانتوم)
فى هذا الاجتماع الذى انعقد فى الواحدة وأربعين دقيقة بعد الظهر يقدم مساعد وزير الدفاع، الفريق تسيفى تسور، تقريرا يكشف عن مشكلتين: الأولى أن طائرات سكاى هوك لا تستطيع الوصول لأهدافها بسبب حائط الصواريخ، والثانية مشكلة الفوضى الناتجة عن استدعاء 200 ألف جندى احتياطى فى يوم واحد.
الحل عند العسكريين الإسرائيليين للمشكلتين واحد، وهو الاستغاثة بالولايات المتحدة لإرسال الفانتوم وإرسال أطقم بشرية وحاملات للدبابات. يقول الفريق تسور: لقد تقدمنا بطلب عاجل للولايات المتحدة للحصول على قائمة طويلة من المعدات العسكرية والذخائر، لقد اضطررنا إلى إقلال طلعات طائرات سكاى هوك التى لم تعد تستطيع الوصول لأهدافها.
طلبنا الحصول على 40 طائرة فانتوم على نحو عاجل، كما طلبنا أجهزة تشويش على الصواريخ المعادية لنوفر جهازا لكل طائرة. كذلك طلبنا معدات لمواجهة صاورخ سام 6، كما طلبنا إرسال حاملات دبابات ذلك أن استدعاء 200 ألف جندى فى يوم واحد يتطلب إرسال الدبابات للميادين دفعة واحدة، وهو أمر لا يتناسب مع عدد حاملات الدبابات التى بحوزتنا، فلقد كانت خططنا قائمة على التدرج فى إرسال الدبابات. هنا يتبين للباحثين المصريين أهمية خطة الخداع الاستراتيجى وتأثيرها على الاستعدادات الإسرائيلية.
محضر اجتماع 7 أكتوبر الساعة 2.50 بعد الظهر: تقرير ديان المفزع لجولدا مائير
فى هذا الاجتماع قدم وزير الدفاع موشيه ديان تقريرا عن الوضع على الجبهتين المصرية والسورية أوضح فيه أن الأمور إذا ما سارت على النحو القائم فى الجبهتين فإن المعركة ستدور فوق أرض دولة إسرائيل نفسها وليس فى سيناء والجولان. بالنسبة للجبهة السورية اقترح عدم الانسحاب من هضبة الجولان ومحاولة الثبات على خط دفاعى والتمسك به. أما على الجبهة المصرية فكان الفزع مسيطرا عليه وهو يقدم تقريره.
موازين القوى
لنبدأ بحديثه عن موازين القوى، قال ديان ليس هذا وقتا مناسبا للنقد الذاتى ومحاسبة أنفسنا، لكن علىّ أن أعترف بأننى لم أقدر جيدا قوة العدو ولا قدراته القتالية. فى المقابل كنت أبالغ دائما فى تمجيد قواتنا، وأعلى من قدرتها على المواجهة والثبات والصمود. لابد من الاعتراف بأن العرب يقاتلون بصورة أفضل بكثير عن الحروب السابقة، ولديهم الكثير من العتاد وهم يصطادون دباباتنا بدقة بأسلحة حديثة.
حائط الصواريخ
أما الصواريخ المضادة للطائرات فأصبحت تمثل حائطا منيعا عجز سلاحنا الجوى عن اختراقه أو تحطيمه. إن نسبة نجاح صواريخ العدو فى إصابة طائراتنا تصل إلى 70٪ وهم سيدفعون الليلة مزيدا منها. هنا توقف ديان ليطرح السؤال المهم الذى سبق أن طرحناه فى هذه الحلقة حول جدوى الضربة الإجهاضية لسوريا، حيث يقول: لست أدرى ما إذا كان الوضع سيكون الآن مختلفا بصورة جوهرية لو أننا قمنا بالبدء بالهجوم وتوجيه ضربة إجهاضية أم لا. إننى أعيد الإلحاح على الباحثين العسكريين المصريين - كباحث مصرى - بأن يعطوا هذه المسألة الأهمية البحثية اللازمة فهى لا تتصل فقط بالماضى بل تتعلق بالمستقبل الذى يمكن أن تتمدد فيه أطماع التوسع الإسرائيلية من جديد فى سيناء وتباغتنا بضربة مبكرة.
دولة إسرائيل مهددة
يلخص ديان المشكلة المستقبلية فى أمرين: الأول أن العرب ليست لديهم نية لإيقاف الحرب وحتى إذا وافقوا على وقف إطلاق النار فإنهم سيواصلون القتال من جديد. هنا يلقى ديان بالتقييم الذى أثار فزع رئيسة الوزراء ودعاها للتعجيل بالاستغاثة بالولايات المتحدة لإرسال العتاد والرجال. قال ديان عندئذ ستدور الحرب فوق أرض دولة إسرائيل وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فلن ينفعنا هذا فى شىء، أما الأمر الثانى فلدينا نقص فى الأسلحة ولابد من اللجوء للأمريكيين، إننا نحتاج 300 دبابة على الأقل، كما نحتاج مزيدا من الطائرات. إن لدى الأمريكيين أسلحة مخزنة فى أوروبا ويمكنهم التعجيل بإمدادنا بها.
استحالة الهجوم الإسرائيلى المضاد
انتقل ديان إلى الحديث عن الممكن وغير الممكن من إجراءات، فقال: ليس لنا أن نأمل حاليا فى القيام بهجوم مضاد، المهم الآن بالنسبة لنا هو أن نحافظ على أراضى دولة إسرائيل وأن نحميها. إذا حاول المصريون احتلال مدينة النفط فلن نستطيع منعهم. لقد قمنا بنشر كل ما يملكه اليهود، ومع ذلك لدينا نقص فى أطقم الدبابات والطائرات.
المصريون يرسلون الأسرى للمواقع الإسرائيلية
هنا اعترف ديان بأنه يتوقع أن يقتل عدد كبير من أفراد الجيش الإسرائيلى، وقال إن المصريين يقومون بإرسال أسرانا وهم يحملون الرايات البيضاء ليقنعوا زملاءهم فى المواقع الأخرى بالاستسلام.
تعداد القوات
قدم ديان تعداد القوات كالتالى:
على الجبهة المصرية لدى إسرائيل 800 دبابة ولدى المصريين 2000 دبابة ولدى إسرائيل 250 طائرة مقابل 600 للمصريين، وعلى الجبهة السورية لدى إسرائيل 500 دبابة مقابل 1500 للسوريين، ولديهم 250 طائرة. وأضاف قائلا: وهذا يعنى أننا أمام خلل فادح فى موازين القوى ولا طريقة لتعويضه بالطبع سوى من خلال المدد الأمريكى.
اقتراح الانسحاب إلى خط متلا
قال ديان فى تقريره إنه متفق مع هيئة الأركان على اقتراح بإنشاء خط دفاعى على ممر متلا، أى أننا سنتخلى عن خط القناة ونصمد عند خط المضايق على بعد ثلاثين أو عدة كيلومترات من القناة. وأضاف: إننى أقترح أن نصدر أمرا الليلة بإخلاء المواقع التى لا أمل فيها ولا يمكننا الوصول إليها لنجدتها، أما المواقع التى يستحيل إخلاؤها فسنترك الجرحى هناك، ومن يمكنه الانسحاب والوصول إلى قواتنا فسيفعل.