مدينة بنغازي مهد الثورة الليبية التي لم تشفع لها حرمة عيد الأضحى المبارك لوقف نزيف الدم، فما باتت تصحو على اغتيال حتى تنام على آخر، وأصوات اشتباكات وانفجارات مستمرة بين المتناحرين، ولم يُشفع للشيخ كبر سنه ولا للطفل صغره، جميعهم سواء عند ذلك المجهول الذي بات يحصد الأرواح دون حساب أو عقاب، فقد شهدت مدينة بنغازي أمس «ثالث أيام عيد الأضحى المبارك» يومًا دمويًا على غرار الأيام الماضية التي شهدت خلالها المدينة العديد من حوادث القتل والاغتيال.
حيث شهدت مدينة بنغازي (مهد الثورة الليبية)، الاثنين، مقتل 4 رجال أمن وطفل ورجل دين في سلسلة هجمات لمسلحين مجهولين بمناطق متفرقة من مدينة بنغازي شرقي ليبيا.
وقال مصدر مسؤول بمديرية أمن بنغازي، إن «مسلحين اعترضوا طريق الضابط بمديرية أمن بنغازي عيسى العبار أثناء ذهابه لأداء صلاة العشاء في أحد مساجد منطقة الماجوري بالمدينة وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص وأردوه قتيلاً.
من ناحية أخرى، ذكر مسؤول طبي بمستشفى بنغازي أن «المستشفى استقبل مساءً جثة الشرطي بمديرية أمن بنغازي، صالح عوض القماطي بعد تعرضه لإطلاق رصاص كثيف من قبل مسلحين مجهولين». وبحسب ما نقل المسؤول الطبي عن المسعفين فإن «الشرطي القماطي تم الهجوم عليه بالقرب من منزله بمنطقة السرتي بالمدينة».
وفي السياق ذاته، قال المسؤول الطبي، إن «المستشفى استقبل أيضاً مساء جثة العسكري سعد عمر الجازوي الذي قتل برصاص مسلحين مجهولين بمنطقة الماجوري» موضحاً أن «القتيل عسكري بالكتيبة 21 صاعقة (شهداء الزاوية) التابعة للجيش الليبي»، وأضاف أن نجل الجازوي أصيب أيضا وهو طفل صغير أثناء وجوده في السيارة مع والده وقت إطلاق الرصاص.
وبحسب ذات المصدر فإن «مسعفين أحضروا للمستشفى جثة محمود المهدوي، وهو مدني متطوع في الكتيبة 21 صاعقة بالجيش الليبي»- في واقعة رابعة- موضحًا أن «مجهولين يستقلون سيارة أطلقوا وابلاً من الرصاص على المهدوي داخل سيارته فأردوه قتيلا بمنطقة الكيش.
وحسب مصدر طبي: «قتل مسلحون الشيخ السلفي سليمان الطيرة، إمام مسجد مقبرة الهواري بالمدينة»، مؤكدًا وصول جثمان القتيل للمستشفى ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات حتى وقت متأخر من أمس.
وتعاني مدينة بنغازي انفلاتاً أمنياً كبيراً يشمل سلسلة يومية من الاغتيالات لرجال الجيش والشرطة ونشطاء وإعلاميين، إضافة لاشتباكات مسلحة بين فصائل متقاتلة لفرض سيطرتها على المدينة.
وقد استهدفت مجموعة مسلحة، مساء الاثنين، مدرسًا جامعيًا بمدينة درنة الليبية بإطلاق وابل من الرصاص عليه قرب منطقة شارع الوادي بمدينة درنة، فأردوه قتيلا.
وذكر مصدر مطلع أن أسامة المنصوري هو أحد أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للعلوم الشاملة بمدينة درنة، إضافة إلى كونه رئيس التكتل الفيدرالي بمنطقته.