لجأت الطفلة «عايدة الحاج على» التى فرت مع عائلتها المسلمة من أهوال حرب البوسنة فى 1992 إلى السويد، وعاشت فى مدينة «هالمستاد» البعيدة جنوبًا أكثر من 500 كيلومتر عن العاصمة استوكهولم، حيث تدرجت فى المراحل التعليمية إلى أن تخرجت فى جامعة «لوند» بالحقوق، لتبدأ بالعمل العام باختيارها نائبة لرئيس بلدية المدينة التى لجأت إليها وعمرها 5 أعوام، قبل أن تصل لمنصب وزيرة التعليم، أمس الأول.
ولاتزال عايدة عزباء وتهوى التصوير، وفيلمها المفضل هو «المريض الإنجليزى» الذى تم إنتاجه فى 1996 وفاز بأوسكار أفضل فيلم ذلك العام، كما تعشق كتابات الأمريكى الراحل أرنست همنجواى، صاحب رواية «العجوز والبحر» الشهيرة، وتمضى أوقات الفراغ بالاستماع لموسيقى شوبان وأغانى المطربة الأمريكية أليشيا كيز.
وفى 2013 وضعتها مجلة Veckans affärer الاقتصادية الشهيرة فى السويد بالمرتبة 10 بين 100 امرأة مميزة المواهب والطاقات، وبسبب تلك المواهب والطاقات، ولنشاطها السابق فى البلدية وعلى الصعيد التربوى والاجتماعى، اختارها رئيس «الحزب الديمقراطى الاشتراكى»، ستيفان لوفين، رئيس الوزراء السويدى الجديد، وزيرة «للتعليم ما قبل الجامعى ورفع الكفاءات» فى حكومته التى نال بتشكيلها الإعجاب، لأنه أسند حقائبها بالتساوى بين النساء والرجال: 12 وزارة لهن و12 لهم.
يذكر أن السويد اعتادت على تبنى برامج واسعة تسمح للمهاجرين بالاندماج فى المجتمع السويدى بصورة سليمة وصحيحة، خاصة فى ظل استقبال السويد لأعداد متزايدة من المهاجرين للحفاظ على عدد السكان فى ظل معدلات المواليد المنخفضة فى البلد الواقع فى أقصى شمال القارة العجوز.