شوارع القاهرة الكبرى والمحافظات تحولت إلى مستنقعات للدماء ومخلفات الحيوانات بعد ساعات قليلة من أداء صلاة عيد الأضحى. «المصرى اليوم» اختارت عينة من أبرز مناطق القاهرة الكبرى وتجولت بينها على مدار يومين لرصد ما فعله المواطنون فى الشوارع بسبب الأضاحى، وردود مسؤولى المحليات والأحياء التى اعتبرت أن ما حدث فى الطرقات الرئيسية أمر معتاد سيتم علاجه عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى.
على بعد أمتار من لافتة «مرحبا بكم فى حى العجوزة» فى ميدان لبنان بمنطقة المهندسين، تنتشر قطعان من الخراف مختلفة الأحجام ما بين الكبير والصغير، يتوسطها شاب عشرينى يحمل حزمة كبيرة من البرسيم لإطعامها، فيما يحاول آخر إبعادهم عن طريق السيارات من خلال ضربهم بعصا غليظة تفاديا لاصطدامها بها.
صورة قطيع الخراف المتحرك فى الشارع أثارت دهشة أهالى الحى الهادئ، الذين اعتادوا مشاهد الشوادر الثابتة، متحملين رائحة الحيوانات ومخلفاتها، إلا أن مشهد القطيع المتحرك كان جديدا عليهم، فنشبت مشاجرات بين عدد منهم ورعاة الأغنام اعتراضا على تحول الميدان إلى حظيرة للخراف والتسبب فى إعاقة حركة المرور، إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب الأغنام من الدفاع عن حقهم المشروع من وجهة نظرهم فى البيع داخل الميدان.المزيد
داخل معرض القاهرة الدولى بمدينة نصر لن يستمتع الزائر بمنتجات خريجى شباب الجامعات، وإنما تستقبله رائحة روث المواشى التى اختلطت مع روائح الأعلاف، بعدما تحول المعرض إلى شادر كبير لبيع المواشى من أبقار وجاموس وخراف، منذ بداية الأسبوع الماضى.. خلال 21 يوما.. كانت فاصلة بين تحول المعرض من مهرجان للسياحة والتسوق لبيع مستلزمات المدارس إلى ساحة لبيع المواشى التى استعان فيها التجار بسماعات الـ«دى. جى» للترويج لبضائعهم.
لم تفلح محاولات أحمد ربيع، الشاب العشرينى، من دفع جاموسة أعلى سيارة نصف نقل.. يندفع خلفه زملاؤه لدفعها خوفا من إصابة المواطنين المتزاحمين على الشادر. «شغلانة صعبة.. مش أى حد يقدر عليها.. بس خلاص خدت عليها».. بهذه الكلمات يصف «ربيع» صعوبة مهنته كبائع للمواشى ويقول: «أشتغل فى مهنتى منذ 12 عاما مع والدى الذى يشتغل جزارا فى منطقة الوراق بإمبابة، شغلتى بتعتمد على رفع المواشى على الميزان لوزنها ثم دفعها على سيارة النقل، وتمثل خطورتها فى الخوف من عدم السيطرة على المواشى التى قد تصيبنى أو تصيب من حولى، لذلك لابد من السيطرة على الماشية بشكل كامل خاصة الحبل الذى يربطها حتى لا تندفع نحو الآخرين».المزيد
داخل حواجز خشبية تفترش أرضها حزم من البرسيم المتناثرة بشكل عشوائى ومحاطة بعدد من طاوﻻت امتلأت باﻷعلاف، احتجزت عشرات الخراف أمام المجمعات الاستهلاكية فى منطقة ثكنات المعادى الهادئة تحت إشراف وزارة التموين. رغم حرص الشاب العشرينى، أحد العاملين بالمجمع الاستهلاكى، على تنظيف المكان من روث الحيوانات من أمام المجمع، إﻻ أن محاوﻻته باءت بالفشل، خاصة مع اﻷعداد الكبيرة التى يضمها الشادر فتناثرت بقايا اﻷعلاف على اﻷرض لتنتشر فيها الحشرات والقوارض.المزيد
مهنة جديدة ظهرت فى موسم عيد الأضحى، اسمها «جزار الرؤوس والكوارع» الذى يبدأ عمله بعد انتهاء الجزار العادى من عمله الذى يشمل الذبح والسلخ والتكسير والتقطيع لكل جزء من الذبيحة عدا الرأس والأرجل (الكوارع)، متحججاً بضيق الوقت وضغط العمل فى اليوم الأول للعيد.
مع الاقتراب من ميدان الجامع، أشهر ميادين منطقة مصر الجديدة، تتوقف حركة المرور، وترتفع أصوات «الكلاكسات» من أصحاب السيارات، يضطر عدد من المواطنين إلى السير على الأقدام.. خطوات معدودة وتختفى معالم شوارع المنطقة خلف شادر كبير للمواشى أمام أحد محال الجزارة يضم عجولا وأغناما وخرفانا على جانبى الطريق، يحيطها عدد من طاولات الأعلاف الخشبية، وقد اختلط روث المواشى مع الأعلاف لتصدر رائحة كريهة تزكم الأنوف.
يؤكد كمال محمود، صاحب شادر المواشى، أنه رغم زيادة الأسعار هذا العام فإن بضاعته تشهد حالة من الرواج مقارنة بالعام الماضى: «عانينا العام الماضى من الركود فى بيع المواشى من عجول وخرفان، إلا أنه هذا العام يوجد رواج كبير فى حركة البيع والشراء رغم الارتفاع الطفيف فى الاسعار، ويبدأ سعر كيلو الأغنام الحى من 37 جنيها وحتى 41 حسب جودة الغنم».
ويشير «كمال» إلى حرصه على استخراج تصاريح من الحى لإقامة شادر لعرض المواشى خلال 10 أيام فقط: «طوال خمسين عاما ماضية حرصنا على استخراج تصاريح رسمية من الحى لإقامة الشادر أمام محل الجزارة، وندفع للحى 5 آلاف جنيه رسوما مقابل عرض الأضاحى فى الشارع لمدة 10 أيام، نقوم بعدها برفع الشادر».المزيد