أكد الفنان محمود عبدالمغنى أنه كان متخوفاً من شخصية «النبطشى» التى قدمها فى فيلمه الذى حمل اسم الشخصية، لكنه وافق على تحدى نفسه معها، مشيرًا إلى أنه واجه صعوبة فى تصوير مشاهد الأفراح عكس مشاهد الأكشن التى صورها بسهولة، ودافع فى حواره لـ«المصرى اليوم» عن وجود أغان ورقصات داخل الأحداث قائلا إنه يقدم فيلم عن الأفراح فالطبيعى أن تشهد أحداثه أغانى، مشدداً على عدم إقحام أي ألفاظ أو مشاهد تخدش الحياء، لأن الفيلم موجه للأسرة وخرج تقرير الرقابة عن الفيلم خالياً من أي ملاحظات عليه.
■ ما سر حماسك لفيلم «النبطشى» لتعود به للسينما بعد غياب 3 سنوات؟
- لأنه فيلم شعبى من منظور «شيك» مختلف بعيد تماماً عن الأعمال الشعبية التى أثارت العديد من علامات الاستفهام فى السنوات الأخيرة، أجسد من خلاله شخصية صعبة وبعيدة عنى وعن الأدوار التى جسدتها من قبل، تخوفت منها فى البداية، لكنها استفزتنى وقبلت أن اتحدى نفسى معها، كونه دينامو ومحرك الأفراح وأهم شخص فيها، أرهقنى بدنياً وذهنياً، لأنه يحتاج لتركيز وسرعة فى رد الفعل والكلام، بلهجة معينة، وأتذكر فى أحد المشاهد استمرار التصوير على المسرح قرابة 7 ساعات من أجل تصوير 4 دقائق فقط، وما حمسنى أيضاً أن الفيلم يطرح قضايا تمس المصريين بشكل مباشر، وهى عادة كتابات محمد سمير مبروك الذى يقدم فيلماً يناسب كافة الأذواق ويمس الشارع ومشاكلنا اليومية والحياتية، وتحتوى أحداثه جانباً كوميديا لايت ساخر، وأكشن، وبسببه قررت التخلى عن التليفزيون العام الماضى حتى يشتاق لى الجمهور.
■ كيف كانت التجربة مع المخرج إسماعيل فاروق؟
- وجود إسماعيل فاروق كان دافعاً قوياً لقبولى المغامرة لأننى متابع جيد لتجاربه، وأعتبره من أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم طوال مشوارى فى السينما، ونجح فى تقديمى بشكل مختلف وإبراز طاقات جديدة عنى لم أكن أعرفها على المستوى الفنى.
■ ماذا عن شخصيتك داخل الأحداث؟
- «سعد أبوسنة» هو شاب من بولاق أبوالعلا وروض الفرج، من أسرة بسيطة، تخرج فى المعهد الفنى التجارى، يواجه العديد من الصعوبات فى حياته، يعيش رحلة صعود حتى يصبح مذيع توك شو، ويقول لنفسه إن الإعلاميين «بياعين» كلام، وهو ملك الكلام و«صاحب الحديدة»، كما يقال عن الميكروفون، فلماذا لا يخوض التجربة؟، ويقرر طرح كل ما يشعر به الشارع ويتناول بجرأة العديد من القضايا المحظورة، ويوصل رسائل شديدة الأهمية لكل المسؤولين، يشعر بالشباب المهمش والمنكسر ويقول للحكومة إنها قنابل موقوتة، ويرصد انفعالاتهم ومشاعرهم وانقساماتهم ومشاكلهم، ويرصد لظاهرة البطالة وكيف أصبحت الشهادات التعليمية مجرد براويز داخل المنازل.
■ أين كانت صعوبة الشخصية؟
- صعوبتها بالنسبة لى لم تكن فى مشاهد الأكشن، ولكن فى مشاهد الإفراح والأغانى طوال 4 أسابيع التصوير، وأتذكر أيضاً مشهد النهاية الذى احتاج منى تركيزاً عالياً، خاصة وأن «سعد» يقوم فيه بالهجوم على كل مسؤول ويخرج كل ما بداخله، بالإضافة إلى مشاهد علاقته بشقيقه وعائلته وأمه، وأشكر النبطشى حسام القط، الأشهر فى منطقة إمبابة، لأنه ساعدنى كثيرًا فى خروج الشخصية بإحساس واقعى، سواء فى الشكل، الملابس، أسلوب الكلام، والحركة على المسرح.
■ هل كانت لك ملاحظات على السيناريو؟
- أؤمن بالتخصص فى عملى، ولا أشغل نفسى إلا بمذاكرة شخصيتى، ودوافعها، أحاول دائماً أن أكون لها تاريخ حتى تخرج صادقة للجمهور، وبصراحة محمد سمير لم يمنحنى فرصة للتعديل على السيناريو بعد الجلسات التى جمعتنا بإسماعيل فاروق فى البداية وأبدينا ملاحظاتنا وكنا نحاول بقدر الإمكان التقرب من لغة الشارع والحياة وبساطتها، لكن مع بداية التصوير كانت الأمور على ما يرام.
■ ألا تخشى من نوعية الأعمال التى تعتمد على الأفراح والغناء؟
- السيناريو هو أساس الاختيار بالنسبة لى، وأن أقدم عمل مفيد لى وللجمهور، وأهتم دائماً بأن تحتوى قصته على رسالة أو مشكلة، وأبتعد عن تقديم الأعمال الخيالية، «بحب الرسالة حتى لو من خلال فيلم شعبي»، والفيلم قائم على الأفراح الشعبية، لكن بشكل سينمائى حياتى، دون مبالغة لأننى أرفضها فى كل أعمالى، وأعتمد على الواقعية، وأترك دائماً الحكم للجمهور، ومن الطبيعى أن يحتوى الفيلم على أغانى لأننى أجسد شخصية نبطشى أفراح، فبالتالى ليس هناك إقحاماً، ونقدم رقصات، «مش هنقدم السيرك» فى الأفراح.
■ وماموقف الرقابة من الفيلم؟
- على العكس كان هناك إجماع وإشادة بقصة العمل والقضايا التى يتناولها، ولم تكن هناك ملحوظة واحدة على السيناريو، ولو بتعديل لفظ واحد، وهو ما كنا نحرص عليه أثناء التصوير، ألا نخدش حياء أحد سواء باللفظ أو العين.
■ لماذا اخترت الهجوم على الإعلاميين.. وهل هى مقصودة؟
- لأن ما نراه الآن عبارة عن «نبطشية» وليسوا إعلاميين، كل منهم يتحدث بما يحلو له، ويتلاعب بالكلام كيفما شاء، نعيش حالة من الجدل، وكان ضرورى تسليط الضوء على سلبيات الإعلام التى تفشت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، لا نعمم الفساد، ولكن بعض منهم، كما نرصد لمدى سطوة المعلنين على المحتوى الذى يقدمه كل إعلامى.
■ كيف ترى المنافسة فى موسم عيد الأضحى؟
- الموسم قوى وهو شىء إيجابى بالفعل، وأنا من عشاق المنافسة الشريفة، وأتمنى التوفيق لكل زملائى، لأن نجاحنا يعنى النهوض بالصناعة ودوران عجلة الإنتاج، ويشجع المنتجين للعودة مرة أخرى للسينما، وأعتقد أن السينما تعيش حالة انتعاش الفترة الأخيرة، وجذبت المشاهد بتقديم أعمال تحترم عقليته مثل الفيل الأزرق، هو ما يجب أن ندعمه لأننا بلد السينما، والحمد لله عملت كل ما بوسعى فى الفيلم، وكنت أمثل «بمزاج عالى»، وكنت مبسوطاً وأنا أصورها، وأعتقد أن الجمهور شعر بذلك بعد مشاهدة الفيلم، وهو ما لمسته من خلال ردود أفعالهم.
■ متى يعود عبدالمغنى للتليفزيون؟
- اقرأ حالياً أكثر من سيناريو وسأختار الأفضل لى وأفضل دائماً عدم التسرع فى اختياراتى حتى لو جاء ذلك على حساب تواجدى وظهورى حتى أحافظ على احترامى لنفسى وللجمهور الذى يقدر الموهبة بغض النظر عن عدد الأعمال.
■ هل يمكن أن تقدم عملا ينتمى للدراما الطويلة؟
- أرفض هذه النوعية من الأعمال لأنها تتسبب فى غياب الاشتياق بينه وبين جمهوره، لأنه موجود طوال العام وكل يوم، لكن إذا جاءنى ورق مكتوب باحترافية وحبكة وأحداثه مكثفة من الممكن أن أفكر فى خوضها.