أكد المدرب المصري عمرو أنور، المدير الفني لاتحاد جدة السعودي، أن النتائج الطيبة التي حققها في الدوري السعودي جاءت بفضل ثقة إدارة النادي في قدراته، رغم أنه كان مدربًا للفريق الثاني بالنادي ما ساعده على معرفة ظروف الفريق الأول.
ولفت إلى أن الصدفة وحدها هي التي دفعته ليكون الرجل الأول في الفريق السعودي بعد أن خرج الفريق من بطولة دورى أبطال آسيا. وكشف أنور عن وجود اختلاف شاسع بين الدوري المصري الذي يتسم بالعشوائية، والسعودي الذي يتميز بالانضباط والالتزام، وشدد مدرب اتحاد جدة السعودي على أن المجاملات هي التي دمرت الكرة المصرية وتسببت في عدم تأهل منتخبى الناشئين والشباب إلى بطولتى أمم أفريقيا، لافتًا إلى أن الكرة المصرية تدار بالعلاقات، وأكد أن أيمن حفني لا يصلح للعب في الدورى السعودي، وطالب محمد عبدالشافي بالاجتهاد حتى ينجح مع أهلي جدة، مؤكدا أن أحمد فتحى هو اللاعب المثالي الذي يستحق أن يحترف في الدورى السعودي، وكشف أنور عن أسرار جديدة في هذا الحوار:
■ بداية هل كنت تتوقع تألقك مع اتحاد جدة؟
- كرة القدم لا تعترف بالتوقعات، وإنما بالنتائج والجهد والعرق داخل وخارج الملعب، وكنت على دراية بأحوال الفريق خلال الفترة الماضية بحكم عملي كمدير فني للفريق الثانى بالنادي.
■ كيف توليت المسؤولية؟
- اجتمع بى إبراهيم البلوى رئيس النادي عقب خروج الفريق من بطولة دورى أبطال أسيا والهزيمة من العين الإماراتى بنتيجة 5-2 مجموع المباراتين ذهابا وإيابا، وهو ما دفع إدارة النادي لتغيير المدرب الأجنبى، واختيارى بصفة مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب أجنبى.
■ ولماذا لا تستكمل مسيرتك مع اتحاد جدة طالما أن النتائج طيبة؟
- القرار في يد الإدارة وليس لي أي يد فيه، والأندية في السعودية تفضل التعاقد مع مدرب أجنبى، ولا تحبذ المدرب العربى بصفة عامة، ولك أن تتخيل أن هناك مدربين فقط سعوديين في الدورى أحدهما سامى الجابر.
■ هل تخشى من الإقالة؟
- لا أفكر في هذه الأمور، كل ما أفكر فيه هو رفع اسم المدرب المصرى في السعودية والوطن العربى، كما أن إدارة النادي أبلغتنى بأن القرار بصفة مؤقتة، وهو ما حدث معى في الموسم الماضى عندما ساءت النتائج وتم إقالة المدير الفني للفريق وتوليت المهمة لحين التعاقد مع مدرب أجنبى.
■ ولماذا يفضلون المدرب الأجنبى في السعودية؟
- اعتادوا على المدربين الأجانب، ولا أعرف إذا كانت عدم ثقة في المدرب العربى أم أنها رغبة في الاستفادة من المدارس الكروية المختلفة، فالأندية السعودية لا تفرق معها المبالغ المالية التي تصرفها في الرواتب الشهرية للمدربين الأجانب، وإنما الأهم هو تحقيق بطولات والظهور بمستوى طيب في الدورى.
■ كيف تعاقدت مع نادي اتحاد جدة؟
- قررت الرحيل عن مصر قبل ثلاث سنوات بعد ثورة يناير بحثا عن العمل في أحد الأندية السعودية، خصوصا بعد أن فشلت في الحصول على فرصة في الأجهزة المعاونة لتدريب المنتخبات، ثم جاءتنى الفرصة بتدريب الفريق الثانى لاتحاد جدة، وتوليت مهمة الفريق الأول في الموسم الماضى، لكن عدم حصولي على الرخصة «A»منعنى من قيادة الفريق في دورى أبطال أسيا باعتبار أن اللوائح في الاتحاد الأسيوى تلزم المدربين بالحصول على الرخصة حتى يتمكنوا من تدريب الفريق.
■ ولماذا لم يتم تعيينك في أحد المنتخبات الوطنية؟
- لأننى لست مسنوداً من أحد أعضاء اتحاد الكرة.. فقد تقدمت بالCV الخاص بى وأجريت مقابلة مع الدكتور عمرو أبوالمجد، وكنت أقرب إلى أحد المنتخبات الوطنية حسب ما أكده لي الدكتور أبوالمجد، لكننى انتظرت طويلا ولم يحدثنى أحد.
■ لكن مسؤولي الجبلاية يؤكدون أنهم لم يجاملوا أي مدرب تم تعيينه في المنتخبات الوطنية؟
- ليس لي علاقة بأحد، لكن المعروف للجميع أن المجاملات والعلاقات هي التي تحكم الكرة المصرية، وكانت النتيجة في عدم تأهلنا إلى أمم إفريقيا للناشئين أو الشباب، والمشكلة أننى لا أجيد هذه الميزة التي أصبحت تتحكم في الكرة المصرية ومصائر المدربين والمنتخبات، فتجد أن بعض المدربين لم يكن لهم سابقة أعمال تدريبية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وفجأة تم اختيارهم لمجرد أن لهم عضوا في مجلس الإدارة ينادي بهم، وفي المقابل كنت أحد المدربين المساعدين لمصطفي يونس في منتخب الناشئين، وتأهلنا لأمم إفريقيا، لكن لم يتم الاستعانة بى بعد ذلك.
■ وما رأيك في المستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب الأول في التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا؟
- مستوى الكرة المصرية تراجع في الفترة الأخيرة نتيجة الأحداث السياسية المتلاحقة التي مرت بها البلاد وتأثرت بها، وسيطرت على اللاعبين والمدربين، والأندية، وتأثرت بها أيضا بطولة الدورى الممتاز، ومن ثم فمن الطبيعى أن تتراجع مستوى المنتخبات الوطنية وبقية الأندية.
■ لكن مستوى الأهلي لم يتراجع وحصد بطولة دورى الأبطال وينافس في الموسم الجارى على لقب الكونفدرالية!
- لا تقارن الأهلي بأى منظومة رياضية في مصر، فنادينا متفرد في الإدارة والفكر، وهو الأقرب لأندية أوروبا، ولك أن تتخيل أن الإدارة تتغير في الموسم الماضى، والجهاز الفني كذلك، ولم يتأثرالفريق، ليس لأى شىء وإنما لأن الجميع داخل النادي يقدسون المصلحة العامة ويفكرون في إعلاء اسم النادي الأهلي، وهذا ما تفتقده بقية الأندية.
■ ولماذا لم يتم اختيارك في الأجهزة المعاونة بالأهلي؟
- تم ترشيحى في الجهاز الفني الذي كان سيتولي المسؤولية مع حسام البدرى، لكن لجنة الكرة فضلت التعاقد مع محمد يوسف وهو زميل ملعب ويستحق التقدير والاحترام.
■ البعض يحمل شوقى غريب مسؤولية تراجع مستوى المنتخب الأول!
- لا أستطيع تقييم شوقى غريب، وليس من حقى أن أفعل لأننى لم أمر بالظروف الحالية التي يقود فيها الفريق، لكننى أؤكد لك أنه يتعرض للظلم،ويدفع ثمن الأحداث السيئة التي مرت بها البلاد بعد ثورة يناير.
■ هل يمكن أن تعود لتدريب أحد الأندية في الدورى؟
- أتمنى ذلك، لكن كما قلت لك الكرة المصرية يحكمها العلاقات والمجاملات، وهذا ما دمرها في الفترة الأخيرة، ولو أن المنظومة تسير بعدالة ويتحقق فيها الضوابط والمعايير المطلوبة لما وصل الحال بنا إلى هذه الدرجة.
■ هل يمكن أن تتولي تدريب الأهلي؟
- تدريب الأهلي حلم لأى مدرب في مصر، فما بالك بأحد أبنائه الذي تربى ونشأ بين جدرانه، لكننى لم أحصل على الفرصة في الفريق الأول، لكن أؤكد لك أنه من المستحيل أن أصبح مديرا فنيا للأهلي، لكننى أتمنى الحصول على فرصة في تدريب أي فريق في الدورى أسوة بما حدث مع إيهاب جلال الذي أعتبره أحد أفضل المدربين في مصر، وعندما نال الفرصة استطاع أن يثبت جدارته.
■ وما رأيك في جاريدو؟
- من الصعب الحكم عليه.. فهو لم يخض أي تجارب قوية، لكن الجهاز المعاون وعلاء عبدالصادق ووائل جمعة يضعونه على الطريق الصحيح ويسيرون بالفريق نحو البطولات.
■ البعض يقارن بينه وبين مانويل جوزيه؟
- لا يجوز أن تقارن أي مدرب في مصر بمانويل جوزيه، فما حصل عليه من دعم من مجلس الإدارة ولاعبين كانوا الأفضل في مصر وإفريقيا استطاعوا حصد ثلاث بطولات أمم إفريقيا متتالية، وبالتالي فهذه الفترة لن تتكرر مرة أخرى.
■ لماذا؟
- الأوضاع اختلفت في مصر.. وأصبحت نوعية اللاعبين مختلفة عن جيل محمد أبوتريكة وبركات وسيد معوض، وأؤكد لك أن الأهلي كان له دور كبير في حصول المنتخب الوطنى على ثلاث أمم إفريقيا.
■ إذن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاته لم يفعل شيئاً!
- لم أقصد ذلك، فحسن شحاتة من وجهة نظرى هو أفضل مدرب في تاريخ مصر بالبطولات التي حققها، وبسيطرته على نجوم الكرة المصرية وقتها وتهيئتهم للحصول على الألقاب الثلاثة، ولكن أقصد أن الأهلي كان يمتلك 80 % من القوام الرئيسى للمنتخب الذي استطاع شحاتة أن يوظفه بطريقة تخدم الفريق.
■ ما هو الفارق بين الدورى المصرى والسعودي؟
- هناك فارق شاسع، فالدورى السعودي الأفضل عربيا لأنه يعتمد على النظام والالتزام وتطبيق اللوائح على الجميع، ولا يوجد فارق بين ناد صغير وآخر كبير، بعكس الدورى المصرى الذي يتسم بالعشوائية وعدم النظام واللامبالاة.
■ من اللاعب الذي يستحق أن يلعب في الدورى السعودي؟
- أحمد فتحى لاعب المنتخب الوطنى لأنه يتسم بالقوة والسرعة ويمتلك مقومات اللاعب المحترف.
■ وهل أيمن حفني يصلح للعب في أحد أندية السعودية؟
- لا أعتقد..لأن طريقة أدائه لا تتناسب مع القوة والسرعة التي يتسم بها الدورى السعودي
■ وبماذا تنصح محمد عبدالشافي الذي انضم مؤخرا إلى نادي أهلي جدة السعودي؟
- عبدالشافي لاعب مميز، ولكن عليه أن يجتهد يبذل قصارى جهده، حتى ينجح مع فريقه الجديد وحتى تنجح تجربته الجديدة، لأنه لاعب مميز وصاحب أخلاق رفيعة.