وصف اللواء مجدى عباس، مدير أمن جامعة الأزهر، ممارسات طلاب جماعة الإخوان داخل الجامعة العام الدراسى الماضى بأنها «حمقاء»، بسبب لجوئهم فى التعبير عن رأيهم إلى العنف.
وأضاف «عباس»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أن ما حدث داخل الجامعة العام الماضى «لن يتكرر»، حيث إنهم استعانوا بشركة أمن خاصة وتم تعلية الأسوار، فضلا أجهزة الكشف عن المفرقعات والكلاب البوليسية لتفتيش حقائب الطلاب، وإلى نص الحوار.
■ ما تعليقك على الأحداث التى شهدتها الجامعات العام الدراسى الماضى؟
- العام الدراسى الماضى كان مليئا بالأخطاء والتجارب الصعبة التى لم تشهدها الجامعات من قبل، من حيث شدة أعمال العنف وتخريب المنشآت والتعدى على الأفراد والخروج بشكل كبير على القانون من قبل طلاب الإخوان، بما يمثل خرقاً لنظام الجامعة والتعليم والبحث العلمى، ولن نسمح بتكرار ما حدث.
■ وما أسباب هذا العنف؟
- ماحدث بالجامعات العام الماضى كانت صورة جلية لواقع مصر بعد ثورة 30 يونيو، من تخريب وعنف على أيدى الإخوان، ولم تتخذ الجامعات الاستعدادات الكافية لمواجهة هذه الأعمال، سواء من ناحية أفراد التأمين أو الأجهزة الخاصة بالعملية التأمينية وإجراءات حماية المنشآت، خاصة بالنسبة لجامعة الأزهر، ومع استغلال عقول بعض الطلاب غير المتفهمين للإسلام الوسطى المعتدل يتم بث أفكار متطرفة عدائية ضد قيادات الجامعة وأساتذتها وضد الطلاب المسالمين الذين لا يريدون إلا تحصيل العلم وإنهاء فترة دراستهم بالجامعة، بالإضافة لمبالغات الصورة الإعلامية بأن الجامعة تحولت إلى بؤرة إرهابية لطلاب الإخوان وأن الدراسة بالجامعة تعطلت، وهذه صور غير صحيحة، وهدف الجامعة هو ملاحقة طلاب الإخوان الذين تسببوا فى الأزمات التى ترهق الجامعة.
■ ما الخطة الأمنية التى تم إقرارها خلال العام الدراسى الجديد؟
- قمنا بتعلية الأسوار الداخلية والخارجية للجامعة، حيث إنها كانت منخفضة وتساعد على دخول أشخاص من غير طلاب الجامعة بمعاونة الطلاب وتم وضع عدد من الأسوار الحديدية فوق الأسوار الخرسانية التى تم إنشاؤها حديثة كالتى حول مبنى رئاسة الجامعة وإغلاقها ببوابة حديدية شديدة الصلابة يصعب اختراقها وعليها عدد من أفراد الأمن الإدارى تغلق أثناء المظاهرات، وتمت الاستعانة بأعداد كبيرة من الأمن الإدارى للتأكد من الوافدين للجامعة ومن صور الكارنيهات، حتى لا يتكرر ما يعرف بالكارنيه الدوار لعدم إمكانية الأمن من التحقق من صور الطلاب بالكارنيه نتيجة الازدحام وتعزيز الأمن الإدارى بالكلاب البوليسية للكشف عن المتفجرات وأجهزة الكشف عن المعادن، وتم وضع بوابات إلكترونية على مداخل الجامعة والاستعانة بأفراد أمن نسائى بفرع البنات بالجامعة لتفتيش الطالبات وحقائبهن، حيث يخفين بها الأسلحة البيضاء والمولوتوف.
■ هل كنت تخشى على حياتك بعد تعرض مكتبك لأعمال العنف؟
- طبعاً.. فكل واحد يخشى على حياته من أى تصرف أحمق وما يفعله طلاب الإخوان يعد حماقة، حيث يتم التعبير عن الرأى بالعنف، على الرغم من أنه لم تحدث لى إصابة ولكن تم التعدى على مكتبى وعلى كافة مكاتب إدارة الجامعة وأتلفوا أشياء كثيرة وضاعت أخرى من داخل الإدارات وسط حالة الازدحام التى كانت بمبنى رئاسة الجامعة وقتها.
■ ما الإنشاءات التى تم استكمالها بالجامعة ومدينتها؟
- البوابات والأسوار وفصل الجامعة عن المدينة، بما يسهل قدرة التعامل مع العناصر الطلابية الخارجة على قانون الجامعة ومعالجة التلفيات بداخل الكليات، بما كان يستدعى تأجيل بدء الدراسة عن جامعات مصر، لكن تعاون إدارة الجامعة وتوفير المخصصات اللازمة ساعدنا فى سرعة إنجاز تلك الأعمال فى وقت قياسى وتركيب بوابات للدخول والخروج وتفتيش السيارات المصرح بدخولها.
■ ما رأيك فى قرار حظر الأسر الحزبية ومنع ارتداء التيشيرتات الحزبية.. ولما لم تأخذ جامعة الأزهر بهذا القرار أسوة بجامعة القاهرة؟
- لايهمنى من يُكون أسرة طلابية أو يرتدى تيشيرت سياسياً أو حزبياً، فهذا شأن إدارة الجامعة، وأهتم بالحفاظ على الأمن والنظام، لكن من الطبيعى أن الجامعة مكان لتلقى العلم وللبحث العلمى وليس لتأييد شخص أو حزب ولا منبر لأى فصيل.
■ هل ستستعين الجامعة بإحدى شركات الأمن الخاصة؟
- طبعاً.. لكنها ستأتى للجامعة قبل أيام من بداية العام الدراسى لتبدأ عملها فى مساعدة الأمن الإدارى لتأمين الجامعة من الداخل، وستتم معاملتهم إدارياً كمستأجرين مقابل نظير مالى تدفعه الجامعة، وبعد لقاء مدراء أمن الجامعات مع مدير أمن القاهرة أكد لنا أن العام الجامعى الحالى لن يكون كسابقه.
■ تم وضع مادة خاصة بالإرهاب فى قانون الجامعات لكن دون جدوى.. ما تعليقك؟
- قانون الإرهاب هناك من يقوم بتنفيذه، فنحن كأمن إدارى بالجامعة لنا دور خلاف قانون الإرهاب، فالأخير تتولى تنفيذه الشرطة والقضاء، أما دورنا فينحصر على حماية المنشآت والمعلومات الموجودة بالجامعة. والجامعات لا تحتاج قانون إرهاب خاص بها، وموجة المظاهرات وأعمال العنف تقل تدريجياً، خاصة إذا ما قورنت بالعام الماضى، سواء بالجامعة أو خارجها، فالكيان الإخوانى بدأ يتلاشى مع عدم قدرته على فعل أى شىء بمصر وبالجامعات من التهديدات المستمرة التى تملأ بياناتهم واستطعنا تحجيم تلك الشرذمة التى تتظاهر، وكانت معظم تظاهراتهم فى شارع المخيم الدائم ومحاولتهم الفاشلة فى الوصول لميدان رابعة العدوية، وتعطيل المرور بقطع الطرق والاشتباك مع قوات الأمن، خاصة أن عدد من يتظاهرون لا يتعدى 500 طالب وطالبة من إجمالى طلاب جامعة الأزهر المحافظين على السلمية الراغبين فى العلم والتحصيل.
■ وماذا عن تخصيص ميزانية كافية لتأمين الجامعة؟
تم تخصيص ميزانية كافية، فالأمن لكى يتحقق لابد أن أنفق عليه، سواء على المنشآت أو الأجهزة الإلكترونية الخاصة بذلك وكذلك من ضمن المصروفات التى تتعلق بالأمن عمل قاعدة بيانات للطلاب لسرعة الكشف عن هوية العناصر المشاغبة بسهولة.
■ ما تكلفة الأمن فى الجامعة هذا العام؟
- كل ما طالبنا به إدارة الجامعة تم تنفيذه على أكمل وجه ممكن طبقاً للمخصصات المالية، ولا يهمنى كرجل أمن من أين تأتى المخصصات من الحكومة أو من غيرها، فهدفى الأول والوحيد تحقيق الأمن.
■ كيف ستنسق جامعة الأزهر مع الشرطة.. وهل سيسمح بدخول الشرطة الحرم الجامعى؟
- هناك تنسيق وبروتوكول تعاون بين وزارة الداخلية وجامعة الأزهر منذ العام الدراسى الماضى، فنحن كأمن إدارى نقوم بالتأمين داخل الجامعة على أكمل وجه، من حيث التفتيش والمنع والمراقبة والملاحظة، وحينما تتفاقم المشكلة ويتجاوز الحدث السلمية إلى العنف والتخريب والحرق تدخل الشرطة لمواجهة الطلاب المشاغبين، ووجود قواتها أمام بوابات الجامعة ساعد على عودة الأمن للجامعة من خلال منع التجمعات التى كانت تخرج من الجامعة إلى الشوارع.
■ هل لديك تحفظ على دخول الشرطة الحرم الجامعى؟
- لا.. وذلك فى حالة واحدة إذا تواجد عنف أو حرق أو تخريب، وعلى الشرطة التدخل لحماية منشآت الدولة التى تتكلف مبالغ طائلة، ونحن فى أمس الحاجة إليها فى الفترة الراهنة.
■ هل انتهت المدينة الجامعية من استعدادتها؟
- بالفعل تم تركيب بوابة كبيرة أقوى من السابقة التى خلعها طلاب الجماعة بخلعها، نظراً لصدأ الحديد وتم إحكام الأسوار بتعليتها، حيث كان الطلاب يتسلقون عليها ويقومون بقطع طريق مصطفى النحاس والتظاهر خارج الجامعة فى ساعات الليل، بعد انتهاء اليوم الدراسى وإشعال النار فى فروع الأشجار والقمامة بداخلها وبذلك نحكم عملية الدخول لمنع الخارجين من غير المنتمين للجامعة من اختراق الحرم الجامعى بالتواطؤ مع طلاب الإخوان.
■ ماذا عن المساجد الثلاثة التابعة للجامعة التى يستخدمها طلاب الجماعة منابر لهم؟
- المساجد فى فرعى البنين والبنات والثالث فى المدينة الجامعية وكلها تحت السيطرة وتم تغيير خطيب مسجد المدينة السابق الذى كان يشعل حماس طلاب الإخوان فى خطبة الجمعة ويجعلهم يشتبكون مع قوات الأمن بشارع مصطفى النحاس وجئنا بخطيب أزهرى يتصف بالوسطية ومساجد الجامعة جميعاً تابعة لوزارة الأوقاف.
■ هل تتدخل فى قرارات فصل الطلاب؟
- لا.. وأنا أقوم بكتابة أسماء الطلاب وما فعلوه وإرسالها لرئيس الجامعة لاتخاذ القرار المناسب ونرسل الأسماء بما يرضى الله دون عشوائية، ويأخذون حسابهم طبقا لما فعلوه دون زيادة أو محاولة لسكب البنزين على النار.