وصفت وسائل الإعلام المملوكة للدولة الصينية آلاف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في شوارع هونج كونج بأنهم «متطرفون»، لكن صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية، علقت على ذلك بقولها، الأربعاء، إنه بعد «تصفح عشرات الصور التي بثها المتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتضح أنهم متطرفون فعلاً، ولكن في النظافة والتهذيب والسخاء».
وتابعت الصحيفة أنه بمجرد إلقاء نظرة على الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالمتظاهرين في هونج كونج، سنجد أنهم يهتمون جدًا بنظافة مواقع الاحتجاج، بل أنهم يوفرون وقتًا لإزالة أغطية زجاجات المياه والمشروبات، بحيث يمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها مرة أخرى.
ومع تواصل الاحتجاجات المطالبة بالمزيد من الديمقراطية في هونج كونج وباستقالة الرئيس التنفيذي، ليونج تشون ينج، يتطوع الكثيرون في شوارع الإقليم الصيني الذي يتمتع بحكم ذاتي، لتوزيع الكعك والشيكولاتة والموز وزجاجات المياه على المتظاهرين الذين يمثلون حركة تدعى «احتلوا هونج كونج».
وأشارت «جلوبال بوست» إلى أن المحتجين يحرصون على إبقاء أماكن احتجاجاتهم نظيفة، حتى أنهم يحولون قشر الموز إلى سائل تنظيف عضوي.
وبالطبع، عندما يتظاهر الآلاف في وسط مدينة بحجم هونج كونج، لابد أن تتعطل حركة السير وأعمال الشركات المحلية، لذا قدم المتظاهرون اعتذارًا «عن أي إزعاج» تسببوا فيه، عبر لوحات لصقوها في عدة نواحٍ في الشوارع.
ورغم أن قوات الشرطة قابلت المظاهرات بالقمع وباستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، اعتذر متظاهرون محبون للسلام لقوات الأمن برسالة مكتوبة وضعوها على زجاج إحدى سيارات الشرطة التي تعرضت للتخريب، وقالوا فيها: «عذرًا، لا نعرف من فعل ذلك، لكننا لسنا فوضويين، فقط نريد الديمقراطية».
كما أن بعض المتظاهرين تطوعوا للمحافظة على نظافة الجدران والطرق، ومسح أي رسوم «جرافيتي» قد تضر الشكل الجمالي لبنايات هونج كونج.
ومع مشاركة الكثير من الطلاب في الحركة الاحتجاجية المطالبة بالديمقراطية، لم ينسوا أداء واجباتهم المدرسية، بل إنهم تشاركوا شرح الدروس.
وحملت احتجاجات هونج كونج اسم «ثورة المظلات»، نظرًا إلى أن المتظاهرين يستخدمون مظلاتهم للاحتماء من الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الشرطة لتفريقهم، أو من الشمس الحارقة والأمطار الغزيرة، ويحرص المحتجون على تعليق مظلاتهم بنظام شديد على الأسوار في حال عدم حاجتهم إليها.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتطوع البعض لتهوية المتظاهرين ورش الماء ومعطر الجو لترطيب الهواء وحماية زملائهم من الإصابة ضربات الشمس.
ولم ينس المحتجون أن يتركوا مساحة فيما بينهم، لتصبح ممرًا تعبر من خلاله سيارات الإسعاف.
وحتى خلال الاحتجاجات، يحترم المتظاهرون العلامات الإرشادية في شوارع هونج كونج، مثل عدم المشي على الحشائش.