x

أحمد سمير الجهاد سبيلنا.. و«الصبر مفتاح الفرج» أحمد سمير الأحد 01-04-2012 23:29


يشتهر أساتذة علم النبات بالاحتراف في صياغة الدساتير.. العبث يتصاعد، لكن مستقبل مصر أخضر ومزدهر.Top of Form

على خلفية طبلة محجوب الأرتيست نسمع اقتراحات بأن «يجتمع رئيس مجلس الشعب مع رئيس تأسيسية الدستور مع عضو شورى الإخوان» ليخرجونا من هذه الأزمة، لكن الاقتراح رُفض لانشغالهم جميعاً بلقاء أمين عام «الحرية والعدالة».

«الجماعة»- التي سيموت عصام العريان والبلتاجى وحشمت قبل أن ينالوا موقعاً تنفيذياً حقيقياً بها- قررت نقل تجربتها الرائدة في تصعيد أهل الثقة إلى الشأن العام لتعم الفائدة.

خمسون شخصية عامة سيكتبون «دستور مصر» تصدرتهم فاطمة محمود أبو زيد.. فاطمة شخصية، يراها الإخوان عامة، يخبرنا «إخوان أون لاين» بأنها حاصلة على مؤهل «ليسانس علوم سياسية»، ويسكت عن أن والدها «عضو مكتب إرشاد».

من مر يوماً بجوار مدرسة يعرف أن «الاتحاد المنتخب يمثل الطلبة، لكن الإخوان اكتشفوا أن أحمد المراكبي، طالب طب أسنان المنصورة، هو من يمثل الطلبة، لأن لحيته الخفيفة تنشر عبق الإخوة الإسلامية وتريح الإخوة الكبار».

ينسحب الجميع من «مباراة الدستور»، فلا يفوز الإخوان «2- صفر». فالمعادلة ببساطة من حق من انتخبهم الشعب أن يختاروا «تأسيسية الدستور»، لكن ليس من حقهم أن يختاروهم من أقارب قياداتهم.

بعضنا لا يفهم أن «دساتير العالم» تصيغها إما أغلبية برلمان أو أغلبية «جمعية تأسيسية» أو «لجنة عينتها حكومة»، شكلتها الأغلبية البرلمانية. وفي المقابل فبعضنا لا يفهم أن «حق الأغلبية في القرار يتم وفقاً لـ(معايير واضحة) وليس عبر اختيار (المؤدب)، الذي لن يثير مشاكل».

الدساتير، التى لم يكتبها منتخبون، «هي دساتير ديكتاتوريات» تتصور أنها تعرف الأصلح للشعب،لكن إصرار المنتخبين عندنا على انتماء كل هذا العدد لتنظيم واحد «عناد طفولى».. كأن الدستور سيكتب فيه حسن البنا المصدر الأساسي للتشريع.

(2)

وقف الخلق ينظرون جميعاً وأنا أكتب الدستور وحدى، ولأنك كتبت الدستور وحدك «تصرخ اليوم وحدك»، فمن لا يدرك أن «الوطن يتسع للجميع» سيدرك أن «المعتقل يتسع للجميع».

متأخراً.. انتقل الإخوان من «الجيش والشعب إيد واحدة» إلى «يسقط يسقط حكم العسكر»، والمظاهرات، التي تفاخر «غزلان» فى نوفمبر بعدم وجود أي من شبابهم فيها، وأن من يفكر في المشاركة لابد أن يستأذن مسؤوله- يهدد بها اليوم المجلس العسكري.

لسبب غير مفهوم يقنعنا الإخوان بأن معركتهم الفجائية مع العسكر لمصلحة مصر، ولسبب مفهوم لا يقتنع أحد.

يعلن الإخوان أن على العسكري أن يعي أن رئيسه في السجن، وقد يلحق به إن سار على نهجه، أهز رأسي مقتنعاً بأننا إن لم يقبض علينا فسنحيا كراماً، فالتاريخ يُعلمنا أن طائرات الإخوان تهدد بالحرب، لكنها تُضرب وهى على الأرض.

يحذركم العسكري نفسه، فتعزلون أنفسكم، الإخوان وجدوا العسكر يتربصون بهم دون سبب فقدموا لهم سبباً، فحكمة شيوخ مكتب الإرشاد أوصلتهم إلى أنه عندما يهددك العسكر لا تضع معايير واضحة لجمعية الدستور وتراجع عن وعدك بعدم الترشح، وادخل معركة أمام «أبو اسماعيل» و«أبو الفتوح» لتخسر دوائر الإسلاميين أنفسهم، ثم استعد لما ستسميه «محنة ربانية».

الإخوان يصرون أن «سيزيف» يصلح مثلاً أعلى، ومنذ خمسينيات القرن الماضي تعزل قيادة الإخوان الجماعة عن الحركة الوطنية ضد العسكر، ثم تدفع شبابهم فجأة نحو صراع فردى مع العسكر، يُسحقوا فيه وحدهم.

يتصور الإخوان أن البيانات النارية تلعب دور «ساعة  بن تن»، وتجسد الجماعة في شكل «وحش» ينفث ناراً ويهزم العسكر، وينسون أن من لم يتضامن مع أحد لن يتضامن معه أحد، هكذا تفكر الكائنات، التي تعيش على كوكب الأرض.

يُغمض الإخوان أعينهم، وتنشر لجنة التربية هراءً لا أصل شرعياً له بين شباب الإخوان عن الثقة في القيادة، وتستشهد باستدلات فاسدة عن ثقة المؤمنين بالأنبياء وقت الحروب، ليكون المبدأ «لا تتوقف لتسأل عن أخطائك، وواصل فأنت والحق سواء.. اذهب للهاوية مبتسماً ومردداً.. أنا صح أنا صح».

ينصح «القرضاوى» فلا يعقلون، تتكلم هبة رؤوف فلا يستمعون، يحذر فهمى هويدى فلا يبالون، لكن سنن الله الكونية أن من يردون على كل نقد لقيادتهم بـ«موتوا بغيظكم» سيموتون هم بأخطائهم.

شعار الإخوان، الذى اختاره لهم «الباقورى» هو «الجهاد سبيلنا»، وشعار الإخوان، الذى اختاره كهول مكتب الإرشاد  هو «الصبر مفتاح الفرج».. وهذا تناقض جدير بأن يجعل  مستقبل الإخوان مأساة لن تخلو من حس دعابة غير محببة للنفس.

«ونَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية