لم يخسر برشلونة ثلاث نقاط فقط، الثلاثاء، أمام مضيفه باريس سان جيرمان في لقائهما بالجولة الثانية بدوري أبطال أوروبا بالخسارة بثلاثة أهداف لهدفين، لكن برشلونة خسر العديد من الأرقام المهمة التي حافظ عليها منذ بداية الموسم مع المدرب الجديد لويس إنريكي.
تلقى برشلونة أهدافا في شباكه للمرة الأولى هذا الموسم ولم تكن هدفا واحدا بل كانت ثلاثة أهداف وكانت الهزيمة الأولى للفريق مع مدربه الجديد الملقب باللوتشو وفقد الفريق صدارة المجموعة لصالح الفريق الباريسي، لكننا سنتناول اليوم كيف خسر برشلونة هذا اللقاء وتبعاته.
خطط متشابهة
لعب باريس سان جيرمان بنفس خطة برشلونة بطريقة «4-3-3» ولم يلجأ فريق المدرب لوران بلان للدفاع بكل لاعبيه كما حال باقي الفرق التي تواجه برشلونة لكنه اعتمد بشكل أساسي على قتل مفاتيح لعب برشلونة من خلال الضغط على حامل الكرة دفاع المنطقة الذي فرض على رباعي برشلونة ميسي، نيمار، إنيستا وراكتيتش والأخير تحديدًا قدم أقل مباراة له مع الفريق ما دعا إنريكي لتغيره في الشوط الثاني.
غلق أطراف الملعب
يعتمد برشلونة بشكل أساسي في لعبه على نقل الكرة على أطراف الملعب لخلق مساحات في دفاعات الفريق الخصم ثم استغلال مهارات لاعبيه في تناقل الكرة للوصول لمنطقة الجزاء وإحراز الأهداف فقابل لوران بلان هذا التكتيك بتثبيت ظهيري الجنب لمنع تقدم وتوغل بيدرو ونيمار على الأطراف والتكتيك الأهم كان في استغلال لوكاس مورا على اليمين وباستوري على اليسار للضغط على ظهيري برشلونة مبكرًا بل ومتابعتهم للمناطق الدفاعية لسان جيرمان ما صنع جبهات مكدسة باللاعبين جعلت مهمة برشلونة صعبة في اختراقها خاصة الجبهة اليسرى التي شهدت أقل تمريرات طوال الشوط الأول في الثلث الهجومي لبرشلونة، وفي العمق تكفل الثلاثي ماتودي، فيراتي وموتا في قطع الكرات.
وكان الاستثناء الوحيد مع ميسي الذي نجح في الهروب كثيرًا من الرقابة والتخلص من ماتودي في الكثير من الكرات خاصة كرة الهدف الأول.
الكرات الهوائية وتشتيت الكرة
استبشر محبي برشلونة خير بنظافة شباكهم لسبع مباريات متتالية وكان أحد العوامل الرئيسية في هذا الرقم وجود مدافع طويل جديد في صفوف برشلونة هو الفرنسي جيرمي ماثيو الذي ساهم في قطع الكرات العالية والفوز بالثنائيات في الهواء، لكن كل هذا لم يحث في مباراة الفريق في حديقة الأمراء، فبرشلونة فشل 15 مرة من أصل 22 مرة في الالتحامات الهوائية ما أعطي الفريق الباريسي أفضلية في وسط الملعب في وساعد على تكسير إيقاع فريق برشلونة.
أهداف اللقاء
الهدف الأول لباريس سان جيرمان «ديفيد لويز في الدقيقة 10»
تقدم باريس سان جيرمان أولًا من كرة ثابتة هي صداع دائم لفريق برشلونة منذ سنوات، فمن غير المسموح أن يتسلم لاعب الفريق الخصم الكرة في منطقة الجزاء دون رقابة أو تدخل ليسدد ويسجل ويتحمل دفاع برشلونة الهدف بعد أن افتقر لأهم ميزة له في الضربات الثابتة هذا الموسم وهي دفاع المنطقة الذي لم يحدث في الهدف الأول وتحرك كل لاعبي برشلونة في اتجاه الكرة العالية لتسقط أمام ديفيد لويز ليحرز الهدف الأول.
الهدف الأول لبرشلونة «ليونيل ميسي في الدقيقة 12»
أما هدف تعادل برشلونة فجاء من جملة رائعة لو نفذت كثيرًا لأصبح الفريق لا يقهر، تمريرات من لمسه واحدة بين الثلاثي نيمار، إنيستا وميسي تنتهي دون أن تتوقف الكرة إلا في شباك الفريق الباريسي، في الهدف استطاع الثلاثي الكتالوني ضرب دفاعات الفريق الباريسي باللمسة الواحدة التي سرعان ما أخرجت لاعبي الوسط والدفاع خارج اللعب تمامًا فتقدم ميسي وسجل دون حتى أن يستلم الكرة.
الهدف الثاني لباريس سان جيرمان «ماركو فيراتي في الدقيقة 26»
كرة ثابتة جديدة وخرج خاطئ للحارس الألماني تير شتيجن ليتكفل أقصر لاعبي باريس بتسجيل هدف بالرأس ليخرج الفريق من شوط المباراة الأول متقدمًا على برشلونة وهي نتيجة معنوية ساندته كثيرًا في شوط المباراة الثاني.
الهدف الثالث لباريس سان جيرمان «بليس ماتودي في الدقيقة 54»
قد يخطئ البعض في التفريق بين طرفي المباراة عندما يشاهد الهدف الثالث لباريس سان جيرمان بعد أن أتم لاعبوه 21 تمريرة انتهت في شباك برشلونة في هدف لا يقل روعة عن هدف برشلونة الأول، فالتمريرات الكثيرة وضعف الضغط الكتالوني تسبب في خروج مدافعي برشلونة من مراكزهم فأصبح داني ألفيس وحيدًا بين كافاني وماتويدي ليضع الأخير الكرة العرضية بكل سلاسة في شباك برشلونة.
الهدف الثاني لبرشلونة «نيمار في الدقيقة 56»
البطل الخفي في هذا الهدف هو ليونيل ميسي الذي رغم قصر قامته ارتقى للكرة العرضية التي حولها داني ألفيس ليتحرك كل مدافعي باريس سان جيرمان معه فتسقط الكرة أمام غير المراقب نيمار ليسددها في زاوية مستحيلة على الحارس.
ملاحظات
كان برشلونة على وشك التعادل في الكثير من لحظات المباراة، وفي المقابل كان باريس أيضًا قادرًا على زيادة الغلة في العديد من الهجمات المرتدة التي شنها واعتمد عليها في الشوط الثاني بعد هدفه الثالث، لكن ربما تكون هده الهزيمة هي أفضل ما حدث للفريق الكتالوني ومدربه الجديد الذي رُفع عن كاهله رقم قياسي ساذج بالمحافظة على الشباك نظيفة وفضحت المباراة نقاط الضعف في الفريق الكتالوني والتي تمثلت في هذه المباراة في الضغط الضعيف من سيرجيو بوسكيتش وراكتيتش والأخير يبدو غير قادر على لعب مباراتين في أسبوع واحد، فهذه ثاني مباراة في يلعبها الكرواتي في منتصف الأسبوع ويكون مردودة أقل من المعتاد.