دافع المقاتلون الأكراد بشراسة، الثلاثاء، بدعم من التحالف الدولى، عن مدينة عين العرب «كوبانى» الكردية الاستراتيجية، التى يحاصرها مسلحو تنظيم «داعش»، بالتزامن مع غارات شنتها مقاتلات التحالف الدولى على مدينة كوبانى، فيما شنت مقاتلات «تورنادو» البريطانية ثانى هجماتها على معاقل التنظيم فى العراق، وسط تقدم لمقاتلى «البشمركة» الكردية، بينما حذرت واشنطن من أن القضاء على مسلحى التنظيم «لن يكون سهلا أو سريعا».
وقال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تعطى الأولوية لمحاربة «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، وأكد أن تركيا ستلتزم بهدفها وهو الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد.
ودارت، أمس، معارك طاحنة بين مقاتلى «داعش» والقوات الكردية على أطراف بلدة عين العرب، المتاخمة للحدود التركية، بعدما عزز مقاتلو التنظيم تقدمهم نحو المدينة، وباتوا «على بعد 2 إلى 3 كيلومترات فقط منها»، وأسفرت معارك دارت بين الطرفين، ليل أمس الأول، عن مقتل 9 عناصر من قوات الحماية الكردية ومقاتل من التنظيم.
قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن «داعش» ذبح 7 رجال وثلاث نساء فى المنطقة الكردية فى شمال سوريا فى إطار حملة ترويع السكان الذين يقاومون تقدم التنظيم المتشدد.
وواصلت مقاتلات التحالف، الذى تقوده الولايات المتحدة، أمس، شن غارات جوية استهدفت مواقع «داعش» قرب عين العرب، فى هجوم نادر للتحالف أثناء النهار. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن «قوات التحالف نفذت 5 ضربات جوية على الأقل على خط المواجهة مع القوات الكردية فى شرق وجنوب شرق البلدة»، التى تعد ثالث تجمع للأكراد فى سوريا، وأكد المرصد سقوط «خسائر بشرية فى صفوف داعش».
وكانت أنقرة قد عززت انتشارها العسكرى حول نقطة مرشد بينار الحدودية (جنوب)، بعدما سقطت 3 قذائف هاون على أراضيها مصدرها منطقة المعارك. وأكدت الحكومة التركية، أمس الأول، أن «داعش» اقترب من جيب تركى صغير يضم ضريح سليمان شاه، ويقع على بعد 20 كلم داخل الأراضى السورية و30 كلم جنوب عين العرب.
وبعدما أبدت أنقرة ترددا حيال المشاركة فى التدخل العسكرى ضد «داعش»، قدمت الحكومة، أمس الأول، مشروع قانون إلى البرلمان يجيز تدخل جيشها فى العراق وسوريا. وفى حال وافق البرلمان على هذا المشروع، الذى يناقشه، اليوم، فستنضم تركيا الى التحالف، كما يسمح مشروع القانون للقوات العسكرية الأجنبية باستخدام القواعد التركية فى شن عمليات عبر الحدود ضد «داعش». ويفترض أن ترحب واشنطن بانضمام تركيا إلى التحالف، بعد أسبوع من بدء الضربات الجوية فى سوريا، فيما دعت إلى إبداء «صبر استراتيجى»، مؤكدة أن القضاء على «داعش» لن يكون أمرا سهلا.
وقال الأدميرال جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): «لا أحد يجب أن ينخدع بإحساس موهوم بالأمن من خلال ضربات جوية محددة الهدف»، وأضاف: «لن نقضى عليهم بالقصف»، داعيا إلى التحلى بـ«صبر استراتيجى»، من أجل التخلص من «الجهاديين»، فيما أعلن وزير الأمن الداخلى الأمريكى، جيه جونسون، أن واشنطن «تقوم بجهود مكثفة ومنسقة» لرصد مقاتلين أجانب فى سوريا ربما يخططون لتنفيذ هجمات على الأراضى الأمريكية. وأوضح أن نحو 12 ألف شخص من أنحاء العالم سافروا إلى سوريا على مدار السنوات الـ3 الماضية للقتال فى الحرب الأهلية، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما اجتمع، أمس الأول، مع كبار مستشاريه للأمن القومى لمناقشة استراتيجية مواجهة «داعش».
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس السورى بشار الأسد، أمس الأول، أن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون «على يد من دعمه»، ويأتى ذلك، بينما واصلت قوات الأسد هجماتها على المعارضة المسلحة، فى عدة مدن، وقتل 18 شخصا بينهم أطفال فى تفجيرين بحمص.
وفى العراق، طردت قوات «البشمركة» الكردية العراقية مقاتلى «داعش» من معبر «ربيعة» الحدودى الاستراتيجى مع سوريا، وكسبت دعم عشيرة سنية رئيسية، محققة أحد أكبر المكاسب منذ بدأت القوات الأمريكية قصف مقاتلى «داعش».
وقالت مصادر فى البشمركة إن 10 قرى بالقرب من المعبر تم تخليصها من أيدى التنظيم. وتحقق الانتصار، الذى سيجعل من الصعب على المتشددين العمل على جانبى الحدود، أيضا بمساعدة الأكراد من الجانب السورى للحدود، فى علامة جديدة على التعاون عبر الحدود. ونفذت بريطانيا، فجر أمس، سلسلة ثانية من الضربات الجوية ضد مواقع «داعش» غرب بغداد.
وفى الوقت الذى أعلن فيه قائد عمليات الأنبار التابعة للجيش العراقى عن مقتل 15 عنصرا من «داعش» خلال عملية أمنية بمدينة الفلوجة، قالت الشرطة العراقية إن 35 شخصا على الأقل قتلوا فى هجمات بسيارات ملغومة وقذائف مورتر فى أحياء غالبية سكانها شيعة فى بغداد، أمس الأول.
وعلى صعيد الخسائر الاقتصادية، قدّر «مركز التقييم الاستراتيجى والمالى» الأمريكى أن الموجة الأولى من العمليات الجوية ضد مواقع «داعش» كلفت الخزانة الأمريكية نحو مليار دولار حتى اللحظة، وقد ترتفع إلى 21.6 مليار دولار سنوياً.