في زمن استشرى فيه «التمرد» و«العصيان»، وأصبح «آفة» تجرى فى دماء غالبية اللاعبين المصريين، خاصة النجوم فى أندية المقام الرفيع، الذين أصابهم نهم جمع المال، غير عابئين بأوضاع أنديتهم المالية، ويتوقف عطاؤهم، على مدى التزام أنديتهم بصرف مستحقاتهم.
ورغم هذه «الآفة» التى تلقى بظلالها على الكرة المصرية، إلا أن محمد عبدالشافي، مدافع الزمالك، المعار حديثاً إلى أهلي جدة، كسر قواعد التمرد والعصيان، وضرب مثلًا في الالتزام الفنى والأخلاقي، وثبات المستوى، بصرف النظر عن أوضاع القلعة البيضاء المالية، لا يلهث وراء الإعلام، ويرتدى ثوب «المناضل المجهول» داخل المستطيل الأخضر.
يقولون عنه «المحللون»: «فارس من الزمن الجميل، بين لاعبين أصابتهم لعنة التمرد والخروج عن النص، والرقص على إيقاعات فنية غير ثابتة، لتشتتهم بين المال والشهرة».
وتعد شخصية «عبد الشافى»، وفقا للمقربين مزيج من شهامة «الريفي»، ورقى «المدني»، بطبيعة مسقط رأسه حى المرج، الذى يقع شمال شرق القاهرة، ويجمع بين الطابع الريفى والحضرى.
ومنذ انضمام «عبد الشافى» للزمالك فى موسم 2009، لم يتذكر أحد أنه ظهر فى أى وسيلة إعلامية، ليشكو من تأخر صرف مستحقاته، رغم الوعكات المالية المتتالية التى تتعرض لها القلعة البيضاء، ولم يشارك فى مؤامرة للإضراب عن التدريبات، كان دائما «صامتا» و«هادئا»، فى مواجهة أمواج الأزمات وهو ما جعله يسكن قلوب الزمالكاوية، وشاء القدر أن يكافئ عبدالشافى على عطائه وصبره بموافقة مجلس الإدارة على طلب اتحاد جدة إعارته لنهاية الموسم مقابل مليون ومائتى ألف جنيه للنادى بخلاف ماسيتقاضاه اللاعب، ورغم حزن الجماهير على رحيله، إلا أنها لم تعترض على رحيله باعتبار أن إعارته مكافأة على ما قدمه للزمالك الفترة الماضية واكتفى عشاق الأبيض برفع شعار «وداعا عبدالشافى وفى انتظارك مجددا».
من جانبه، أكد حسام حسن، المدير الفنى للفريق، أن عبدالشافى كان الحصان الأسود بالفريق وصاحب الجهد الوفير والذى لا يستطيع أى مدرب أن يستغنى عنه ودائماً ما يبنى عليه الخطط وهو ما دفعه إلى التمسك باستمراره ضمن صفوف الفريق، ولكن فى النهاية لايمكنه أن يقف أمام مستقبله.
من جانبه، قال عبدالشافى، فى تصريح مقتضب، إنه قضى أفضل فترات حياته داخل القلعة البيضاء وإنه رغم رحيله إلا أن ما يهون عليه أنه سيعود مجدداً وأكد ثقته فى قدرة زملائه وبقيادة الجهاز الفنى على استعادة الزمالك ذاكرة الانتصارات الفترة المقبلة وإسعاد جماهيره، سواء على صعيد بطولة الدورى أو على الصعيد الأفريقى، مشيرا إلى أن الزمالك أقرب لحصد الدوى بعد تدعيم صفوفه بمجموعة مميزة من اللاعبين وأكد ثقته على قدرة أحمد سمير على سد فراغ رحيله وأشاد بحسام حسن، المدير الفنى، وأكد أنه يحظى بحب واحترام والجميع، فضلا عن فكره وجراءته فى تغيير طريقة للعب والتشكيل وأعرب عن أمله فى نجاح تجربته الجديدة مع أهلى جدة وأن يكون إضافة.
وأكد أنه دائمًا ما ينصب تركيزه على المستطيل الأخضر فقط وبذل قصارى جهده لتقديم أفضل ما لديه، مشيرًا إلى أنه رغم عدم وجود صلة له بالإعلام إلا أنه يحظى بحب واحترام الجماهير التى تقدر عطاءه فى الملعب.