x

خالد صالح.. يوم أن ابتسمت له الدنيا.. مات

الثلاثاء 30-09-2014 06:05 | كتب: مجدي الطيب |
تصوير : اخبار

وكأنه يعلم أنه على موعد مع الموت؛ فمن يرصد حجم نشاطه في الآونة الأخيرة يُدرك من دون عناء أن خالد صالح كان يُسابق الزمن لتقديم كل ما في جعبته من موهبة فطرية ظهرت في مرحلة عمرية متأخرة بعض الشيء لكنها كانت سبباً في أن يدخل قلوب الناس بسرعة غير متوقعة؛ فبرغم مشاركته في فيلم «جمال عبد الناصر» (1999) إخراج السوري أنور قوادري، الذي اختاره لتجسيد شخصية رجل المخابرات صلاح نصر، ومشاركته في أفلام مثل «جنة الشياطين»، «أم كلثوم»، «كرسي في الكلوب» إلا أن أحداً لم يشعر به حتى جاء دوره في فيلم «خلي الدماغ صاحي» (2001) ليلفت إليه الأنظار لكنه عاد، لأسباب تتعلق بالمناخ الإنتاجي الفاسد، إلى القبول أدوار باهتة في «شرم برم»، «النعامة والطاووس» و«محامي خلع» ومع مجيء العام 2004 ابتسمت الأقدار للممثل المغمور، ومن مشهد بسيط في فيلم «تيتو» انفعل فيه على أحمد السقا، الذي كان يتحدث معه على الجانب الآخر من الهاتف، ما أدى إلى قيامه بتحطيم الهاتف، أصبح اسم خالد صالح يتردد على كل لسان !

يمكن القول إن العام 2004 كان «وش السعد» على خالد صالح؛ ففي ذلك العام قدم شخصية الزوج الذي يبدو متسلطاً لكنه يحمل في داخله قلباً محباً لزوجته في فيلم «أحلى الأوقات»، وبعد تألقه اللافت اختير في العام التالي مباشرة للمشاركة في أربعة أفلام هي «خالي من الكوليسترول»، «فتح عينيك»، «ملاكي إسكندرية» و«حرب أطاليا» غير أن العام 2006 شهد تراجعاً ملحوظاً في أدائه عبر أفلام «عن العشق والهوى»، «ثمن دستة أشرار» و«أحلام حقيقية» قبل أن ينتفض ويستعيد ذاته من خلال شخصية «كمال الفولي» رجل الدولة الذي بيده مقاليد الأمور في فيلم «عمارة يعقوبيان»، وتستمر الانتفاضة في العام 2007، الذي يشهد أول وآخر تعاون بينه والمخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم «هي فوضى»؛ حيث يجسد شخصية «حاتم» أمين الشرطة الطاغية السادي والفاسد، ويحلّق بالشخصية الدرامية في آفاق خيالية من الإبداع والإقناع على صعيدي الشكل والمضمون، كما يشهد العام نفسه مشاركته كضيف شرف في فيلم «حين ميسرة»، ربما على سبيل المجاملة للمخرج خالد يوسف الذي يرد له الجميل في العام التالي إذ يسند إليه دور البطولة في فيلم «الريس عمر حرب»، وكعادته يصول ويجول، ويقدم دور عمره .

لأسباب لا يعلمها أحد انشغل «غول التقمص»، الذي لم يقع يوماً في فح التصنع بالدراما التليفزيونية خلال عامي 2009 و2010 باستثناء مشاركته في فيلم «ابن القنصل» (2010)، ومع العام 2011 عاد للتعاون مع مخرجه الأثير خالد يوسف في فيلم «كف القمر» لكن التجربة لم يُكتب لها النجاح، وبأخلاق الفرسان جامل المخرجة ساندرا نشأت في العام 2012 عندما وافق على الظهور في مشهد واحد في فيلم «المصلحة»، ومع إطلالة العام 2013 كانت سعادته كبيرة ببطولة فيلم «فبراير الأسود» ومشاركة رفيق عمره خالد الصاوي بطولة فيلم «الحرامي والعبيط»، وكان يحلم بالتعرف إلى نتيجة تجربته السينمائية في فيلم «الجزيرة 2» لكن الموت غيبه، بعد أن أصر على إجراء «جراحة معقدة بالقلب»، حسب تقرير الجراح العالمي مجدي يعقوب ليتخلص من الآلام التي داهمته أثناء تصوير مسلسل «حلاوة الروح» في شهر رمضان الماضي وهو يعلم أنه خضع لعملية قلب مفتوح في العام 2004 ومن سخرية الأقدار أن متاعبه مع القلب بدأت تتفاقم عقب أن طرقت الشهرة بابه بعد نجاحه المُذهل في فيلم «تيتو»، الذي نال عن دوره فيه جائزة أفضل دور ثان من المهرجان القومي الحادي عشر للسينما المصرية في العام 2005.

وصل خالد صالح إلى محطة النجاح والشهرة بعد رحلة كفاح مريرة، وكان طبيعياً أن يُعلن أن بينه والغرور قطيعة دائمة، مثلما ظل على تواضعه، وتعامله الإنساني الراقي والمتحضر مع الجميع، فضلاً عن كرمه الحاتمي غير المسبوق؛ فهو الفنان الوحيد الذي تبرع بمبلغ مئة ألف جنيه من حر ماله لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الثانية ثم عاد للتبرع بخمسين ألف جنيه لدعم الدورة الرابعة من المهرجان، وهو أيضاً الذي تبرع للمهرجان القومي للمسرح بمبلغ خمسة وستين ألف جنيه تضاف لجوائزه التي سيمنحها للعروض الفائزة في فروع التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والتأليف، كما يشهد له العديد من صغار الفنانين في الحقل الفني بأياديه البيضاء، وإسهامه من دون تردد في تقديم يد الدعم المادي والمعنوي لهم، بدليل قيامه بنقل أحد الممثلين المغمورين من مستشفى حكومي إلى مستشفى استثماري ليعالج من مرض في القلب، وتكفل بنفقات العلاج بالكامل. فمن يرد له صنيعه؟ وكيف؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية