قال الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، إن متحف السويس القومي سيدر عائدات اقتصادية ضخمة، مع توافد المصريين والأجانب على زيارته في الفترة المقبلة، خاصة مع الخطوات الواسعة لإتمام مشروع قناة السويس الجديدة في موعده المحدد، وما يواكبه من مشروعات أثرية تنموية بالمنطقة، الأمر الذي سيؤدي إلى تنشيط حركة السياحة الوافدة على مختلف مدن القناة ويحقق طفرة وانتعاشة اقتصادية على محافظات مصر جميعها.
وأضاف الوزير، في كلمته خلال الافتتاح المبدئي للمتحف صباح الإثنين، أن افتتاح المتحف أمام حركة الزيارة المحلية والعالمية يعد خطوة نحو تحقيق خطة وزارة الآثار لإقامة مجموعة من المتاحف الأثرية النوعية بعدد من المحافظات، تحكي تاريخ أهلها وتعكس ما تحظى به أرضها من معالم أثرية وموروثات ثقافية وتراثية، ما يجعل هذه المتاحف مراكز للإشعاع الثقافي والحضاري، تنشر الوعى الأثري وتنمي الروح المعرفية بين مختلف الفئات العمرية والمجتمعية المحيطة.
وأشار إلى أن المساحة الإجمالية للمتحف تقدر بـ6 آلاف م2، بتكلفة إجمالية 46 مليون جنيه، ليبدأ المتحف في سرد تاريخ مدينة السويس وقصة كفاح شعبها الباسل عبر العصور المتلاحقة، من خلال ما يحويه من قطع أثرية تبلغ 1276 قطعة، من بينها أهم ما كشفت عنه أرض السويس من كنوز أثرية.
وأوضح أن المتحف يتضمن 48 كاميرا مراقبة ثابتة ومتحركة، بما يضمن تأمينه بشكل كامل، مشيراً إلى أنه مزود بعدد من المعامل المجهزة بأحدث أجهزة ترميم الآثار، سواء الحجرية أو الخشبية أو المعدنية، تضم فريقا متخصصا مدربا على أحدث تقنيات وأساليب الترميم بمختلف مجالاته، ولفت إلى أن المتحف محاط بحديقة متحفية على مساحة 10 آلاف متر تضم مبانٍ خدمية، بالإضافة إلى ساحة انتظار خاصة بالسيارات بمساحة 12 ألف متر.
من جانبه، قال أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف، إن فكرة سيناريو العرض المتحفي لمتحف السويس تعتمد على إبراز أهمية المدينة، من حيث الموقع الجغرافي والدور التاريخي الذي لعبته منذ فجر التاريخ وحتى نهاية العصر الفرعوني، وطوال فترة الاحتلال الفارسي والعصور البطلمية والرومانية، مرورا بالفتح العربي وحتى العصر العثماني.
وأوضح نصر محمد، مدير عام متحف السويس القومي، أن المتحف يتكون من طابقين، الأول للعرض المكشوف، والثاني 6 قاعات تستعرض عددا من القطع ترجع إلى مختلف العصور المصرية القديمة، بينما يضم الدور الأرضي قاعة عرض متحفي متغير وعددا من المخازن، بالإضافة إلى قاعة لكبار الزوار ومكتبة وكافيتريا وعدد من المكاتب الإدارية، مضيفا أنه تم تخصيص قاعة كاملة تسرد من خلالها تاريخ السويس الحديث، وما عاشه أهلها من فترات الكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال البريطاني.