x

ما لا تعرفه عن المسلمين الذين أنقذوا مئات اليهود من النازية

الأحد 28-09-2014 23:34 | كتب: دويتشه فيله |
أودلف هتلر أودلف هتلر تصوير : other

أثناء الحرب العالمية الثانية خاطر العديد من المسلمين بحياتهم من أجل إنقاذ العديد من اليهود من الموت في معسكرات الاعتقال النازية، لكن بطولاتهم الإنسانية، التي قاموا بها دون مقابل، باتت منذ أعوام طويلة نسياً منسياً.

Si Kaddour Benghabrit

غالبًا ما يتم تصوير الصراع في الشرق الأوسط من جانب واحد بصورة «حرب دينية»، وهذا أمر غير صحيح، وذلك لأنَّ اليهود والمسلمين كانوا دائمًا يعيشون سوية بسلام لفترة طولة من الزمن- سواء في الشرق أو في الغرب.

ولكن مع ذلك فإنَّ الأمثلة على هذا التعايش السلمي بين اليهود والمسلمين أو حتى الأمثلة التي تظهر تبادلهم المساعدة، ليست معروفة كثيرًا مثل تلك الأمثلة التي من المفترض أنَّها تثبت الصراع الأزلي بين الحضارات.

في فترة تفاقم الجنون العنصري النازي، خاطر بعض المسلمين بحياتهم من أجل إنقاذ حياة غيرهم من اليهود. غير أنَّ عملهم الشجاع هذا بات منذ فترة طويلة نسيًا منسيًا. لقد شهد على سبيل المثال مسجد باريس الكبير واحدة من مثل حالات إنقاذ اليهود هذه.

تم افتتاح مسجد باريس الكبير في عام 1926، كما أنَّه يُعدّ من دون ريب من أجمل بيوت الله الإسلامية في أوروبا، وهو يعتبر كذلك دليل شكر وامتنان لأولئك المسلمين، الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى ضدّ ألمانيا إلى جانب فرنسا ضمن وحدات جنود المشاة المناوشين «Tirailleurs»- أي ضمن القوَّات المساعدة الاستعمارية.

وفي تلك الحقبة سقط 70 ألف محارب مسلم كانوا يحاربون تحت الراية الفرنسية، ويتم في «قاعة الأسماء» عرض صور ليهود قتلوا أثناء حقبة الإرهاب النازي.

وفي القاعة الرئيسية ذات الشكل الدائري تم حفظ مجموعات كبيرة من «أوراق المذكرات»، التي تحتوي على ملاحظات موجزة من سير ذاتية لضحايا قتلوا في المحرقة النازية، وحاليًا يوجد على الرفوف مليونان من هذه الأوراق؛ في حين تتّسع القاعة لستة ملايين ورقة.

Gedenkstätte Yad Vashem Hauptsaal

وبعد الاجتياح الألماني لفرنسا في عام 1940، بات اليهود هناك مهدّدين بخطر الموت.

وفي تلك الأيَّام، كان سي قدور بنغبريت، وهو من أصل جزائري، مدير مسجد باريس الكبير وإمامه الرئيسي. ولذلك فقد كان العديد من اليهود الشرقيين (المزراحيين) الباحثين عن المساعدة يتوجّهون إليه من أجل حمايتهم.

ومن بين هؤلاء اليهود كان أيضًا الشاب سالم الهلالي، الذي أصبح في وقت لاحق مطربًا وممثّلاً شعبيًا وقد توفي في عام 2005. لقد استقبل سي قدور بنغبريت العديد من هؤلاء اليهود وأخفاهم في داخل المسجد ونجح في إنقاذهم، وذلك من خلال تزويدهم بهوية إسلامية.

وبما أنَّ اليهود الشرقيين لا يختلفون كثيرًا في مظهرهم الخارجي عن إخوانهم وأخواتهم المسلمين، ويتحدّثون اللغة نفسها ويحملون أسماء مشابه، فلم يكن من الصعب كثيرًا على سي قدور بنغبريت التضليل بالمحتلين الألمان. حيث حصل لكلّ فرد منهم على وثائق مزيفة تثبت أصولهم الإسلامية المفترضة، وقد أنقذهم من خلال ذلك من الترحيل إلى معسكرات الاعتقال النازية.

لا يزال من غير المعروف تمامًا كم كان يبلغ عدد اليهود الذين نجح سي قدور بنغبريت في إخفائهم، ولكن من الممكن أن يكون عددهم كان يصل إلى ألفي شخص، ومن المفترض كذلك أنَّ من بينهم كان يوجد الكثيرون من مقاتلي المقاومة الفرنسية والكثير من النساء والأطفال.

يتم في «قاعة الأسماء» عرض صور ليهود قتلوا أثناء حقبة الإرهاب النازي. وفي القاعة الرئيسية ذات الشكل الدائري تم حفظ مجموعات كبيرة من «أوراق المذكرات»، التي تحتوي على ملاحظات موجزة من سير ذاتية لضحايا قتلوا في المحرقة النازية. وحاليًا يوجد على الرفوف مليونان من هذه الأوراق؛ في حين تتّسع القاعة لستة ملايين ورقة.

وبعد الاجتياح الألماني لفرنسا في عام 1940، بات اليهود هناك مهدّدين بخطر الموت.

وفي تلك الأيَّام، كان سي قدور بنغبريت، وهو من أصل جزائري، مدير مسجد باريس الكبير وإمامه الرئيسي. ولذلك فقد كان العديد من اليهود الشرقيين (المزراحيين) الباحثين عن المساعدة يتوجّهون إليه من أجل حمايتهم. ومن بين هؤلاء اليهود كان أيضًا الشاب سالم الهلالي، الذي أصبح في وقت لاحق مطربًا وممثّلاً شعبيًا وقد توفي في عام 2005. لقد استقبل سي قدور بنغبريت العديد من هؤلاء اليهود وأخفاهم في داخل المسجد ونجح في إنقاذهم، وذلك من خلال تزويدهم بهوية إسلامية.

وبما أنَّ اليهود الشرقيين لا يختلفون كثيرًا في مظهرهم الخارجي عن إخوانهم وأخواتهم المسلمين، ويتحدّثون اللغة نفسها ويحملون أسماء مشابه، فلم يكن من الصعب كثيرًا على سي قدور بنغبريت التضليل بالمحتلين الألمان. حيث حصل لكلّ فرد منهم على وثائق مزيفة تثبت أصولهم الإسلامية المفترضة، وقد أنقذهم من خلال ذلك من الترحيل إلى معسكرات الاعتقال النازية. لا يزال من غير المعروف تمامًا كم كان يبلغ عدد اليهود الذين نجح سي قدور بنغبريت في إخفائهم، ولكن من الممكن أن يكون عددهم كان يصل إلى ألفي شخص، ومن المفترض كذلك أنَّ من بينهم كان يوجد الكثيرون من مقاتلي المقاومة الفرنسية والكثير من النساء والأطفال.

Yad Vashem ehrt Mohamed Helmy

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ اسم سي قدور بنغبريت لا يزال غير مدرج هناك. بعدما انتهت الحرب، تحدّث بعض الأشخاص الذين وجدوا في تلك الحقبة الحماية في مسجد باريس عن عمليات إنقاذه لهم. أراد هؤلاء الأشخاص جعل الأجيال القادمة تعرف أنَّ العرب أيضًا حافظوا على حياة العديد من اليهود وأنقذوهم من الموت.

ومن جانبها حاولت في الماضي مؤسسة ياد فاشيم العثور على ناجين من المحرقة وتتبُّع آثار أبنائهم وأحفادهم؛ وكذلك تم البحث عن وثائق لها صلة وتعود إلى تلك الفترة.

ولكن من المؤسف أنَّ هذا البحث عن شهود أو وثائق لا يزال حتى يومنا هذا من دون نجاح، «وفي حال العثور على مثل هذه الأدلة، سيتم بالتأكيد أخذها بعين الاعتبار، وسيتم إدراج اسم سي قدور بنغبريت في شارع المنصفين بين الأمم»، بحسب ما ذكرته مؤسسة ياد فاشيم. ينطبق الشيء نفسه أيضًا على الدبلوماسي الإيراني عبدالحسين سرداري.

ولكن مع ذلك يُظهر عمل هذين الرجلين أنَّ المسلمين واليهود من الممكن أن يتشاركوا فيما هو أكثر من مجرّد التفاهم المتبادل.

وفي يومنا هذا خاصة، وفي ضوء الصراع المتصاعد باستمرار في الشرق الأوسط، من المهم الحفاظ على مثل هذه الذكريات وإعادة إحيائها.

*هذا المحتوى بالتعاون مع موقع دويتش فيله

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية