x

أكراد سوريا المنهمكون بمواجهة «داعش» يمدون يد العون لأكراد العراق

الأحد 28-09-2014 12:10 | كتب: الأناضول |
أكراد سوريون ينتظرون العبور لتركيا هربًا من خطر داعش أكراد سوريون ينتظرون العبور لتركيا هربًا من خطر داعش تصوير : رويترز

بعد سقوط قضاء سنجار غربي مدينة الموصل شمالي العراق بيد تنظيم «داعش» مطلع أغسطس الماضي، نزح عشرات الآلاف من أهالي القضاء عن ديارهم، وتوجه أغلبهم إلى إقليم شمال العراق، في حين انتهى المطاف بأكثر من 5 آلاف كردي إيزيدي، في مخيم نوروز قرب بلدة المالكية (ديريك باللغة الكردية) في أقصى شمال شرقي سوريا.

وبجولة في المخيم الذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على شهرين، تبيّن أن المخيم البسيط في ديريك بناه الأكراد السوريون المنهمكون في المواجهات مع «داعش» وفصائل في المعارضة السورية في عدد من المناطق التي يسيطرون عليها، كما يقومون بتأمين كل مستلزماته على نفقتهم الخاصة ويقدمون المعونات للمقيمين فيه وغالبيتهم من النساء والأطفال.

ورغم صعوبة الأوضاع في منطقتي القامشلي والمالكية (ديريك) التابعتين لمحافظة الحسكة (600 كلم شمال شرق دمشق)، فإن أهالي المنطقتين يؤمنون كافة نفقات النازحين في مخيم نوروز، ويدعون المجتمع الدولي إلى عدم اتخاذ موقف المتفرج من الأحداث الجارية في المنطقة وتقديم المساعدات للمحتاجين بصورة عاجلة.

وفي مطلع شهر أغسطس الماضي، سقط قضاء سنجار بيد تنظيم داعش، ونتيجة لذلك نزح ما يقارب 100 ألف شخص من القضاء، بحسب تقارير إعلامية وتأكيدات من مسؤولين محليين.

وبدأ النازحون بمسيرة النجاة بأرواحهم باتجاه الأراضي السورية القريبة التي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب وهي قوات كردية سورية معروفة اختصارا بـ(YPG) ومن ثم توجهوا مجددا إلى إقليم شمال العراق عن طريق معبر «سيمالكا» بالقرب من المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق، الذي يسيطر عليه، حيث يسيطر عليه (YPG) من الجانب السوري وقوات البيشمركة الكردية من الجانب العراقي.

وتم إيواء قسم من النازحين الإيزيديين في مخيمات عدة بمحافظة دهوك (أحد محافظات إقليم شمال العراق وتقع في أقصى شمال غرب العراق)، وقسم منهم توجهوا إلى تركيا المجاورة شمالا، ولكن قسم من الإيزيديين فضلوا البقاء في المناطق التي تخضع لسيطرة YPG، وبغية إيوائهم قام المسؤولون المحليون ببناء مخيم نوروز على بعد 3 كلم من ديريك غربا.

وقال مسؤول المخيم كاوا قاسم: «عقب أحداث سنجار وبعد بناء المخيم مباشرة، استقبل الأخير حوالي 11 ألف نازح، إلا أن العدد انخفض تدريجياً بعدما نزحوا إلى إقليم شمال العراق ليصبح عددهم أكثر من 5 آلاف شخص».

وأضاف قاسم أن المقيمين في المخيم غالبيتهم من النساء والأطفال، مشيراً إلى أن مؤسسات ومنظمات مدنية محلية تقدم العون لأولئك النازحين ولكن بحدود أدنى من المطلوب بكثير. ونبّه المسؤول إلى أن فصل الشتاء «بات على الأبواب، لذلك هناك حاجة ماسة إلى مساعدات أكبر».

ولفت إلى أن بعضاً من النازحين لايزالون يبحثون عن ذويهم الذين فقدوا الاتصال بهم خلال رحلة النزوح الشاقة، وأوضاع هؤلاء النفسية غير مستقرة ويخشون أن ذويهم تعرضوا للإبادة على يد «داعش».

من جهته، قال عبدالحكيم أحمد، مسؤول آخر في المخيم، إن المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة قليلة جداً، كما أن معارك ضارية تدور حول المنطقة التي يقع فيها المخيم بين فصائل المعارضة السورية و«داعش» والنظام السوري، مشيراً إلى أن نازحين سوريين من مناطق الاشتباكات لجأوا أيضاً إلى المخيم.

وقال أحد النازحين الإيزيديين المقيمين في مخيم نوروز، يدعى كمال عيسى: «نتيجة بطش تنظيم داعش تشردنا إلى مناطق عدة، وقد أنقذتنا قوات (YPG) من حصار داعش وحاليا تقدم لنا العون هنا في المخيم». وأضاف عيسى أنه «حتى نتمكن من العودة إلى ديارنا بأمان يجب تحرير سنجار وتطهيرها من الإرهابيين بشكل كامل، ونحن بانتظار ذلك».

متو خالص، نازح آخر من سنجار قال: «نحن على أبواب فصل الشتاء، والخيم هي بسيطة ولن تقي من مياه الأمطار أو برد الشتاء».

ودعا خالص الأمم المتحدة ودول المنطقة إلى مد يد العون للمنكوبين من الأزمة العراقية، قائلاً إن فصل الشتاء سيحل قريباً والخيم التي يقيمون فيها لا تتلاءم مع طبيعة فصل الشتاء القاسية والذي يترافق مع أمطار غزيرة وبرد شديدين.

وحذّر من غرق المخيم في حال هطول أمطار غزيرة، مستشهداً بما حصل لمخيمات اللاجئين السوريين العام الماضي على الحدود التركية - السورية أو في الأردن ولبنان عندما غرقت أجزاء منها بالمياه بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار والثلوج.

ومنذ 15 من سبتمبر الجاري، يشن تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، هجمات على قرى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية)، وتمكن من السيطرة على عشرات القرى حولها، وترافق ذلك مع نزوح نحو 150 ألف كردي من سكانها إلى تركيا.

وترددت أنباء عن ارتكاب عناصر التنظيم «فظائع» بحق المدنيين، منها إعدام 11 مدنيا بينهم طفلان، في حين لايزال مصير أكثر من 800 مواطن مجهولاً، حسبما نشره المرصد السوري لحقوق الانسان، وهو منظمة حقوقية تعرف نفسها على أنها «مستقلة» ومقرها بريطانيا.

وبالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا في مارس 2011، قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) بزعامة صالح مسلم بتأسيس قوات سميت وحدات حماية الشعب (YPG)، وتبسط تلك القوات حاليا سيطرتها على المناطق الكردية في سوريا «الجزيرة» و«كوباني» و«عفرين» شمالي سوريا، وتديرها إدارات ذاتية محلية باسم مقاطعات ودون اعتراف رسمي من أي دولة حتى الآن.

ومنذ ذلك الحين، تشتبك قوات (YPG) بشكل مستمر مع عناصر «داعش» الذي يسيطر حاليا على مساحات واسعة من البلدين المجاورين سوريا والعراق.

وكذلك حدثت اشتباكات كثيرة بين قوات (YPG) وعناصر جبهة النصرة «تنظيم القاعدة في سوريا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية