x

«البرادعى»: الظروف غير مهيأة لإجراء انتخابات نزيهة.. ولا أسعى لمنصب الرئاسة

الإثنين 25-01-2010 21:17 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : أحمد المصري

"لا أسعى لأن أكون رئيسا لمصر، ولدى الكثير من الخطط الأخرى بدلا من أن أكون رئيسا للبلاد".. بهذه الكلمات رد الدكتور «محمد البرادعى» المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على سؤال لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، حول السبب الذي يدفعه لترشيح نفسه للرئاسة، واصفا هجوم الصحف القومية عليه بـ”الوحشى”، فيما ذكرت المجلة أن “احتمال ترشيح «البرادعى» للانتخابات الرئاسية يهدد بإضعاف سلطة الرئيس «مبارك»، مشيرة إلى أن «العالم سيراقب عن كثب ما سيحدث عقب عودة «البرادعى» لمصر، وهل سيكون للرجل دور في الحياة العامة هناك؟!».

وقال «البرادعى» في حوار مع المجلة الأمريكية نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني: «إنه بعد قضائه حوالي 12 سنة في منصب دولي، يحتاج الآن لبعض الوقت لعمل أشياء أخرى يحبها مثل قضاء بعض الوقت مع عائلته"، مشيرا إلى أنه يمتلك منزلا في جنوب فرنسا، ولديه حفيدة.

وأضاف «البرادعى» الذي قال إنه سيعود إلى مصر في الأسبوع الثالث من فبراير المقبل: "إن  الكثير من الناس يريدون أن يشارك في السياسة الداخلية ويخوض انتخابات الرئاسة، مجددا التأكيد على أنه "لن يرشح نفسه للرئاسة إلا إذا كان هناك إطار مناسب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وهذا الأمر يبقى مثار تساؤل كبير فى مصر".

وتابع: "لا أعتقد أن الظروف مهيأة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة"، مشيرا إلى أن لديه رؤية لما يجب القيام به قبل أن يأخذ موضوع الترشيح للرئاسة في الاعتبار.

وأوضح أن هذه الضمانات تشمل وجود رقابة قضائية مستقلة، ورقابة دولية، وتوفير فرص متكافئة لوسائل الإعلام لتغطية الحدث.

وقال "هناك الكثير من الأمور التى يجب أن توضع فى الاعتبار، من بينها بالطبع القدرة على ترشيح نفسى كمستقل"، مضيفا أن "الطريقة التى كتب بها الدستور لا تسمح له بخوض الانتخابات إلا إذا انضم إلى أحد الأحزاب القائمة حاليا، وهذه ليست طريقة عمل النظام الديمقراطى من وجهة نظره"

وأضاف: «أرغب فى أن أكون فى الوقت الحالى عاملا محركا لدفع مصر نحو نظام أكثر ديمقراطية وشفافية، مع كل ما يترتب على ذلك من آثار بالنسبة لبقية العالم العربى»، متابعا: "لو استطعت عمل ذلك، سأكون فى غاية السعادة لأننا بحاجة إلى تحقيق الديمقراطية فى العالم العربى بأسرع ما يمكن" مشيرا إلى أن "الديمقراطية تعنى تمكين الشعب، وعمل تنمية اقتصادية واجتماعية مناسبة، وتسامح، وهو ما يؤدى إلى بناء المجتمعات الحديثة"

وحول الهجوم الذى تعرض له من وسائل الإعلام الحكومية، قال «البرادعى» إن "رد الفعل الفورى للصحف الحكومية كان هجوما وحشيا، قبل أن تدرك هذه الصحف أنها وقعت فى خطأ فادح لأن هجومها أتى بنتائج عكسية، وجعلنى بطلا قوميا، وشعر الناس بالاشمئزاز من هذا الهجوم، وهو ما اضطرهم إلى إيقافه"

وأضاف أن هذا الهجوم لم يعد موجودا الآن، وبدلا منه خرجت تصريحات من أحد ممثلى الحزب الوطنى قال فيها "إنهم يتطلعون لعودتى إلى مصر، وإنهم سيرحبون بى». وتابع:"أعتقد أنهم يدركون أن الهجوم الشرس على شخصى ليس الوسيلة المناسبة، لأنهم يحتاجون إلى معالجة القضايا التى أثرتها، والتى ستبقى مثارة سواء كنت فى القاهرة أو لا"

وحول الانتقادات الموجهة لمصر بسبب سياستها تجاه قطاع غزة، قال البرادعى إنه "لا يعرف تفاصيل الموضوع، وكل ما يعرفه أنه يجب التمييز بين الأمن القومى والمساعدات الإنسانية"

وأكد البرادعى حق مصر فى تأمين حدودها، وقال: "إذا كانت الحدود تستخدم لتهريب المخدرات والسلاح والمتطرفين، فمن حق مصر تأمينها، لكنها يمكن فى نفس الوقت أن تستخدم المعبر الحدودى بين غزة ومصر لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع"، مقترحا إنشاء منطقة حرة فى الجزء المصرى من رفح. وأضاف: "أنا لا أفهم لماذا لا يمكن إنشاء منطقة حرة هناك، ليتمكن سكان غزة من شراء احتياجاتهم الأساسية"، مشددا على "وجود فرق بين حماية الأمن القومى، وتقديم المساعدات الإنسانية». وحول علاقته بالرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش» قال «البرادعى» إن التعامل مع بوش لم يكن سهلا، خاصة فى قضايا العراق وإيران وكوريا الشمالية، مشيرا إلى أنه كان هناك الكثير من الاختلافات فى وجهات النظر الدبلوماسية بين الجانبين.

وأوضح أن الناس تسعى لاقتباس كل كلمة تصدر عنه باعتباره مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا كان يجعله حريصا جدا فيما يصدر عنه وكأنه يمشى على طبقة رقيقة من الجليد، مشددا على أن ذلك "لا يعنى تسييس عمل الوكالة"

وقال «البرادعى» إن إيران سقطت فى صراعات داخلية، وهذا عرقل إتمام صفقة للاتفاق معها، معربا عن أمله فى أن تحل ايران أزمتها الداخلية وتستفيد من فرصة وجود رئيس أمريكى مثل باراك أوباما الذى فتح لأول مرة حوارا معها
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية