حتى اللحظة، عندما يفشل الكبد لدينا، فإن الخيار الوحيد هو إجراء عملية زرع جزئي أو كامل للكبد، إلا أن تلك الزراعة ليست فقط، مكلفة جدا، ولكنها محفوفة بالمخاطر بطبيعتها، كما أنها ليست ممكنة دائما، فهناك أعداد أكبر بكثير من المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زرع الكبد من عدد المتبرعين.
ولكن علماء من كوريا الجنوبية نجحوا في اكتشاف تقنية جديدة قد تسمح الأطباء بحقن الخلايا الجذعية من اللوزتين في الكبد لإصلاح الضرر أو التليف، وبدون جراحة بما يمثل اختراقا علميا غير مسبوق وبشرى سارة لملايين الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد وبخاصة في مصر.
وقد بدأ العلماء بالفعل أخذ الخلايا الجذعية من البالغين، من نخاع العظام لتطوير خلايا الكبد التي يمكن زرعها في الكبد التالفة، ولكن هذه الخلايا لها قدرات محدودة كما أنه قد يتعذر الحصول عليها نظرا لطبيعتها في المقام الأول.
وأخيرا، وقد أدرك الباحثون أن هناك مصدرا آخر مفيدا للخلايا الجذعية من البالغين، تتمثل في اللوزتين. على الرغم من اللوزتين يمكن أن تساعد على تجنب إصابة الجسم، إلا أنهما تعتبران جزءا من الجسم التي قد لا نحتاج إليهما بالفعل، مما يجعلها مرشحا مثاليا لحصاد الخلايا الجذعية من الأشخاص البالغين.
ولكن على الرغم من هذا، ناضل العلماء لإيجاد وسيلة لزراعة هذه الخلايا الجذعية المأخوذة من اللوزتين على سقالة ««3D التي نحاكي نسيج خلايا الكبد الحقيقية. ونجح فريق من جامعة «إوها ومانز» في كوريا الجنوبية في تطوير تقنية يمكن أن تفعل ذلك تماما.
ويتم وضع الخلايا الجذعية المشتقة من اللوزة في سائل حساس للحرارة، حتى يتحول إلى هلام يتماشي مع درجة حرارة الجسم. ثم تضاف لها عوامل النمو في السائل لتشجيع الخلايا الجذعية على التمايز داخل خلايا الكبد. بمجرد إتمام تلك الخطوات، قام الباحثون بتسخين الخلايا لتوازن درجة حرارة الجسم، وخلق هلام «3D» قابل للتحلل يحتوي على خلايا تقوم بدور الكبد.
ويعمل العلماء حاليا، على إجراء التغييرات والتبديلات في الهلام لخلق الظروف المثلى لتجديد الكبد. وبعد ذلك، فإن الخطوة التالية ستكون بدء اختبار هذه الطريقة في الكبد في المختبر، قبل أن تبدأ المزيد من التجارب.
وتشير النتائج الناجحة إلى أن نظام thermogel PEG-L-PA يمكن أن يكون نظاما لهندسة الأنسجة كتجربة واعدة لتجديد أنسجة الكبد، بحسب مجلة ACS للمواد التطبيقية.
