قال سامح شكري، وزير الخارجية، في مقابلة مع «CNN»على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إن دور بلاده حاليا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ينصب على الشقين السياسي والديني، مؤكدا استمرار التعاون العسكري الوثيق مع الإدارة الأمريكية، كما شدد على أن الانتقادات التي كانت واشنطن توجهها بملفات التعامل مع الإخوان المسلمين وحرية الإعلام لم تؤثر في قوة العلاقات الثنائية.
ولدى سؤاله عن رأيه بالغارات التي تنفذها القوات الدولية ضد منشآت النفط الخاصة بداعش قال شكري: «هذه خطوة جيدة وضرورية لوقف تدفق المال على هذه الجماعات المتشددة التي تحتاج لهذه التمويلات من أجل شراء السلاح وتوفير الإمكانيات العسكرية لعناصرها، للأسف فإن الخسائر سيتحملها الشعب السوري، ولكنها خطوة مهمة».
وعن موقف مصر من التحالف الدولي ضد التنظيم قال «شكري»: «بالطبع، نحن مع أمريكا، نحن ودول أخرى – غير تلك التي تنفذ الضربات العسكرية – ولكن هذا التحالف واسع النطاق، وقد شكلناه بعد مؤتمر جدة والمؤتمر الذي تبعه في باريس، نحن ملتزمون بالكامل بمحاربة الإرهاب ونحن نحاربه منذ فترة طويلة، ولطالما شددنا على ضرورة وجود مقاربة ووحدة دولية ومجهود مشترك من أجل القضاء على هذا الشكل غير المسبوق من الممارسات الوحشية والإرهاب.»
وحول إمكانية مشاركة مصر عسكريا في المجهود الدولي الذي تقوده أمريكا ودول عربية ضد داعش قال وزير الخارجية: «أظن أنه من المهم لدى وجود تحالف يضم عدة دول أن يكون لكل دولة دور خاص بها، وهذه الأدوار تتبلور أكثر مع الوقت».
وأضاف: «مازلنا في المراحل الأولى من عمل هذا التحالف، ولكن في هذه المرحلة فنحن نركز على العمل السياسية وتوظيف مؤسساتنا الدينية في التصدي لقدرة تلك التنظيمات على تجنيد المقاتلين الجدد وقطع مصادر تمويلهم، وكذلك توفير معلومات حولهم، لدينا تعاون كبير ووثيق مع أمريكا ودول أوروبية أخرى على صعيد المعلومات الاستخبارية وأظن أن هذا الدور مهم جدا، أما عقديتنا العسكرية فقد كانت دائما دفاعية، تقوم على حماية أرض مصر وشعبها، وسنطور استراتيجيتنا بالتعاون مع شركائنا مع تطور المواجهة».
ولدى سؤاله عن إمكانية أن تهدد داعش مصر قال شكري: «هذه المنظمات- سواء أطلقنا عليها اسم داعش أو أي اسم آخر- هي خطرة. ونحن لدينا مواجهات جارية حاليا في شبه جزيرة سيناء مع جماعات إرهابية متشددة مشابهة، وهذا هو الحال أيضا في ليبيا ونيجيريا والصومال، قد يكون لهذه الجماعات أسماء مختلفة، ولكن لديها نفس الأيديولوجيا والرغبة في تدمير مفهوم الدولة الوطنية ورفض أي شخص لديه فكر مختلف».
وأشار الوزير إلى أن بلاده توافق مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بوجوب التعامل مع تلك الجماعات بمنطق القوة «طالما أنها تستخدم العنف والإرهاب» مضيفا: «هذا هو الطريق الوحيد للقضاء عليها، وعلينا أيضا التنبه إلى البعد السياسي المتعلق بالبيئة التي سمحت لتلك الجماعات بالظهور وامتلاك تلك الأيديولوجيا وإظهار أن الإسلام بريء مما تقوم به، فالإسلام، كما المسيحية واليهودية وسائر الأديان، يؤمن بالتسامح وتقبل الآخر».
ونفى شكري وجود توتر بين أمريكا ومصر أو تأثر الشق العسكري في العلاقات بين البلدين قائلا: «لم يحصل توتر على صعيد التعاون العسكري بين مصر وأمريكا، لم يتأثر التعاون مع أمريكا على الإطلاق ونحن مازلنا نوفر كل أشكال التعاون وكل المساعدة الممكنة. العلاقات بطريقها لاستعادة وضعها الطبيعي، والقضايا المتعلقة بتعليق بعض المساعدات العسكرية ستحل كما أتمنى، ولكنني أشدد من جديد على أن مصر تواصل التعاون العسكري الوثيق مع أمريكا، وكذلك التعاون السياسي، ونحن مهتمون بالحفاظ على ذلك التعاون مع أمريكا».
وعما إذا كانت قضايا الاعتقالات بين الإخوان المسلمين والصحفيين مازالت تؤثر بالعلاقات بين مصر وأمريكا قال شكري: «لا أظن ذلك، أمريكا بدأت تدرك بأن الشعب المصري قد اتخذ قراره وحدد خياراته وأن مصر على طريق الديمقراطية مع الدستور الجديد والاستفتاء عليه والانتخابات الرئاسية العادلة والحرية التي جرت بمشاركة مراقبين دوليين وبالتالي لا أظن أن هذه القضايا مازالت مطروحة».
وأضاف: «العلاقات القائمة بين مصر وأمريكا قادرة على معالجة كل القضايا. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لا تطرح بعض الأمور وفقا لوجهة نظرها كدولة صديقة، ونحن نتعامل مع تلك الأمور من منطلق علاقة الصداقة القائمة بين بلدينا، ونوضح للجانب الأمريكي ما نعتقد أنه لا يتلاءم مع حقيقة الأوضاع في مصر».