x

البرادعى للجارديان: يجب أن يفتح الغرب عينيه على الديمقراطية "الزائفة" فى مصر.. ولا أخشى على سلامتى الشخصية

الخميس 01-04-2010 11:54 | كتب: سها السمان |

فى أول حوار له باللغة الإنجليزية منذ عودته للقاهرة قال "محمد البرادعى" المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية لجريدة "الجارديان" البريطانية أن الحكومات الغربية سوف تواجه خطر ظهور جيل جديد من المتطرفين الإسلاميين اذا استمرت فى دعم الأنظمة القمعية بمنطقة الشرق الاوسط، وأكد البرادعى استراتيجية دعم الحكام المستبدين فى محاولة لمواجهة خطر التطرف الاسلامى أثبتت فشلها.


وقال البرادعى: "هناك حاجة حقيقية لمراجعة هذه الاستراتيجيات.. والفكرة السائدة أن البديل الوحيد للحكومات المستبدة هى أسامة بن لان ورفاقه هى فكرة خاطئة، ومع ذلك فإن استمرار السياسات الحالية ستحقق هذه النبوءة، وأضاف البرادعى: ألاحظ زيادة التطرف فى هذه المنطقة من العالم، ولكنى أتفهم أسبابها، يشعر الناس بالكبت من الحكومات كما يشعرون بالمعاملة الظالمة من العالم الخارجى، الناس تستيقظ فى الصباح على أخبار القتلى، والقتلى هم المسلمون من أفغانستان والعراق والصومال والسودان ودارفور".


وقال البرادعى للصحيفة الإنجليزية أنه يشعر براحة تامة لنهجه الحذر أثناء رئاسته وكالة الطاقة الذرية، وكشف أن جميع تقاريره فى الفترة التى سبقت الحرب على العراق كانت تهدف إلى أن تكون "بمأمن من إساءة استخدامها" على يد الحكومات، وقال "أأمل فى أن تكون الدروس المستفادة من العراق، سواء فى لندن والولايات المتحدة، قد بدأت تتضح، بالطبع هناك حكام مستبدون، ولكن هل أنت على استعداد للتضحية بمليون مدنى برئ فى كل مرة تحاول فيها التخلص من ديكتاتور واحد؟ كل المؤشرات التى جاءت من العراق لم تكن فى الحقيقة تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، ولكنها كانت تتعلق بتغيير النظام، ولم أتوقف عن طرح هذا السؤال: أين نجد بند تغيير النظام فى القانون الدولى؟ وإذا كان ما حدث هو انتهاك للقانون الدولى، فمن هو المسئول عن ذلك؟".


وقالت الصحيفة البريطانية أن البرادعى الذى يعتبر مرشحا محتملا ضد الرئيس حسنى مبارك فى الانتخابات المقبلة، قد أكد أنه يجب على الحكومات الغربية أن تسحب دعمها اللامحدود للحكام المستبدين الذين يعتقد الغرب أنهم الحصن المنيع فى مواجهة التطرف.
وقال البرادعى: "السياسات الغربية تجاه هذا الجزء من العالم حققت فشلا كاملا، فهى لا ترتكز على الحوار أو التفاهم ودعم المجتمع المدنى وتمكين الناس، لكنها تعتمد على فكرة دعم الانظمة الاستبدادية ما دامت هذه الأنظمة مستمرة فى إمدادهم بالنفط، والسياسة الغربية تراهن على الأفراد الذين لا يتمتعون بأى دعم من شعوبهم ويفقدون مصداقيتهم كل يوم.


وأضاف البرادعى بأن الغرب يجب أن ينظر بعين الاعتبار لمقدار الشعبية التى يحظى بها كلا من الرئيس الايرانى محمد أحمدى نجاد وحسن نصرالله زعيم حزب الله فى منطقة الشرق الاوسط والنظر إليهم باعتبارهم مثالا للغرب على عدم وصول رسالته للناس وان الرسالة يجب ان تكون: نحن نهتم بك وبأوضاعك وحقوقك كإنسان.


واستمر البرادعى فى حواره مؤكدا ضرورة أن يفتح الغرب عينيه على الديمقراطية "الزائفة" فى مصر، أو المخاطرة بفقدان أى مصداقية فى المعركة ضد الإرهاب، قائلا: "يتحدث الغرب كثيرا عن الانتخابات التى جرت فى إيران، ولكن على الأقل كانت هناك انتخابات، ولكن أين الانتخابات أصلا فى العالم العربى؟، إذا لم يتحدث الغرب عن هذه القضايا فكيف سيكون له مصداقية؟، فقط إذا قمت بتدعيم الليبراليين، إذا قمت بتدعيم الاشتراكيين المعتدلين، إذا قمت بتدعيم جميع الفصائل فى المجتمع، عندها فقط يمكن تهميش المتطرفين".


وفى سؤال للجارديان حول تعرض البرادعى لأى موقف يهدد أمنه فى مصر باعتباره المرشح المحتمل للرئاسة أجاب بأنه لا يخاف حدوث أى مشاكل من أجهزة الأمن المصرية، وكشف أن العديد من الحكومات الأجنبية أعربت عن قلقها حول سلامته داخل خاصة مع وجود تقارير عن تعرض مؤيديه للتعذيب على يد الشرطة، قائلا من داخل منزله: "لقد سمعت هذه المخاوف من العديد من الحكومات الأجنبية، ويأتى الناس ليقولوا لى كن أكثر حرصا، ولكنى لا أرغب فى الحركة محاطا بالحراس.. الناس الذين يعيشون الفقر والحرمان يلتفون حولى فى الشارع قائلين: نريد التغيير.. وأنا أرغب فى سماعهم".
 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية