اليابانى «هاجيمو مائيدا»، رئيس الجمعية الدولية للعاملين النوويين (WANO)، أشار فى أحد لقاءات هذه الجمعية (فى 6 أغسطس 2003 ببرلين) إلى: «مرض مرعب يصيب العاملين فى المحطات النووية، يبدأ بفقدان الدافع، فالغرور، فاللامبالاة فى الحفاظ على ثقافة الأمن والسلامة، هذا المرض بحاجة إلى الكشف عنه ومحاربته وإلا يوماً ما سيدمر حادث خطير مجال العمل النووى بأكمله»، وقد سبق أن أبدى مسؤولون فى المحطات النووية، فى لقاءات هذه الجمعية الدولية نفسها- تخوفهم من «تبعات ظاهرة عميقة الجذور فى الذات البشرية، وهى قابلية الإصابة بداء الروتين الخفى الذى يجعل من شبه المستحيل استخدام أعلى درجات التركيز، وفى كل دقيقة، فى عمليات رتيبة ومملة على مدى سنوات».
هذا المرض الذى وصفه النوويون المتحلون بالتواضع والحكمة ونبذ الأنانية بأنه «مرعب»، هو بالفعل كذلك، لأن عواقبه لا تقف عند المُصاب به، بل تتعداه إلى الكوارث التى تنبثق عنه، بسبب الأخطاء التى يمكن أن تُرتكَب من خلاله، وتترتب عليها كوارث اقتصادية وصحية وبيئية وأمنية تهدد وجود بلدان بكاملها إن لم يكن فى مقدورها استيعاب آثار هذه الكوارث. ولو أن تشيرنوبل أو فوكوشيما وقعتا فى بلدان غير الإمبراطورية السوفيتية السابقة، واليابان التى هى إمبراطورية اقتصادية وعلمية وتقنية، لدمرتا البلدين اللذين وقعتا فيهما.