قال محمد عبدالسلام، المتحدث باسم جماعة أنصار الله ( الحوثيين)، إن سياسة بلاده في الفترة القادمة لن ترتهن أو تتقيد بتنفيذ أجندات أي دول إقليمية بعينها في المنطقة وإنما ستلتزم فقط بما يحقق مصلحة أهل اليمن أنفسهم.
ونفي عبدالسلام في تصريحات عبر الهاتف ما يتردد من أحاديث حول مساندة دول إقليمية لجماعته للقيام بثورة مضادة أو انقلاب ضد نظام الحكم القائم بالبلاد، والذي كان الإخوان المسلمون يشكلون به قوى بارزة بالساحة السياسية، مشددا بالقول «نحن لم ولا ننفذ أجندات أي دولة.. ولم يكن هناك أي تآمر أو تلاقي في الأهداف مع أي دولة فيما يخص مواجهة الإخوان المسلمين على الإطلاق».
وتابع «الإخوان هم من أخطأوا في حق أنفسهم ليس في اليمن فقط ولكن في المنطقة ككل..الإخوان مارسوا لدينا حالة كبيرة جدا من الاقصاء وسعوا
إلى أخونة كل مؤسسات الدولة بما فيها المدارس بشكل غير طبيعي، مما يؤكد أنهم ليسوا رجال دولة وليسوا قادرين على احتواء الآخرين.
وأضاف قائلا «والحديث عن دول إقليمية بعينها ساندتنا للتخلص من الإخوان غير صحيح.. نحن بالأساس تحركنا وسط مد شعبي واسع تحرك باليمن للمطالبة بحقوق عادلة ومشروعة».
وفي رده على تساؤل حول موقف المملكة العربية السعودية ودول آخرى كمصر والإمارات من الأحداث الأخيرة، أجاب عبدالسلام «فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية فنحن قد أرسلنا أكثر من رسالة طمأنة ولكن لم يصدر من المملكة أي موقف ..بل العكس فقد كانت لوقت قريب تقف ضد الثورة الشعبية الأخيرة وضد التوافق».
وتابع «أما مصر فنحن نتطلع لعلاقة إيجابية كبيرة معها فمصر دولة عريقة بتاريخها وشعبها، ونعتقد انها قادرة على القيام بدور بارز في حماية المنطقة العربية والإسلامية ..وأكرر وأوكد بأن ما حصل في اليمن وحتي في مصر كان نتيجة لحالة الإقصاء التي مارسها الإخوان».
وأردف «نحن نتمنى أن يعود الإخوان للعملية السياسية بنهج الشراكة لا بنهج التفرد والاستحواذ».
كما نفي المتحدث باسم الحوثيين ما يتردد من أحاديث حول ان سياسة بلاده بالمنطقة ستكون رهينة أو أداة لدي إيران تحقق بها مكاسب أو تصفي عبرها
حساباتها بالمنطقة، وقال مشددا «الحاضر القوي في المشهد السياسي الحالي باليمن ليس إيران ولكن هناك دول أخرى لها حضور قوي والمبادرة
الخليجية أحد أبرز أوجه هذا الحضور.. والمبادرة تمت برعاية عشر دول ظاهرة ومعروفة».
وتابع «الحديث عن علاقتنا بإيران ليس جديدا بالساحة اليمنية فمنذ عام 2004 وكل عمل نقوم به يقولون هذا من أجل إيران.. صحيح نحن نحترم موقف إيران الداعم للمقاومة في فلسطين ولبنان ونتفق معها في بعض مواجهتها للاستفراد بالمنطقة ولكننا لا ننفذ أجندات من أحد».
وأضاف«نحن نعتقد أن اليمنيين يجب أن يثقوا بأنفسهم وأن تكون علاقتهم مع الخارج قائمة على سياسة الشراكة والاحترام المتبادل لا سياسة تلقي
التعليمات، وتنفيذ الأجندات من أحد لا من إيران ولا من غيرها».
ورفض عبدالسلام توصيف اتفاق الشراكة والسلام الذي وقعته جماعته مع الرئيس عبدربه منصور هادي بالعاصمة صنعاء مساء الأحد بأنه اتفاق
الأمر الواقع الذي فرضته جماعته على الجميع بقوة السلاح، وقال هذا غير صحيح بدليل أن التفاوض واللقاءات المباشرة من أجل إيجاد حل للأزمة
السياسية بدأ منذ فترة في حين أن التصعيد العسكري لم يحدث إلا في اليومين الأخيرين للثورة الشعبية وليس قبل ذلك».
وتابع «الاتفاق واضح وهو ينص على الشراكة ولم يرجح كفة طرف على طرف آخر.. ونحن عندما نطالب بأن يكون لنا مستشارون أو نشارك بالحكومة فهذا أمر طبيعي، كون أن مخرجات مؤتمر الحوار نص على ذلك.. فنحن جزء من الشعب ويجب أن نكون مشاركين مع الجميع في العملية السياسية ودون الحاجة لعزل أحد».
وكان الحوثيون قد وقعوا اتفاقا سياسيا للسلام في اليمن برعاية الامم المتحدة ينص على تشكيل حكومة جديدة، وخفض أسعار الوقود، ووقف إطلاق
النار ورفع الاعتصامات. وجاء ذلك بعد يوم من الأحداث المتسارعة تمكن خلاله الحوثيون من السيطرة على عدد كبير من المؤسسات السياسية
والعسكرية في صنعاء، كما ينص الاتفاق على أن يعين الرئيس اليمني رئيسا للوزراء في غضون ثلاثة أيام على ان يكون شخصية محايدة وتعيين مستشارين له من الحوثيين والحراك الجنوبي .
ودافع المتحدث باسم الحوثيين عن احتفاظ جماعته بسلاحها مما يجعل منها قوة موازية لقوة الدولة وجيشها، مشددا بالقول «الحديث عن قضية السلاح
لدينا هو فقط محاولة لإعطاء انطباع بأن الانتصار الشعبي الكبير الذي تم مؤخرا قد تحقق بقوة السلاح ولكن الجميع يعرف أن الشعب اليمني بمختلف
فئاته ومكوناته مسلح بشكل كامل».
وتابع «السلاح موجود حتي في يد قبائل وأطراف آخرى دخلت في مواجهة مع السلطة باليمن.. المكونات القبلية والسياسية لديها مليشيات مسلحة».
وأردف «البلاد تعيش حالة من الفوضى والجيش منقسم ومفكك وله ولاءات طائفية وقبلية إلى أخره واليمنيون في حاجة إلى أن يأمنوا على حياتهم.. ولذا الجميع يتسلح».
وأكد عبدالسلام على وجود رؤى ومقترحات ضمن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ستكون كفيلة إذا ما تم التوافق عليها بتحقيق خطوات تمكن وتزيد من قدرة الدولة على احتواء السلاح وحصره في يد الأجهزة الأمنية فقط عبر التأكيد على الدور الوطني للجيش وجعله الركيزة الأساسية في حماية الشعب، وعند تحقق ذلك لن يجد أي طرف أو شخص فائدة من امتلاكه للسلاح .
وجدد عبدالسلام تطمينه للخصوم السياسيين للحوثيين وتحديدا قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، نافيا ما يتردد عن ملاحقة جماعته لقياداتهم
ومحاولة تصفيتهم جسديا وماديا عبر مصادرة أملاكهم، وقال «ما يتردد بهذا الشأن غير صحيح.. ونحن على تواصل مع جميع القيادات وأكدنا لهم
أننأ أخوة وعقدنا معهم عقد شراكة سياسية جديد».
وتابع «بالعكس نحن نعمل على تأمينهم وحمايتهم حتي في تنقلاتهم حتي تقوم الأجهزة الأمنية باستلام الأمن في صنعاء بشكل كامل ..أما فيما يتعلق
بالممتلكات فإنها إذا كانت للشعب فالشعب هو من يقرر ماذا سيفعل أما نحن فليس لدينا أي توجه لنهب أحد أبدا».
وأضاف «أما بالنسبة لعلي محسن الأحمر فهو مطلوب للعدالة من قبل اللجان الشعبية وتم إعلان ذلك بعد تطهير الفرقة التي كانت تعد مقرا خاصا به
ونحن نعتقد ان الاتفاق الأخير لم يشمله ولكن بكل حال لم يتم تفخيخ منزله لتفجيره كما تردد».
وأضاف «نحن نعتقد أن حزب التجمع للإصلاح حزب وطني موجود وله قواعده ونحن نرحب به أكبر ترحيب، ولكن ما كنا نعيب عليه في الماضي هو استحواذه على السلطة ..ولكننا الآن لا نستحوذ على السلطة لأنفسنا نحن ندعوهم لشراكة حقيقية لبناء الوطن.. وبالمثل حزب المؤتمر الشعبي هو حزب موجود ولا توجد صحة بأنه سيكون لأي حزب نصيب أكثر من الأخر».