x

المخرجة الفلسطينية سهى عراف: مهرجان الإسكندرية رحب بـ«فيلا توما» ثم اعتبره إسرائيليًا

الإثنين 22-09-2014 23:12 | كتب: أحمد بلال |
المخرجة الفلسطينية سهى عراف المخرجة الفلسطينية سهى عراف تصوير : other

أثار اعتذار مهرجان الإسكندرية السينمائى عن عدم عرض فيلم «فيلا توما»، بطولة نسرين فاعور وإخراج سهى عراف وهما من «فلسطينيى 48» بحجة أن نسخة الفيلم لم تصل، وأن النسخة الموجودة لا تصلح للعرض الجماهيرى، جدلًا بين الفنانين المصريين والفلسطينيين على حد سواء، حول هوية الفيلم، ففيما يتمسك البعض بفلسطينيته لكون مخرجته فلسطينية، يصر آخرون على كونه إسرائيليًا لحصوله على تمويل من صندوق دعم السينما فى إسرائيل.

مخرجة الفيلم، سهى عراف، التى تواجه معركة فى إسرائيل تخوضها ضدها وزارة الثقافة، التى تطالبها برد التمويل الذى حصلت عليه لإصرارها على رفض الهوية الإسرائيلية لفيلمها وتصر على أنه فيلم فلسطينى، قالت إن إدارة الإسكندرية السينمائى لم تبلغها رسميًا بالقرار، وإنها لن ترد الأموال لوزارة الثقافة الإسرائيلية لكونها دافعة ضرائب فى إسرائيل ومن حقها الحصول على هذه الأموال.

من حيفا، تحدثت سهى عراف، إلى «المصرى اليوم» عن فيلمها ومنعه، والمعركة التى تواجهها فى إسرائيل.

■ كيف اشتركتِ بفيلمك فى مهرجان الإسكندرية؟ وهل واجهت مشاكل مع إدارة المهرجان فى بداية الأمر؟

- نسرين فاعور، صديقتى وإحدى بطلات فيلمى، التقت بمدير المهرجان بأحد المهرجانات العربية وحدثته عن الفيلم وأبدى استعداده لعرضه، وهى كانت همزة الوصل بيننا، قمت بمراسلتهم وتولت الأمر السيدة ميرفت عمر، مدير المكتب الفنى للمهرجان، وأرسلت لهم رابطا من خلال الإنترنت ووافقوا عليه وأرسلوا لى ولنسرين فاعور دعوة بواسطة البريد الإلكترونى.

فى إدارة المهرجان كانوا متعاونين جدًا ومتضامنين مع قضيتى، خصوصا على أثر الهجمة الإسرائيلية الشرسة لرفضى كتابة اسم إسرائيل على الفيلم ورفضى تقديمه للمهرجانات على أنه فيلم إسرائيلى، كانوا داعمين جدا لموقفى، وكانوا يقولون: «إحنا معاكى».

■ كيف علمتى بقرار منع الفيلم؟ وهل تواصل معك أحد من إدارة المهرجان؟

- بالصدفة، كنت أبحث على الإنترنت حول ما إذا كان أحد النقاد العرب كتب شيئا عن الفيلم وصدمت مما قرأت: «الفيلم الإسرائيلى» فيلا توما.

الصدمة جاءت لأن العالم العربى، خصوصا الصحافة المصرية علمت بمعركتى مع إسرائيل حول هوية الفيلم، لأكثر من شهر لم أخرج من باب المنزل، نعتونى بالإرهابية فى إسرائيل، حرضوا ضدى فى الإعلام الإسرائيلى على الأقل 3 مرات فى اليوم، طالبونى بإعادة مبلغ الدعم للصندوق الإسرائيلى، هددونى هاتفيا، لاحقونى، أرقام هواتفى أصبحت سرية وأغلقت صفحتى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بسبب الشتائم التى تلقيتها من الإسرائيليين، وأقل سباب تلقيته كان: «عربية قذرة».

هذه هى الصدمة، خصوصا أن الصحافة المصرية علمت بما تعرضت له ورفضت أن أمثل إسرائيل، وأن يكون فيلمى إسرائيلى فإذا بهم يسمون فيلمى بإسرائيلى.

هناك محكمة بينى وبين دولة إسرائيل حول هوية الفيلم، كان من السهل على أن أسجله فلسطين- إسرائيل، ولكنى رفضت وفضلت أن أقدم إلى المحاكمة ليأتى أهلى فى مصر ويحاكموننى بتهمة أننى إسرائيلية وفيلمى إسرائيلى، هذا جرم لا يقل عن الجرم الإسرائيلى، الذى تعرضت له لأنه أشد إيلاما فهو يأتى من شعبك، الشعب العربى وليس من المحتل، الذى تتوقع كل شىء منه.

■ ولكن البعض يرى أن تمويل جهة إسرائيلية للفيلم يعنى أن الفيلم إسرائيلى وليس فلسطينيا وهناك قرار بمقاطعة الأعمال الإسرائيلية؟.

- أتفهم عدم الارتياح لموضوع التمويل الإسرائيلى وبصراحة أنا أيضا لم أفضل أن أحصل على تمويل إسرائيلى، لكن للأسف حاولت جاهدة أن أحصل على دعم من الدوحة ومشروعى رفض 3 مرات، وأيضا من دبى وأبوظبى لم أتلق جوابًا، وأيضا من أوروبا لم أتلق إلا مبلغ ألمانى صغير.

موضوع التمويل هو موضوع شائك ومركب، خاصة بالنسبة لمخرج يصنع فيلمه الأول، ففيلم «فيلا توما»، هو فيلمى الروائى الأول، ومن الصعب لأى مخرج أينما كان أن يجد تمويلا خارج الدولة التى يسكنها لفيلمه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نحن الفلسطينيون فى الداخل عددنا مليونا ونصف المليون شخص وندفع الضرائب لدولة إسرائيل شئنا أم أبينا، وصناديق تمويل الأفلام تقتطع من الضرائب التى يدفعها المواطنون داخل الدولة، إذن من حقنا أن نحصل على هذا الدعم، وبالمناسبة أنا لا أرى أنها أموال إسرائيلية بل هى ضرائبى وضرائب أهلى المليون ونصف المليون الذين يعيشون فى الداخل.

الكل فى العالم العربى يعتقد أننا الفلسطينيون فى الداخل متأسرلين، نتمتع بمواطنة ووضعنا رائع، وهم لا يعرفون كم المعاناة اليومية والعنصرية والإجحاف الذى نتعرض له من نهب لأراضينا ومصادرة وتضييق سبل العمل والتعليم ناهيك عن البنية التحتية لقرانا العربية.

وجودنا فى إسرائيل بحد ذاته هو بطولة يجب على العالم العربى «الذى لم يفعل لنا شيئا مند 1948 وحتى اليوم» أن يقف بإجلال لنا أننا صمدنا فى أرضنا ولم نتركها، أننا حافظنا على لغتنا وثقافتنا العربية، وعلى صعيد الفنانين فمعظم الفنانين فى الداخل ملتزمين بهويتهم وقضيتهم الفلسطينية.

ليس بالصدفة أن أغلب السينما الفلسطينية والعربية الجيدة صنعت بألم ووجع وقهر الفنانين فى الداخل ووصلت إلى أكبر المحافل الدولية، أذكر هانى أبوأسعد، وإيليا سليمان توفيق، وأبووائل إسكندر قبطى وميشيل خليفى وجميعهم من الداخل.

■ هل هناك جديد فى معركتك مع وزارة الثقافة الإسرائيلية؟

- وزيرة الثقافة الإسرائيلية شنت حربًا إعلامية وقضائية ضدى واتهمتنى بسرقة المال العام وبالنصب، الوزيرة خلال شهر ونصف الشهر لم تكف عن عمل الحوارات بالصحافة الإسرائيلية ونعتتنى بأبشع الأوصاف، طبعا بودها أن أعيد المبلغ الذى تلقيته لكنى لن أعيده لأنه مالى ومال أهلى فى الداخل الذين يكدون بجهد.

■ هل هناك رسالة ما تودين كفنانة فلسطينية من الداخل أن تبعثى بها للفنانين العرب عمومًا والمصريين خصوصًا؟

- رسالتى ليس فقط لمصر بل للعالم العربى، ارفعوا عنا الحصار الثقافى، نحن فلسطينيون ولسنا بحاجة كل يوم لإثبات هويتنا وقوميتنا لأى أحد نحن نعيش فى عزلة ثقافية وفكرية عن العالم العربى، وإذا كان العرب حساسين تجاه التمويل الإسرائيلى فليتفضلوا ويخصصون «صندوق دعم» لمخرجى الداخل الفلسطينى بدلًا من أن ينعتوننا بأبشع الألفاظ ويشتموننا، فلتقم إحدى الدول العربية أو أكثر بإنشاء هذا الصندوق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية