رحل الفنان يوسف عيد بسكتة قلبية مفاجأة، في هدوء اعتدنا عليه من الرجل الموهوب الذي لم يهوى الظهور الإعلامي، ولم يحظ بأدوار البطولة مطلقًا، إلا أنه ترك بصمة في كل عمل شارك به، كان ظهوره على الشاشة ينبأ بوجبة دسمة من الضحك والكوميديا للمشاهد، بإفيهاته وموواويله، ونظراته وحركاته، الذين كانوا كافيين بإضحاك المشاهد.
ورغم رحيل «عيد»، إلا أن أعماله تبقى حاضرة، فإذا ذهبت إلى السينما اليوم، فبإمكانك مشاهدته في أفلام الحرب العالمية الثالثة، وصنع في مصر، وعنتر وبيسة.
أما على شاشة التلفزيون، فمن الصعب ألا تجد له عملًا يعرض حاليًا، سواء على قنوات الأفلام أو الدراما أو الكوميديا. في هذا التقرير نرصد أهم محطات يوسف عيد الفنية، التي وقف فيها أمام نجوم كبار ليسرق منهم الأضواء.. ولو لدقائق محدودة.
شقة في وسط البلد – انتهى الدرس يا غبي (1975):
كانت البداية الفنية لـ«عيد» في سن الـ27، في فيلم شقة في وسط البلد، وقام فيه بدور صغير ومحدود، إلا أنه وضعه على بداية الطريق، ليتم اختياره ليشارك الفنان محمد صبحي في نفس العام في مسرحية انتهى الدرس يا غبي، والتي شارك فيها أيضًا نجوم كبار أمثال محمود المليجي وتوفيق الدقن.
4-2-4 – لن أغفر أبدًا (1981):
استمرت انطلاقة «عيد» مع بداية الثمانينيات، ليقف هذه المرة أمام نجوم كبار آخرين، سمير غانم ويونس شلبي ولبلبة، حين شارك بدور صغير في فيلم 4-2-4، وفي نفس العام، يلعب ابن حي الجمالية دور ممرض في فيلم «لن أغفر أبدًا»، لتكن مشاركته هذه المرة أمام نجوم من نوعية نور الشريف ونورا وسعيد صالح.
عروسة وجوز عرسان – عصابة حمادة وتوتو (1982):
عاد سمير غانم ويونس شلبي للاستعانة بـ«عيد»، هذه المرة في فيلمهم «عروسة وجوز عرسان»، فحسه الكوميدي كان من الصعب ألا يلتفت إليه اثنين من نجوم الكوميديا في تاريخ الفن المصري، لكن عام 1982 لم يكن ليتوقف عند ذلك بالنسبة لـ«عيد»، بل ابتسم له أكثر بعد اختياره للعب دور في فيلم لنجم الكوميديا عادل إمام، هو «عصابة حمادة وتوتو»، حيث لعب دور الحارس الشخصي لـ«ميشكاح بك»، الذي قام بدوره الفنان صلاح نظمي.
رأفت الهجان (1987):
وفي عام 1987، استعان «الساحر»، محمود عبدالعزيز، بـ«عيد» في الجزء الأول من مسلسله الشهير رأفت الهجان.
علشان خاطر عيونك (1988):
من أشهر المحطات الفنية في حياة يوسف عيد، حيث وقف للمرة الأولى أمام عملاق الكوميديا الراحل فؤاد المهندس، ولعب دور مدرس، مقدمًا مشهد كوميدي لا يزال عالق بالأذهان.
انتحار مدرس ثانوي (1989):
أصبح «عيد» وجهًا مألوفًا في عالم الفن المصري، ليقف في فيلم «انتحار مدرس ثانوي» لأول مرة أمام النجم حسين فهمي، مؤديًا دور «نور».
يا مهلبية يا – ضد الحكومة (1991- 1992):
في أوائل التسعينات، وقع الاختيار على عيد للمشاركة في فيلم «يا مهلبية يا»، حيث وقف أمام النجمة ليلى علوي والفنان الصاعد ليصبح نجمًا فيما بعد علاء ولي الدين. وفي العام الذي تلاه، لعب دور أمين الشرطة المرتشي، في فيلم ضد الحكومة، ليمثل لأول مرة أمام النجم الراحل أحمد زكي.
آه وآه من شربات – مسرحية شارع محمد على (1992-1994):
مع بلوغ عام 1992، كان «عيد» قد مثل أمام معظم نجوم السينما ومع عملاق المسرح فؤاد المهندس، إلا أنه لم يكن قد وقف بعد أمام وحش الشاشة، فريد شوقي، لكن الفرصة أتته عندما وقع عليه الاختيار لمشاركته فيلم «آه وآه من شربات»، في ذلك العام، قبل أن يلعب دور القهوجي في مسرحية شارع محمد على، في حضرة فريد شوقي ونجمة الاستعراض المتفجرة حينها، شريهان، بعدها بعامين.
كشف المستور (1994):
مرة جديدة يقع الاختيار على «عيد» ليمثل في حضرة النجوم، هذه المرة كان له أن يقف أمام نبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي ويوسف شعبان وشويكار، في فيلم «كشف المستور»، حيث لعب دور المرشد «عبدالحميد».
«عيد» والنجوم (1994-2003):
قرابة عقد من الزمان، أعاد فيه ابن الجمالية الوقوف أمام كبار النجوم، ليمثل أمام عادل إمام في 4 أفلام، هم بخيت وعديلة ورسالة إلى الوالي والواد محروس بتاع الوزير والتجربة الدينماركية، كما أعاد التجربة مع سمير غانم، في مسلسل عوضين وإمبراطورية عين، ويشارك نور الشريف في فيلم «ليلة ساخنة»، ممثلًا أحد أبرز أدواره، بالإضافة إلى التمثيل أمام أحمد زكي في فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، ومحمد صبحي في مسلسل «فارس بلا جواد»،ومن أبرز أعماله أيضًا في تلك الفترة أيضًا المسلسل التوعوي «سر الأرض»، الذي أذاعه التلفزيون المصري لتوعية الفلاحيين بطرق الزراعة وحماية الأرض، وفيلم الناظر أمام الفنان علاء ولي الدين.
عيد ونجوم الألفية الجديدة:
بداية من عام 2004، بدأ الفنان الحاصل على الثانوية الأزهرية مشاركة النجوم الشباب أعمالهم، ومن أبرز تلك الأعمال التي شارك فيها، أفلام «صايع بحر» و«جعلتني مجرمًا» و«أسف على الإزعاج» و«صنع في مصر» لأحمد حلمي.
كما شارك حمادة هلال في أفلام «عيال حبيبة» و«العيال هربت»، ولعب دور صغيرًا في مسلسل «الملك فاروق» لتيم حسن، كما لعب دور «الدكتور عبدربه»، في فيلم H دبور، أول بطولة مطلقة للفنان أحمد مكي، وشاركه فيما بعد في بعض حلقات مسلسل «الكبير أوي».
ورغم أن «عيد» لم يتوقف عن التمثيل مع النجوم التي مهدت له الطريق للدخول في بؤرة الضوء كعادل إمام، الذي استمر في التمثيل معه في عدة أفلام خلال العقد الأول من الألفية، إلا أنه كان حاضرًا أيضًا في أفلام المطرب تامر حسني، والفنان محمد هنيدي، والذي لعب معه دور ناظر المدرسة في مسلسل «مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة».
ومن أبرز نجوم الألفية الجديدة الذين وقف «عيد» أمامهم أيضًا، أحمد عز، في فيلم «حلم عزيز» ومحمد سعد، في «اللمبي 8 جيجا»، والثلاثي الكوميدي شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي، في مسلسل «الرجل العناب»، والذي لعب فيه دور «عم هيصة»، وكان الدور كبير في المساحة على عكس معظم أدواره، بالإضافة إلى لعبه دور بوب مارلي في فيلمهم الذي يعرض الآن، «الحرب العالمية الثالثة».
ويبقى من الصعب حصر كل أعمال الفنان الراحل يوسف عيد في تقرير واحد، حيث تخطتت أعماله حاجز الـ200، عشق فيهم الوقوف أمام كبار الأسماء سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون.