x

رامي جلال متلازمة سوريا والعراق رامي جلال الأحد 21-09-2014 21:21


منذ فترة حكى لى صديقى وأستاذى الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز عما يعرف فى علم النفس بمبدأ التباين، ويمكننى تلخيصه فى الرسالة المتخيلة الآتية، وهى من شابة تدرس فى إحدى الدول أرسلت الرسالة الآتية لأبيها:

(أبى الحبيب، أعتذر عن عدم إرسال أى رسائل وعن عدم الرد على هاتفى لأسبوعين كاملين، أكتب لك من المستشفى، فلم أفق من الغيبوبة إلا صباح هذا اليوم؛ كان حادثاً بشعاً، اختفت السيارة التى اشتريتها لى من الوجود تماماً، لكن لا تقلق يا أبى؛ فقد قال لى صديقى فى شركة التأمين إننا يمكننا أن نقيم دعوى قضائية للحصول على تعويض، رغم أننى توقفت عن دفع قسط التأمين منذ عام ونصف، وذلك لأن تكاليف علاجى من الإدمان كانت تضغط على، ولم أكن أحب أن أطلعك على كل هذه التفاصيل. للأسف يا أبى فقدت فى الحادث جنينى فى بطنى، والآن لا أعرف هل سيوافق صديقى الجديد أن يعقد قرانه على أم لا، خاصة أنه غير متأكد إن كان هذا الطفل هو ابنه أم ابن صديقه الأشقر الذى عرفنى عليه منذ ثلاثة أشهر حين احترقت شقتى عندما كنت واقفة سكرانة فى المطبخ بعد يومين من عملية اغتصابى. آسفة إن كنت قد أخفيت عنكم كل هذه التفاصيل. لكن أعدكم سأكون بخير بأسرع وقت. سلام يا أبى).

انتهت الرسالة وكتبت الشابة عبارة واحدة فقط: (أبى الحبيب كل ما سبق مجرد مزاح، وأنا بخير لكننى للأسف رسبت فى امتحان نهاية العام).

تبعاً لمبدأ «التباين» فى علم النفس فإن الأب غالباً سيقول: «سقوط إيه ونجاح إيه؟! الحمد لله إنها بخير». ولو كان هذا الأب مصرياً فسيضيف: «وآهى أحسن من سوريا والعراق»!

القاعدة تقول إن المقارنة السليمة تكون مع المستويات الأعلى وليس مع النماذج المتعثرة. واستثناء هذه القاعدة يقول إن المقارنة قد تجوز فى حالات خاصة. ومصر بالفعل أحسن من سوريا والعراق فيما يخص الجيش المتميز والحالة الأمنية المستقرة، لكن المقولة ليست صحيحة دائماً فيما يخص بعض الخدمات وعلى رأسها الكهرباء.

لا تذلونا بسوريا والعراق، الحياة بنيت على التنوع، هناك الصومال وجيبوتى وموزمبيق وغيرهم من الدول المتقدمة، ذلونا بهم قليلاً. نعيش الآن «متلازمة سوريا والعراق»، فهل أصبح الإنجاز الوحيد لبلدنا أنها أحسن منهما؟! فمتى تكون مصر أحسن من تركيا وإسرائيل؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية