x

استشهاد ضابطي شرطة وإصابة 7 في انفجار عبوة ناسفة بـ«بولاق أبو العلا»

الأحد 21-09-2014 20:07 | كتب: يسري البدري, أشرف غيث, عصام أبو سديرة |
موقع انفجار بولاق بالقرب من وزارة الخارجية موقع انفجار بولاق بالقرب من وزارة الخارجية تصوير : حازم عبد الحميد

شهدت منطقة بولاق أبوالعلا، أمس، انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع، بالقرب من وزارة الخارجية، ما أسفر عن استشهاد المقدمين خالد محمود على حسن سعفان، ومحمد محمود أبوسريع، الشاهد الرئيسى فى قضية «اقتحام السجون»، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، وكان يعمل رئيسا لمباحث سجن وادى النطرون وقت الثورة، وإصابة 7 آخرين، بعضهم حالته حرجة.

قالت مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية إن الضابط محمد محمود أبوسريع كان رئيس مباحث قسم وادى النطرون وقت ثورة 25 يناير، وإنه حضر أمام المحكمة خلال نظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، وتقدم بأدلة إدانة المتهمين فى القضية، وكانت عبارة عن 125 صورة لعمليات اقتحام السجن، وإن الشهيد سجل لقطات فيديو قدمها للمحكمة، تثبت إحضارهم «لوادر» لتحطيم سور السجن وإحضار أتوبيسات لتهريب المساجين.

وكشفت مصادر مسؤولة بمديرية أمن القاهرة، أن «كاميرات وزارة الخارجية صورت تفجير منطقة بولاق أبوالعلا، الذى أودى بحياة ضابطى شرطة، أثناء تواجدهما فى كمين لشرطة المرافق بجوار سور الوزارة».

وأشارت المصادر الميدانية بموقع التفجير إلى أن «فريقا من رجال المعمل الجنائى ومباحث الأمن الوطنى بالقاهرة عكف على تفريغ صور كاميرات أسوار الوزارة، التى سجلت لقطات مصورة للحظات الأولى للتفجير».

وأضافت المصادر التى طلبت عدم نشر أسمائها أن «التحريات الأولية دلت على ضلوع سيدة محجبة فى العقد الثالث من عمرها، تواجدت بمسرح التفجير قبل الانفجار بدقائق معدودة، والتحريات رجحت تورطها فى زرع العبوة الناسفة أسفل الشجرة المقابلة لتمركز الخدمة الأمنية».

وقالت المصادر إن «شهودا عيان استفسروا من السيدة عن سبب تواجدها فى محيط الحادث، وادعت أنها تتبع وزارة الآثار، وأنها تشارك مع فريق عمل مكبر لترميم مسجد السلطان أبوالعلا المجاور لسور وزارة الخارجية».

وأضافت المصادر أن «فريقا بحثيا عالى المستوى تم تشكيله لتحديد ملامح السيدة وتحرير نشرة بأوصافها وتوزيعها على أقسام الشرطة، فيما بدأ الفريق استجواب عشرات من شهود العيان بالمنطقة، من أصحاب المحال والأكشاك وعمال المسجد وأفراد الأمن الإدارى بالمدارس المحيطة، إلى جانب استجواب المصابين بمستشفى الشرطة».

وتابعت المصادر أن «أجهزة الأمن تتحرى عن مصورة فى وكالة أنباء أجنبية تصادف وجودها وقت الانفجار»، وأن «شهود عيان أدلوا بأوصافها، وقالوا إنها كانت بالقرب من وزارة الخارجية، وصورت مشاهد كاملة لعملية التفجير، لاستخدامها فيما بعد عملية توثيق الحادث».

ورفعت وزارة الداخلية حالة الطوارئ والاستنفار الأمنى عقب الحادث، ودفعت وزارة الصحة بـ6 سيارات لنقل المصابين، ولم يسفر الانفجار عن خسائر مادية فى مبنى وزارة الخارجية، وتحطمت إحدى السيارات أثناء الانفجار، وفرضت الأجهزة الأمنية طوقا أمنيا مكثفا فى محيط الانفجار، وتم نقل الجثمانين إلى مستشفى الشرطة، تمهيدا لتشييعهما عسكريا من داخل أكاديمية الشرطة بالعباسية، بحضور اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية.

وانتهى رجال المعمل الجنائى من فحص مكان الانفجار، وتبين أن الحادث وقع فى نقطة ارتكاز أمنى، يقف بها 3 سيارات يوميا، وأن الجناة زرعوا عبوة ناسفة فى إحدى الأشجار بالمنطقة، وأن التفجير كان من عبوة ناسفة بدائية الصنع، وتتشابه مع مكونات عبوات أخرى تم استهداف رجال الشرطة بها فى الجيزة، منها استهداف واغتيال العميد طارق المرجاوى، مدير مباحث غرب الجيزة أمام جامعة القاهرة قبل شهور.

وقال مصدر أمنى إن قوات الحماية المدنية والمفرقعات أبطلت مفعول عبوة ناسفة أخرى فى نفس المكان، أثناء عمليات التمشيط التى استمرت ساعتين عقب التفجير، خلال تمشيط المناطق المحيطة بوزارة الخارجية، ومسجد السلطان حسن.

وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ظهر أمس، إن الضابط الشهيد الأول يدعى خالد محمد سعفان، من إدارة قوة المرافق، والثانى يدعى محمد محمود أبوسريع من قوات تأمين الفنادق ومنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة، وأن من بين المصابين لواء شرطة، حالته الصحية سيئة. وأضاف الوزير، لـ«المصرى اليوم»، إنه «تم تشكيل فريق بحثى عالى المستوى لتعقب الجناة الذين نفذوا هذا الحادث الخسيس، والجناة لن يفلتوا من العقاب، والمعلومات التى توصل إليها فريق البحث تكشف أنهم من ضمن المجموعات النوعية التابعة للجماعات التكفيرية»، واستبعد أن تكون جماعة بيت المقدس وراء الحادث، لأنه تم بطريقة عشوائية. وتابع: «العبوة تم زرعها بإحدى الأشجار بشارع 26 يوليو فى كمين أمنى لمنع عودة الباعة الجائلين مرة أخرى إلى الشارع عقب نقلهم إلى الترجمان، وفريق المعمل الجنائى انتهى من فحص مكان الحادث وحدد مكونات العبوة الناسفة، التى احتوت على مواد متفجرة تتشابه مع مواد استخدمت فى حوادث إرهابية أخرى، وسقوط 2 من رجال الشرطة سيزيد زملاءهما إصرارا على محاربة الإرهاب».

وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية، إنه «فى العاشرة و45 دقيقة من صباح أمس انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع بشارع 26 يوليو بالقرب من تقاطعه مع شارع الكورنيش، دائرة قسم شرطة بولاق أبوالعلا». وأضاف البيان: «أسفر الحادث عن استشهاد مقدمى شرطة، متأثرين بإصابتهما وحدوث إصابات بعدد من رجال الشرطة المعينين بتلك المنطقة». وتابع البيان: «انتقلت قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات والأجهزة الأمنية المعنية وخبراء المعمل الجنائى للكشف عن ظروف وملابسات الحادث».

وقالت مصادر مسؤولة بمجلس الوزراء إن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، يتابع مستجدات الانفجار لحظة بلحظة، لمعرفة آثار الحادث وما نتج عنه.

وأضافت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن «محلب» أجرى اتصالًا بوزير الداخلية، للوقوف على ما نتج عن الحادث ومدى الإصابات، ووجه بتوفير أقصى أنواع الرعاية للمصابين فى الحادث.

وقال الدكتور محمد سلطان، رئيس الرعاية العاجلة والإسعاف، إن سيارات الإسعاف نقلت جثتى الشهيدين والـ7 مصابين فى الانفجار، وتم الدفع بـ6 سيارات إسعاف أخرى، لنقل عدد من المصابين إلى 4 مستشفيات.

وتسبب الانفجار فى حالة من الشلل المرورى الحاد بمنطقة وسط القاهرة، خاصة كورنيش ماسبيرو ومحورى 26 يوليو و15 مايو وميدان التحرير ومجلس الشعب.

وأغلقت الخدمات المرورية منزل كوبرى 26 يوليو المؤدى إلى منطقة بولاق أبوالعلا والإسعاف، ودفعت أجهزة المرور بتعزيزات إضافية لمحاولة تخفيف التكدس المرورى.

وقال حمدى حسن، رئيس قطاع الهندسة الإذاعية بالتليفزيون المصرى، إن الانفجار لم يؤثر على مبنى التليفزيون، مشددًا على عدم وجود أى شيء مقلق بالقرب من المنطقة التى وقع بها الانفجار سواء جراجات أو مخازن.

وأكد مصدر أمنى بالتليفزيون أن أمن التليفزيون أغلق البوابتين 10 و4 المجاورتين لوزارة الخارجية، مشيرًا إلى أن قوات الأمن لم تنتشر بمحيط المبنى، لأن الوضع الأمنى مستقر.

وتجمع عدد من الأهالى، وفرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا حول موقع الانفجار، وتواجد مدير أمن القاهرة وقيادات المديرية بمكان الحادث، وأجرى خبراء المفرقعات عمليات تمشيط واسعة لمحيط موقع الانفجار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية