قالت مصادر قضائية وثيقة الصلة بهيئة محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية إن الشهيد المقدم محمد محمود أبوسريع الذي استشهد، الأحد، في انفجار محيط وزارة الخارجية، «هو الوحيد الذي قدم الأدلة الدامغة لهيئة المحكمة في قضية اقتحام السجون، وأطلع قضاتها علي مئات الصور التي تثبت إلقاء القذائف علي السجن لاقتحامه وإخراج قيادات الإخوان المحبوسين منه».
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمائها، حفاظا علي سير المحاكمة أمام محكمة جنايات القاهرة، أن الشهيد «أبوسريع» بطل لا تقل بطولته عن الشهيد محمد مبروك، فهو الشاهد الرئيسي في قضية اقتحام السجون التي نظرتها مستأنف الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب، والتي عولت عليها المحكمة في نص حكمها، واعترفت المحكمة، في حكمها، بمساعدته لها في استجلاء الحقيقة التي بنت عليها يقين عقيدتها.
وأضافت المصادر أن المحكمة استمعت لشهادة أبوسريع، في الجلسة الثالثة من جلساتها المخصصة لسماع الشهود، وأنه ظل متواجدا بالمحكمة أكثر من 10 ساعات متواصلة، حتي انتهت الجلسة في الثانية عشرة بعد منتصف الليل، حيث قدم خلالها الضابط الشهيد أوراقا وصورا تثبت عملية الاقتحام، وشهد بأنه أخطر الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية بالاقتحام، وأن القوات لم تتمكن من المقاومة أمام القذائف التي كانت تلقي علي السجن، وكان هو الشاهد الوحيد الذي قدم للمحكمة هذه الصور التي تجاوزت المائة صورة.
وأكدت المصادر أن حالة من الحزن الشديد تسيطر علي هيئة محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، جراء الحادث، مشيرة إلي أن وزارة الداخلية أخطأت في تعيين مثل هؤلاء الضباط الذين وضعهم القدر أمام استهداف هذه الجماعات الإرهابية في خدمات أمنية ثابتة، وكأنها تدفع بهم نحو الخطر، خاصة أن أذناب الجماعة الإرهابية تتتبع خطواتهم لتنتقم منهم.
وطالبت المصادر بضرورة حماية الشهود في كافة القضايا ذات الصلة بالجماعة الإرهابية والمنتمين لها، خاصة ضباط الشرطة، خاصة في ظل هذا الاستهداف المباشر لهم، وبسرعة القصاص لمن استشهد على يد الإرهاب الغاشم.