لفت النجاح الكبير الذى حققته جنوب أفريقيا فى تنظيم مونديال كأس العالم 2010 بشهادة الاتحاد الدولى «الفيفا» أنظار الباحثين الاقتصاديين إلى قدرات القارة السمراء ومقدراتها الزاخرة بالموارد الطبيعية.
أظهرت دراسة أعدتها شركتا «أفريكا أنفستور» و«أفريكا جروب» للأبحاث الاستثمارية أن أفريقيا لديها 1.7 تريليون دولار من الثروة الكامنة والإنتاج فى قطاعات مثل الزراعة والسياحة والمياه، مما يشير إلى مجالات جديدة للاستثمار تتخطى السلع الأولية. واعتبرت الدراسة أن الناتج المحلى الإجمالى فى أفريقيا بات أسرع المناطق نموا فى العالم، مستفيدا من ثروة ضخمة من الموارد الطبيعية.
وقدرت الدراسة أيضا أن أفريقيا تملك مخزونات قابلة للاستخراج من النفط الخام والغاز والفحم اليورانيوم تتراوح قيمتها بين 13 تريليوناً و14.5 تريليون دولار.
وبجانب هذه الأرقام عن الثروة الإفريقية كشفت مجلة «نيوزويك» فى تحقيق خاص عن «النمور الأفريقية» الاقتصادية مؤخرا أرقاما أخرى مفاجئة. فقد حققت أفريقيا الجنوبية ومنطقة البحيرات العظمى فى كينيا وتنزانيا وأوغندا وحتى القرن الأفريقى المبتلى بالجفاف ناتجا محليا إجماليا يوازى ما حققته الهند والصين أقوى دولتين فى آسيا.
وفى العام الماضى، وفى خضم الركود الاقتصادى العالمى، حققت القارة نموا بمقدار 2% وهو ما يعادل النمو فى الشرق الأوسط تقريبا. وفى عام 2011، ستنمو أفريقيا بمعدل 4.8%، لتحقق أعلى معدل خارج آسيا، متفوقة على دول تحظى باهتمام كبير كالبرازيل وروسيا والمكسيك وأوروبا الشرقية، وذلك حسب تقديرات لصندوق النقد الدولى تمت مراجعتها حديثا. وبحسابات قائمة على دخل الفرد، فإن الأفريقيين بالفعل أغنى من الهنود، فيما تتمتع حوالى 10 دول أفريقية بدخل قومى إجمالى يفوق الصين.
والعوامل التى ساعدت فى صعود النمور الأفريقية هى توفر استقرار سياسى غير مسبوق، حيث استجابة الحكومات للتحفيز من قبل المستثمرين المتلهفين، ومن الأسباب الأخرى التى ساهمت فى نهوض أفريقيا عودة العمالة المهارة والعقول إليها واعتبرت المجلة الأمريكية فى هذا السياق «أن الشتات الأفريقى من أصحاب الأعمال الريادية يساعدون فى عملية التحول التى تشهدها القارة».
وبجانب ذلك فإن التنافس الأمريكى - الصينى على أفريقيا ساهم فى هذا الازدهار الأفريقى، فالتقديرات الرسمية تؤكد أن الولايات المتحدة ستستمد خلال الفترة المقبلة حوالى 20% من احتياجاتها النفطية من أفريقيا خلال العقد المقبل، وستوفر دول غرب أفريقيا 15% منها ، ويتوقع مجلس المعلومات القومى الأمريكى أن ترتفع هذه النسبة إلى 25 % بحلول عام 2015م.