«بعبايتها اللف ورنة خلخالها ودلالها المعهود وابتسامتها الساحرة» كانت بدوية محمد كريم على السيد، الشهير بـ تحية كاريوكا، مثالا للسيدة المصرية صاحبة الرسالة الفنية والفكر المستنير.
جعلت «كاريوكا» من الرقص مدرسة، ومن شخصيتها رمزًا سياسيًا متمردًا، حيث لا مجال لأصحاب الرأي الخائف، فأصبحت في المجتمع «الست تحية اللي بـ1000 راجل».
وكان لحياتها أوجه عدة، منها ما ظهر على الشاشة ومنها ما لم يظهر إلا في الأماكن التي لا تدخلها الكاميرات أبدًا، فالراقصة كانت سياسية من الدرجة الأولى، لم تتردد أبدًا في البوح عن مواقفها وآراءها، ما جعلها عدوة دائمة في نظر الأنظمة الحاكمة.
وترصد المصري اليوم في ذكرة وفاتها الـ15 التي توافق السبت 20 سبتمبر، 25 موقفا سياسيا جعلت منها تحية الثورية.
1- صفعت «كاريوكا» في بداية مشوارها الفني، الأمير حسن عكا، عضو الأسرة المالكة، بعد محاولته إمساك يدها بشكل غير لائق، وسبته بأمه بعد تطاوله عليها.
2- ساعدت الفدائيين عام 1948 واستخدمت مزرعة أختها مريم لتخزين السلاح، وكانت تنقل السلاح بنفسها في سيارتها الخاصة.
3- أحرجت الملك فاروق عندما رأته في كازينو «الأوبرج»، فبعدما أدت رقصتها قالت له بسخرية «مكانك مش هنا يا جلالة الملك، مكانك في القصر»، فما كان منه إلا أن قام وانصرف سريعًا.
4- أخفت السادات وأنقذته من الإعدام بعد قتله وزير المالية في ذلك الوقت، أمين عثمان، حيث أخفته فترة في منزل شقيقتها، وظل يقيم لمدة سنتين في مزرعة يملكها صهرها.
5- رفضت الرقص أمام الزعيم التركي ومؤسس تركيا الحديثة، كمال أتاتورك، حين ذهبت إلى بيروت في الأربعينيات، لأنه أهان أمامها السفير المصري، وتم منعها من دخول تركيا للعلاج فيما بعد بسبب ذلك.
6- تم اعتقالها لأول مرة، عام 1954، مع زوجها الضابط مصطفى كمال صدقي، عضو حرس السرايا الملكية قبل الثورة، وتم القبض عليهما بتهمة القيام بنشاط معادٍ للثورة والتآمر لقلب نظام الحكم، وأمضت 101 يوما في السجن.
7- استغلت فترة وجودها في السجن ودافعت عن حقوق السجناء والأوضاع الإنسانية المزرية في السجون، وطالبت إدارة السجن بوقف عمليات التعذيب ضد بعض السجينات، وتخفيف الخدمة الشاقة ضد البعض الآخر وأقامت نشاطًا لمحو الأمية في سجن النساء.
8- تم اعتقالها مع بعض أعضاء الحزب الشيوعي بعد أن قالت إن أداء نظام عبدالناصر لم يفرق شيئًا عن أداء فاروق.
9- هاجمت نظام الضباط الأحرار من داخل السجن، ومن أشهر جملها من داخل المعتقل واصفة حكم الضباط الأحرار: «ذهب فاروق وجاء فواريق».
10- قال المفكر اليساري الراحل أنور عبدالملك إنه بعد تمكنه من الهرب من السجن، في زمن عبدالناصر، أن تحية كاريوكا أخفته في منزلها حتى تمكن من السفر للخارج.
11- ساعدت «كاريوكا» المقاومة في مدن القناة ضد قوات الاحتلال البريطاني، وكانت تنقل لهم السلاح.
12- انخرطت في العمل السياسي وتدربت على السلاح خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956، ثم خلال حرب يونيو 1967.
13- تربعت على عرش المتبرعين في أسبوع تسليح الجيش عام 1955، بعد قرار عبدالناصر كسر احتكار السلاح والتحول إلى المعسكر الشرقي لتسليح الجيش، وقدمت جزء من مجوهراتها إضافة إلى التبرعات التي جمعتها من أماكن عدة.
14- هاجمت الوفد الإسرائيلي في مهرجان «كان» أثناء مشاركتها بفيلم شباب امرأة، عام 1956، ووبخت الممثلة ريتا هيوارث بعد أن عمدت التحدث عن الوفد الإسرائيلي ومدحه، وأسمعتها بلغة انجليزية سليمة ما لا تتخيله، واضطرت «هيوارث» إلى الهرب من سب كاريوكا.
15- بصقت في وجه أحد الممثلين الأجانب بعد سبه العرب واصفا إياهم بالهمجيين في مهرجان «كان»، وطلبت من رئيس وفد مصر الأديب يحيي حقي، الانسحاب لكنه رفض، وكلف هذا الموقف تحية عدم الحصول على جائزة النقاد عن دورها في الفيلم.
16- أسست جمعية برئاستها لمقاطعة الأفلام والنجوم ذوي الميول الصهيونية.
17- حمت «تحية»، في الخمسينات، اليساري صلاح حافظ وأخفته في منزلها وكان طالبا وصحفيا سياسيا شابا في ذلك الوقت، وعادت مرة أخرى لتخفيه في منزلها في السبعينيات لكن هذه المرة من السادات بعدما انضم لتنظيم شيوعي سري، وكان ينتقد الرئيس في كتاباته.
18- كانت «كاريوكا» عضوا نشطًا في حركة «حدتو» الشيوعية السرية، واتخذت لنفسها اسمًا حركيًا جديدًا داخل السجن، فأصبح اسمها «عباس».
19- رغم موقفها السياسي من النظام، قامت كاريوكا بجمع تبرعات للجيش بعد نكسة يونيو 1967، وكانت أول المتبرعين، ما جعل الرئيس جمال عبدالناصر يقول لها: «انتى ست بألف راجل يا تحية».
20- شاركت في نقل الأسلحة إلى الجبهة أثناء حرب الاستنزاف.
21- أيدت مظاهرات الطلبة في السبعينيات ودعمتهم ماديا وشاركت بالهلال الأحمر لدعم الانتفاضة.
22- ذهبت إلى بيروت أثناء الحصار الإسرائيلي للفلسطينيين هناك، وكانت أول من يذهب لمؤازرة المناضلين الفلسطينيين.
23- سافرت إلى قبرص عام 1981 كأحد ضيوف الحفل الذي أقامته منظمة التحرير الفلسطينية لدعم الانتفاضة، وألقت هناك قصائد حماسية وقامت بجمع تبرعات من الحاضرين لصالح الانتفاضة.
24- كانت مناضلة نقابية من الدرجة الأولى، وقادت إضراب نقابات المهن الفنية في 1988، ورغم تدهور صحتها كانت الوحيدة التي أضربت عن الطعام لمدة 10 أيام في نقابة الصحفيين، ضد قانون اعتبرته جائرا بحق الفنانين، وبالفعل تم سحب القانون.