رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية اتساع الصدع بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والجيش الأمريكي حول استراتيجية عدم إنزال قوات برية على الأرض خلال محاربة تنظيم «داعش».
وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على نسختها الإلكترونية، الجمعة، أن ومضات الخلاف حول كيفية محاربة «داعش» شرعت في التصاعد بين أوباما والقادة العسكريين الأمريكيين في أحدث علامة على التوتر وصفتها الصحيفة بـ«العلاقة المربكة وغير المستقرة».
وأشارت إلى انتقاد سلسلة من القادة العسكريين، لنهج الرئيس الأمريكي ضد تنظيم «داعش»، حتى بعد دعم الكونجرس الأمريكي لاستراتيجية الهجوم على التنظيم فضلا عن تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، لإقرار خطة تسليح وتدريب المتمردين السوريين.
وأصبح الجنرال المتقاعد البحرية، جيمس ماتيس، الذي خدم في عهد أوباما، حتى 2013، أحدث من شككوا في الاستراتيجية، قائلاً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي إن الحظر الشامل بشأن تدخل قوات برية كفيل بربط أيدي الجيش، مضيفاً «الجهود المؤقتة الفاترة أو الضربات الجوية، بإمكانهم أن تأتي بنتائج عكسية علينا وتعزيز مصداقية أعدائنا»، مؤكداً «إننا لا نرغب في طمأنة أعدائنا مقدماً بأنهم لن يروا الأحذية الأمريكية على الأرض».
وجاءت تصريحات ماتيس بعد يومين من قيام الجنرال الأمريكي، مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، باتخاذ خطوة نادرة من نوعها بأنه يجب إعادة النظر في الاستراتيجية التي وضعت مسبقا من قبل القائد العام الأمريكي.
وعلى الرغم من وعد أوباما بأنه لن يقوم بنشر قوات قتالية على الأرض، بدا ديمبسي واضحاً أنه لا يريد أن يستبعد تلك الاحتمالية، حتى وإن احتوت على نشر فرق صغيرة في ظروف محدودة، واعترف ديمبسي أيضا بأن الجنرال لويد أوستن، قائد منطقة الشرق الأوسط، أوصى بالفعل القيام بنشر قوات قتالية على الأرض في العراق لكن تم رفض توصيته.
ونوهت «واشنطن بوست» بأن البيت الأبيض و«البنتاجون» هرعا خلال الأسبوع الجاري للتأكيد بأنه ليس هناك «صدع» في الصفوف الأمريكية، وتركزت جهودهم فقط على أداء المزيد من الاهتمام بشأن هذه المسألة.