تعتبر إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، وتمثل أرضا واسعة لتجنيد الجهاديين المتطرفين، ورغم ذلك استطاعت الحكومة في جاكرتا كبح جماح «الخلافة الإسلامية» بها، بحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
وقالت المجلة إنه في يوليو الماضي، في مدينة مالانج الإندونيسية، التقى فيه خليفة منظمة «أنشرول» الإسلامية المتشددة المحلية، بعد شهر واحد من تحقيق تنظيم «داعش» مكاسب على الأرض في الموصل في العراق، واستعرضت المنظمة في مسجد صغير في المدينة فيديو يوضح المكاسب العسكرية لـ«داعش» في العراق وسوريا.
وأضافت المجلة أنه اتضح أن المخاوف من قيام «داعش» في إندونيسيا لن تتحقق، خاصة بعد أن علمت السلطات المحلية حول اجتماع «أنشرول» الثاني في أواخر يوليو، وبدأت الشرطة مراقبة المسجد، وأجبرت إدارة المسجد عناصر المنظمة الإندونيسية على الابتعاد عنه، ثم ما لبث أن أدانت المنظمة الإسلامية الحكومية الأبرز في البلاد «نهضة العلماء»، تنظيم «داعش»، وأعلنت برنامجا لـ«منع التطرف» في البلاد.
وبينما تخوض «داعش» المعارك في الشرق الأوسط، تقاتل «أنشرول» أيضا لكسب القلوب والعقول في إندونيسيا لدعم التنظيم الإرهابي، حيث انتشر في الأشهر الأخيرة في وسائل الإعلام الاجتماعية الدعاية لـ«داعش» والتعريف به، إلا أن الحكومة كانت حاسمة مرة أخرى، وجندت السلطات الإسلامية الأكثر احتراما في إندونيسيا للتنديد بالتنظيم، وكان الرئيس المنتهية ولايته، سوسيلو بامبانج يودويونو، يرفض «داعش» بشكل صريح ويصفه بأنه «يحرج» الإسلام، ثم اعتقل المشتبهين في تقديم الدعم لـ«داعش» على الفور.
وفي أواخر أغسطس، شددت الحكومة التعزيزات الأمنية على معبدبوروبودور، أكبر أثر بوذي في العالم، بعد أن وصل إلى المخابرات الإندونيسية أن «داعش» ومريديها تستهدفه.
وأوضحت المجلة أنه رغم أن معظم الدول الأوروبية لديها مخاوف من انتقال «داعش» إليها، إلا أن إندونيسيا تعتبر في خطر أكبر، حيث أن عدد سكانها نحو 250 مليون نسمة، ولديها أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، أكثرهم من الرجال المسلمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، كما أن 80% من سكانها مستخدمون للإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي، والإنترنت هو وسيلة «داعش» الرئيسية لتجنيدهم.
بالإضافة إلى ذلك فإن إندونيسيا لديها نسختها المحلية من التطرف، حيث قامت بعض الجماعات السنية المتطرفة بعشرات الأعمال الإرهابية، منها تفجير جزيرة بالي السياحية عام 2002، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، معظمهم من الأجانب، كما أن هجمات العنف الديني في إندونيسيا، زاد إلى 220 هجمة عام 2013، بعد أن كان 91 هجمة عام 2007.
ولفتت المجلة أن جاكرتا بدأت في مواجهة «داعش» شعبيا وألقت القبض على أنصار التنظيم وألغت تسجيلات «يوتيوب» التي تشجع على انضمام الشباب إلى التنظيم. وأعلنت الحكومة عن برامج تدريب سيتم تنفيذها في المساجد والمدارس الداخلية الإسلامية في جميع أنحاء البلاد، تحث الشباب الإندونيسيين على رفض التنظيم وكره الانضمام إليه.
وأشارت إلى أن هناك نحو 60 إندونيسي فقط يقاتل في صفوف «داعش» في سوريا والعراق وجميعهم على صلات بجماعات متطرفة في البلاد، ورغم أن هذا الرقم منخفض، هناك مخاوف حكومية من أن تلك الأرقام لن تبقى كذلك، ولكن، حتى الآن، يبدو أن جهود الحكومة حققت نتائجها المرجوة.