كشفت مصادر وثيقة الصلة بقيادات الجماعة الإسلامية الهاربة إلى قطر، الخميس، أن حزب العدالة والتنمية التركي ووزارة الخارجية القطرية يجريان تنسيقاً مع الحكومات الأوروبية لتستقر قيادات الجماعة الإسلامية المتحالفة مع جماعة الإخوان، وتوفر فرص عمل لهم بالجمعيات الإسلامية التابعة لوزارة الشؤون الدينية التركية في مختلف الدول الأوروبية «بحجة الإقامة في تلك الدولة بعد الضغوط التي تمارس ضد قطر لترحيل انصار محمد مرسي الرئيس المعزول».
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر أسمائها، أن القيادات التركية والقطرية توصلت إلى تلك الفكرة لتوزيع تلك الأعداد من الدعاة والإسلاميين على المنظمات والجمعيات الأوروبية التي تتبع الحكومات والأحزاب الإسلامية، وقالت إن وفدا من قيادات الإخوان وأنصارها الهاربين سافروا بالفعل «بحجة تقديم دروس دينية في تلك الجمعيات الأوروبية، وفي مقدمتها جمعية الثقافة الإسلامية والتجمع الإسلامي، التي أسسها شقيق نجم الدين أربكان، الرئيس الشرفي لحزب الفضيلة التركي، رئيس الوزراء الأسبق».
وغادر الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف في عهد الرئيس المعزول، القيادي بالجماعة الإسلامية، بحسب المصادر إلى مدينة كوبلنز الألمانية، للمشاركة في درس ديني تابع لجمعية الثقافة الإسلامية، والذي أقيم في مسجد أبوبكر الصديق، الأربعاء.
وعرض «الصغير» صورًا لمجموعات شبابية مرافقة له، تحمل شعار رابعة، وتضعها على سيارات كانت تصاحبه في زياراته، وأكد أنه بصحبة الدكتور أحمد هليل، أحد المسؤولين عن أنشطة الإخوان في ألمانيا، في تلك الدروس الدينية.
وقال «الصغير» إنه توجه إلى فرنسا وألمانيا بناءً على دعوة التنظيم الدولي لإلقاء الدروس الدينية هناك للمسلمين، ولمشاركة الدعاة من جميع الجنسيات في نشر الدعوة تحت إشراف الحكومة التركية، وحزب العدالة والتنمية.
وأكد إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي، أحد أحزاب «تحالف دعم الشرعية»، أنه مازال موجودًا في قطر ولم يصله أي إخطار أو رسائل لمغادرة أراضيها، نافيًا ما تردد حول تضييق السلطات القطرية على حرية النشاط السياسي والإعلامي على قيادات الإخوان والتحالف.
في سياق متصل، واصل الداعية وجدي غنيم، المُبعد من قطر مؤخرًا، تحريضه على السلطات المصرية، أثناء ظهوره عبر فضائية «الشرعية» بتركيا، ووصف في تصريحات إعلامية، الخميس، ممارسات السلطة المصرية بـ«الكفر»، داعيًا إلى التظاهر ضدها لحين إسقاطها.
وقال «غنيم» إنه سيواصل طريقه ولن يثنيه أحد عن الحق، مشيرًا إلى أن «الدول المؤيدة للمشروع الصهيوني هي من تقف وراء طرده وقيادات الإخوان من قطر».
وعلمت «المصري اليوم» من مصادر قيادية في «تحالف دعم الشرعية»، أن عددا من قيادات التحالف قررت مغادرة قطر دون الانتظار لقرار إبعادهم، ومنهم محمد محسوب وحاتم عزام، القياديان في حزب الوسط، اللذان قررا الرحيل إلى النرويج.