x

محمد أمين شعر ودقن.. وشعب وشورى محمد أمين الإثنين 17-10-2011 08:00


صالونات الأحزاب لا تختلف عن صالونات الحلاقة الآن.. فما يجرى على الزباين فى صالونات الحلاقة هو الذى يجرى على الزباين أيضاً فى صالونات الأحزاب.. فأنت فى صالون الحلاقة تواجه سؤالاً محدداً قاطعاً، وهو: «شعر ولاّ دقن يا باشا؟».. وهو شبيه بالسؤال نفسه: «شعب ولاّ شورى؟» حين تذهب إلى صالونات الأحزاب.. فسوف يترتب على ذلك، طريقة الدفع وطريقة الحلاقة!

وأتصور أنك حين تذهب إلى الحلاق لابد أن تكون قد حزمت أمرك.. إن كان لديك وقت أولاً، وإن كنت ستحلق دقنك فقط، أو شعرك ودقنك، أو ستعمل «ماسك».. وفى كل الأحوال أنت جاهز بالأتعاب اللازمة لمواجهة طلبات الحلاق.. وقد يعرض عليك أيضاً شراء بعض الكريمات.. وحين تطبق هذا الموقف على ذاك فلن تجد فارقاً كبيراً.. فالشعب شىء، والشورى شىء آخر!

لا يوجد فارق كبير فى الحالتين.. لا بين الشعر والدقن، ولا بين الشعب والشورى.. فالدقن هى الشورى، حاجة كده خفّافى وبالسلامة.. والشعب يعنى تحلق شعر وتمدد رجليك.. وإذا كنت ستعمل «ماسك»، فهذه نقرة أخرى.. ما يعنى أنك واحد من الفلول ورايح تغسل مواقفك، وتدخل بطريقة مختلفة عبر حزب جديد.. وبالتالى عليك أن تنجز.. حتى تكون رأس القائمة، وتصرف عليها!

هذا ما يجرى فى الأحزاب الآن.. أما زباين المحل الأصليون فهم يتوارون أمام القادم الجديد.. وهو ما يمكن أن نطلق عليه «العريس».. جاهز شعر ودقن وماسك ومساج.. والعريس جاى جاهز.. يعرف تكلفة العملية كلها.. ولا مانع عنده من توقيع استمارتين فى وقت واحد.. الأولى هى استمارة العضوية، والثانية هى استمارة الترشح للانتخابات.. فلا هو عضو ولا شىء.. إنه فلول!

وهكذا عاد الفلول يا ثوار مصر.. على رؤوس القوائم.. معناها أن مقعد البرلمان مضمون.. ومعناها أنه من جديد تحت القبة.. ومعناها أنه هو الذى سيشرع التشريعات.. ومعناها أنه لا توجد ثورة ولا يحزنون.. باع أحمد عز قبل الثورة.. واشترى أحمد عز بعد الثورة.. أحمد عز يحكم مصر من سجن مزرعة طرة.. عادت الأموال تشترى مقاعد البرلمان.. ولكنها هذه المرة من المنبع!

ولا حل غير أن نعود من جديد إلى «التحرير».. لا لكى نطالب بثورة جديدة على فلول النظام فقط.. ولكن كى نعلنها ثورة على فلول الأحزاب الكرتونية، صنيعة أمن الدولة.. الذين ينقلبون على الثورة، وفق مخطط جهنمى، يعلنون ولاءهم من جديد للسيد الرئيس: نحن معك حتى تخرج من سجنك، وربنا يفك أسرك يا ريس.. هذا هو الواقع.. فنحن نعرف الفلول، ولا نعرف العملاء!

هل تعرفون أن الفلول يختارون أحزاباً غير الأحزاب التى نعرفها؟..

هل تعرفون أنهم يختارون الزمان والمكان لإنهاء الصفقة؟.. هل تعرفون أنهم لا يريدون أن يخرجوا من الصورة؟.. هل تعرفون أنهم جاهزون بالذهب والفضة؟.. والسبب هو الولاء للرئيس المخلوع.. صاحب الفضل وولى النعم.. وليس كثيراً عليهم أن يدفعوا الملايين.. المهم رأس القائمة المضمونة!

الجديد أن زبون المحل الأصلى يحلق الدقن فقط، لأن صاحب الصالون فى موسم.. أما الزبون اللقطة «العريس» فيحلق ما يشاء.. شعر ودقن وماسك.. وشعب وشورى.. لا يمنعه مانع.. لا ثورة ولا غير ثورة.. لا قانون عز، ولا قانون غدر.. كله جاهز فضلة خير ولى النعم.. فسلام على ثورتنا، وألف رحمة ونور عليها!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية