أكدت هيئة كبار العلماء في السعودية أن الإرهاب يعد جريمة نكراء، وظلم وعدوان تأباه الشريعة والفطرة بصوره وأشكاله كافة، وأن مرتكبه مستحق للعقوبات الزاجرة الرادعة، عملا بنصوص الشريعة الإسلامية، ومقتضيات حفظ سلطانها، وتحريم الخروج على ولي الأمر.
وأعلنت في بيان، الأربعاء، في ختام دورتها الثمانين التي عقدت بمدينة الرياض، تأييدها لما «تقوم به الدولة من تتبع لمن ينتسب لفئات الإرهاب والإجرام والكشف عنهم أو ينتمي إلى ولاءات سياسية خارجية لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة مؤكدة ضرورة تعاون الجميع للقضاء على هذا الأمر الخطير لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى».
ودعت شباب الإسلام التبصر في الأمور، وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة، ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد، وليست في حقيقتها من الدين وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين، مشيرة إلى ان نصوص الشريعة تضمنت عقوبات من يقوم بهذه الأعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله ومرد الحكم بذلك إلى القضاء.
وحذرت الهيئة من التستر على هؤلاء أو إيوائهم مؤكدة أن هذا من كبائر الذنوب وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من آوى محدثا» وهو من يأتي بفساد في الأرض، مهيبة بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم، ويكثفوا إرشاد الناس في هذا الشأن الخطير، ليتبين بذلك الحق.
واستنكرت الهيئة ما يصدر من فتاوى أو آراء تسوغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من أخطر الأمور وأشنعها مؤكدة أنه لا يجوز، بحال من الأحوال، تبرير جرائم الإرهاب تحت أي ذريعة مشيرة إلى ان الله قد حذر من شأن الفتوى بغير علم وحذر عباده منها وبين أنها من أمر الشيطان، وقالت إن على ولي الأمر إحالته إلى القضاء، ليُجرى نحوه ما يقتضيه الشرع نصحا للأمة وإبراء للذمة وحماية للدين.
كما استنكرت ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط أفكار الإرهاب بالمناهج التعليمية أو بمؤلفات أهل العلم وتوظيف هذه الأحداث للنيل من ثوابت الدولة القائمة على عقيدة السلف الصالح.
وأكدت أن دين الإسلام جاء بالأمر بالاجتماع وأوجب الله ذلك في كتابه، وحرم التفرق والتحزب مشددة على تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة وأن ذلك خروج عن موجب البيعة لولي الأمر وتحذر صاحبه من مغبة فعله ووقوعه فيما لا تحمد عقباه .
ودعت الدولة إلى تعقب المحرضين على الخروج إلى مواطن الصراع والفتنة مؤكدة انه دعاة ضلالة وفرقة وتحريض على معصية ولاة الأمر، والخروج عليهم.
وأوصت في ختام بيانها الجميع بالتمسك بهذا الدين القويم، والسير فيه على الصراط المستقيم المبني على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان , ووجوب تربية النشء والشباب على هذا المنهاج القويم والصراط المستقيم، حتى يسلموا من التيارات الفاسدة ومن تأثير دعاة الضلالة والفتنة والفرقة.