بينما تتسارع الخطى لحشد التأييد الدولي لتوجيه ضربات عسكرية لتنظيم «داعش»، بدأ مراقبون في تحديد التكلفة التي ستتحملها الولايات المتحدة في الحرب التي لم يحدد لها مدى زمني حتى الآن، وقدروها بما يتراوح بين 15 إلى 20 مليار دولار سنويا.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تكلفة طلعة «إف- 16» الأمريكية تتراوح بين 22 و30 ألف دولار للساعة الواحدة، وكل قنبلة تسقطها تبلغ تكلفتها نحو 20 ألف دولار، لتدمير معدات استولى عليها تنظيم «داعش» مؤخرا.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الخميس الماضي، إذا أقلعت طائرة «إف- 16» أمريكية من قاعدة «إنجرليك» الجوية في تركيا وطارت ساعتين إلى أربيل بالعراق وأسقطت بنجاح قذائفها على هدف، فإن ذلك يكلف الولايات المتحدة ما بين 84 ألف إلى 104 ألاف دولار للطلعة الجوية، لتدمير معدات أمريكية الصنع يسيطر عليها التنظيم تتراوح قيمتها ما بين مليون و12 مليون دولار.
واستولى «داعش» على كمية هائلة من الأسلحة الأمريكية، والموجهة أصلا لإعادة بناء الجيش العراقي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتكبد هذه التكلفة، بينما لديها العديد من الطرق والجسور التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، بالإضافة مواطنيها الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وتقدر الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين أن الولايات المتحدة بجاجة إلى استثمار 3.6 تريليون دولار في مشروعات البنية التحتية بحلول عام 2020.
وأصدرت وزارة الزراعة الأمريكية تقريرا خلال الشهر الجاري يوضح أن نسبة الأمريكيين الذين يواجهون «انعدام الأمن الغذائي» لا تزال عند 14.3%، وهم لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء لحياة صحية نشطة.
وكشفت دراسة في مارس 2013 أن التكلفة المالية للحرب الأمريكية في العراق التي بدأت في عام 2003، تجاوزت 2 تريليون دولار.
وقال خبراء أمريكيون لقناة «ان بي سي نيوز» الأمريكية إن تعهد أوباما بملاحقة «إرهابي داعش أينما كانوا» قد يكلف الحكومة الامريكية 100 مليون دولار في الأسبوع أو أكثر إذا تم تمديد الغارات الجوية إلى سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون) مؤخرا أن التكلفة الحالية للأنشطة الجارية في العراق تبلغ نحو 7.5 مليون دولار في اليوم اعتبارا منذ بدء العمليات في 26 أغسطس الماضي، وبناء على هذا المعدل، فإن استمرار العمليات لمدة عام يكلف 2.7 مليار دولار.
وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2014، يبلغ متوسط التكلفة 2.1 مليون دولار سنويا لكل جندي أمريكي عامل في افغانستان، وفقا لتقرير من مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية.
وقال مؤلف الدراسة، تود هاريسون، في الموقع الإلكتروني الإخباري لقناة (ان بي سي نيوز) يوم الخميس الماضي، إنه يتوقع أن تبدأ تكاليف الحرب ضد داعش منخفضة ثم تتزايد.
وذكر «اعتقد أن رقم 50 مليون دولار في الأسبوع، وهو ما يتماشى مع ما يقوله البنتاجون، هو نقطة انطلاق جيدة لتقدير تكلفة العمليات الجوية.. بينما من المحتمل أن نوسع العمليات في سوريا، وأن يرتفع عدد الطلعات الجوية، ولذا فإننا سوف نرى زيادة التكلفة، لتصل إلى 100 مليون دولار وربما 200 مليون دولار في الأسبوع». وهذا من شأنه أن يرفع التكلفة السنوية إلى ما بين 5 و10 مليارات دولار.
وقال هاريسون: «هذا المبلغ يبدو كثيرا، ولكن مقارنة بموازنة الدفاع فهو رقم محدود، حيث خصصت موازنة وزارة الدفاع الأمريكية للسنة المالية 2014 (تنتهي في أكتوبر)، أكثر من 550 مليار دولار للإنفاق على الدفاع الوطني، مع مبلغ إضافي بقيمة 80 مليار دولار ضمن ما يسمى»عمليات الطوارئ خارج الحدود«.
وقال جوردون أدامز، مساعد المدير السابق لشؤون الأمن القومي والدولي في مكتب الإدارة والموازنة في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وحاليا أستاذ في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية، إن الحملة ضد داعش تشمل خمسة عناصر، العمليات الجوية في العراق، وتوسيع الغارات الجوية إلى سوريا، والمساعدة العسكرية للقوات العراقية والكردية، وتوفير مساعدة عسكرية للقوات السورية المعتدلة، ودفع دول أخرى لدعمهم.
ويقدر البروفيسور ادامز في تصريحات أوردتها القناة الأمريكية، تكلفة مواجهة داعش بنحو 15-20 مليار دولار في السنة، متوقعا أن تكون الأردن الدولة الوحيدة وربما بعض الدول الأقل ثراء الأعضاء في حلف «الناتو» أن تطلب مساعدة مالية من الولايات المتحدة اذا انضمت للتحالف لمواجهة «داعش».
وقال البروفيسور كاثرين لوتز، من معهد واتسون للدراسات الدولية، إن من المحتمل أن تكون هناك تكاليف لا يمكن قياسها، بما في ذلك العداء للولايات المتحدة وزيادة أعداد اللاجئين، وفق ما جاء في الموقع الإلكتروني للقناة الأمريكية.