x

محمد كمال القوة الناعمة لمواجهة الإخوان محمد كمال الأحد 14-09-2014 22:25


أشرت فى مقال الأسبوع الماضى إلى أن التعامل مع الإخوان يحتاج أكثر من استخدام الأمن والتنمية الاقتصادية والانفتاح السياسى. وأن المعركة مع تيارات الإسلام السياسى هى معركة فكرية وأيديولوجية بالأساس.

هذه المعركة تتطلب أيضا استخدام أدوات القوة الناعمة، وهى الأدوات التى تتعامل مع العقول والقلوب وتسعى لكسبها.

الهدف الرئيسى لهذه المعركة الفكرية هو تحصين عقول عموم المواطنين ضد فيروس التطرف الأيديولوجى، وبحيث يصعب جذب هؤلاء وخاصة الشباب لهذا الفكر وتجنيد أجيال جديدة لهذه التنظيمات. والهدف الثانى هو عزل الفكر المتطرف، والسعى لإقناع المؤمنين به بخطئه والتخلى عنه.

هذه المعركة تقع على أرضية دينية بالأساس، وبالتالى فإن الشريك الرئيسى فيها هم رجال وعلماء الدين لما يملكونه من معرفة وشرعية للرد على الفكر الدينى المتطرف وطرح بدائل له. كذلك لن تفلح فكرة الترويج لقيم غربية من خلال الأدوات الإعلامية والثقافية لإبعاد الشباب عن هذا الفكر، فهذه القيم لن تجذب إلا أقلية محدودة من المجتمع.

كسب المعركة الفكرية ضد التطرف تتطلب استخدام العديد من استراتيجيات وأدوات القوة الناعمة، ومنها:

1-إنشاء لجنة لمكافحة التطرف الفكرى يرأسها شيخ الأزهر أو أحد كبار علماء الدين يكون دورها الرد على التفسيرات المتطرفة للدين، وتوضيح حقيقة المفاهيم الإسلامية التى يستخدمها المتطرفون كأساس للحركة وتبرير السلوك مثل الدولة الإسلامية، والجهاد، والبيعة، والأمة وغيرها.

2-ربط الأزهر ودار الإفتاء بعصر الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات لزيادة قدرتهما على التواصل مع الشباب، والنظر فى إنشاء قناة تليفزيونية للأزهر.

3-إنشاء مركز لأبحاث التطرف يضم علماء من تخصصات مختلفة، يتولى دراسة هذه الظاهرة وطرح توصيات للتعامل معها.

4-ضرورة عودة حوارات علماء الدين مع المتطرفين بالسجون، وتشجيعهم على القيام بمراجعات فكرية، والنظر فى الإفراج المبكر عن التائبين عن هذا الفكر، وإعادة تأهيلهم ودمجهم فى المجتمع. وكذلك استخدام المنشقين عن هذا الفكر كأدوات أساسية فى هذه المعركة.

5- توفير الرعاية المالية والنفسية لأسر المسجونين من المتطرفين، لأن أسرهم قد تصبح خلية جديدة لتبنى ونشر الفكر المتطرف.

6-المؤسسة التعليمية لها دور أساسى فى هذا المعركة، ولا أتذكر أن أبناء جيلى والأجيال اللاحقة قد قرأوا شيئا فى مقرراتهم الدراسية عن الإخوان أو عن منظرى التطرف من الجماعة مثل سيد قطب أو غيره. وحان الوقت لإدخال ذلك فى المقررات دون مواربة لتوضيح حقيقة ذلك الفكر وتلك الجماعة. وكذلك تحييد تأثير المعلمين المنتمين لهذا الفكر على عقول التلاميذ، وتأثير هؤلاء أكبر بكثير من تأثير موظفى وزارة الكهرباء الذين تورطوا فى قطع التيار الكهربائى، فهؤلاء المعلمون يسعون لحجب نور الحقيقة ونشر الظلام الدائم فى عقول طلابهم.

هذه الاقتراحات على سبيل المثال وليس الحصر، وتبقى حقيقة أن التعامل الاستراتيجى مع التطرف يتطلب المواجهة الفكرية، وما دون ذلك يدخل فى باب التعامل التكتيكى الذى قد يحقق نتائج فى الأمد القصير ولكن لن يقضى على بذور هذه الظاهرة.

* أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية