x

عبد الحكيم عامر.. من يكتب تاريخ «صديق العمر» بعد 47 عاما من الرحيل (تقرير)

الأحد 14-09-2014 13:55 | كتب: محمد كساب |
عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر تصوير : other

«لا توجد قطرة من الشك لدي أبناء المشير عبدالحكيم عامر وعائلته كلها في أنه مات بفعل فاعل، هكذا يعيشون على نياشينه وعلى ذكراه، بقيت نياشينه لكن ذكراه من بعد عام 67 محيت تمامًا من ذاكرة مصر بفعل فاعل، إلا فيما يتعلق بكل ما هو سيئ»، الإعلامي يسري فودة متحدثا عن «مقتل الرجل الثاني» في برنامجه السابق «سري للغاية» بقناة «الجزيرة».

عبد الحكيم عامر

يقولون إن التاريخ لا يكتبه غير القوي والمنتصر، في وقت مازالت وفاة المشير عبدالحكيم عامر مثار جدل مستمر لأكثر من 47 عامًا منذ رحيله في مثل هذا اليوم 14 سبتمبر 1967، بين الحديث عن لسان حال نظام صديقه الراحل جمال عبدالناصر الذي قال آنذاك إن «حكيم» انتحر، في حين تتمسك أسرته بأنه قتل بموجب «مؤامرة مدبرة».

«يراد لنا أن نفهم أنه وحده الذي امتطى ظهر الشعب المصري وأنه وحده المسؤول عن انهيار حلم الوحدة العربي، وأنه الحشاش زير النساء، وأنه وحده المسؤول عن نكسة يونيو، ثم يراد لنا من بعد ذلك كله أن نفهم أنه مات ميتة الكافر، إن لم يستطع أحد أن يقطع بأن جسده قد اغتيل، فإن كثيرين يقطعون باغتيال شخصيته، كم مصرياً وعربياً أتيح له أن يرى صورة لرجل عادية في لحظة إنسانية، بل كم مصريًا وعربيًا أتيح له أن يستمع إلى نبرات صوته».. يتحدث يسري فودة.

لعبدالحكيم عامر ألقاب أخرى غير المشير، حيث يطلق محبوه، الذي دشنوا له العديد من الصفحات على «فيس بوك» عليه لقب «العمدة». ولد عامر 11 ديسمبر 1919 في قرية أسطال بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، وينتمي لأسرة ثرية، حيث كان والده الشيخ على عامر عمدة القرية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1939.

المنزل الذي نشأ فيه عبد الحكيم عامر

ولمع نجمه إلى جوار جمال عبد الناصر خلال حرب 1948، وتم ترقيته مع صلاح سالم استثنائيًا، وبرز اسمه ضم قادة كيان «الضباط الأحرار» الذي نفذ حركة 23 يوليو 195 قبل أن يؤيدها الشعب المصري.

وبعد تولي ناصر زمام الأمور في مجلس قيادة الثورة بعد الإطاحة بمحمد نجيب في فبراير 1954، تولى عبدالحكيم عامر مسؤولية قيادة القوات المسلحة، وتم ترقيته إلى رتبة اللواء.

يقول جمال حماد، أحد قادة «الضباط الأحرار»، في برنامج «سري للغاية»: «هو (جمال عبدالناصر) كان بيقول لك أنا وعبد الحكيم، باعتبر نفسي شخص واحد، فهو اللي أصر أن عبد الحكيم يكون القائد العام للقوات المسلحة رغم اعتراض محمد نجيب، رغم اعتراض البغدادي، لكن أصر ، لأنه عارف إنه بهذه الطريقة حيبقى هو القائد السياسي، وفي نفس الوقت القائد العسكري، لأن عبد الحكيم الصديق الحميم الوفي الخلص، صديق العمر، هيتيح له الفرصة إنه هو يسيطر على القوات المسلحة».

عبد الحكيم عامر ونجيب وعبد الناصر

بداية توتر العلاقة بين ناصر وصديقه عامر ظهرت خلال فترة الوحدة مع سوريا في كيان «الجمهورية العربية المتحدة»، حيث رفض السوريون «استعلاء» عامر والسادات، واعتبروهما من أسباب فشل الوحدة.

«فخ» حرب اليمن وفشل خطط مواجهة متمردي الإمام البدر، في الدولة ذات التضاريس الجبلية الوعرة، ومقتل الكثير من الجنود المصريين هناك والإجهاد الذي صاب الجيش، قبيل نكسة 5 يونيو 1967، ذلك كله زاد حدة الخلاف بين صديقي العمر.

حتى جاءت النكسة لتقطع آخر وتر في علاقة الصديقين، حيث وجهت سهام النقد لعبدالحكيم عامر بالتسبب في آلت إليه الأمور، بعد الاجتياح المباغت لقوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ومن بينها سيناء.

خبر انتحار عبد الحكيم عامر يتصدر صحيفة الأهرام

«في 2010 كلمونا من رئاسة الجمهورية وحسني مبارك وزكريا عزمي قالوا مش عاوزين نفتح الموضوع ده (قضية مقتل عبدالحكيم عامر)، ازاى يحصل ده مع أهم وأشهر قائد للجيش واللى بنى الجيش، لكن النائب العام عبدالمجيد محمود أصر على فتح التحقيق، وفى 2012 نقل القضية إلى القضاء العسكري لنظرها»، يتحدث طارق عامر، رئيس البنك الأهلي المصري، في 9 سبتمبر 2012 في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة «سي بي سي».

ويقول: «اكتملت ملفات القضية وانتهت نتائج أكبر مؤسسات الطب الشرعي في مصر إلى أن المشير عبدالحكيم عامر لم ينتحر وإنما قتل بالسم.. وإحنا صعايدة ولينا تار مش هنسيبه واللى اشترك في الحادثة منهم لسة عايشين وما خدناش العزاء فيه».

وقبيل وفاته كتب المشير وصيته التي نشرتها مجلة «لايف» الأمريكية، وقال فيها: «وإذا كانت هذه الوصية قد كُتبت على عجل، فذلك لأنني أخشى ما هو مُدبَّر لي فقد فقدت الثقة في صديقي وأخي جمال، فلم أعد أحس بالأمن من جانبه، وما التهديدات التي أتلقاها إلا لأنني طلبت إجراء محاكمة علنية، وقبل ساعتين ضابط مخابرات ما كنت أهتم بالنظر إليه عندما كنت في مجدي، وقد هدد بأن يُسكتني إلى الأبد إن جرؤت على الكلام، وعندما قلت إنني أريد الاتصال بالرئيس، قال: إذا ظننت أن صداقتك بالرئيس ستحميك فأنت واهم، وحاولت الاتصال بالرئيس بالتليفون على مدى ثلاثة أيام فقيل لي إنه مشغول».

زوجة المشير الثانية برلنتي عبد الحميد، قالت لـ«العربية.نت» في 2007، إن الطبيب الذي حقق في الوفاة الذي تم توصيفه انتحارًا، أكد لها أنه مات مسموما وتحقق من ذلك بأدلة مادية لا يمكن دحضها، وأطلعها على صورة التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت ذلك، واتهمت برلنتي ناصر بالمسؤولية عن النكسة، قائلة: «أعرف الكثير من أسرار الحرب، ما يذاع حاليًا أبعد ما يكون عن صناعة القرار العسكري والسياسي في ذلك الوقت».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية