كأن أباطرة الدروس الخصوصية ينتظرون فرص زيادة سيطرتهم على العملية التعليمية، قبل أيام من بدء العام الدراسى، وعثروا على ضالتهم فى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى «الإنسانى» عن ظروف المُعلم، والمشاكل التى يعانيها، ليبدأوا حلقة جديدة فى مسلسل استغلال أولياء الأمور.
وتحدث الرئيس بشكل إنسانى، أثناء الاحتفال بعيد المعلم، الإثنين الماضى، عن المدرس المطحون، بقوله: «مش هتعيّشنى هعيّش نفسى»، رداً على ارتفاع فاتورة الدروس الخصوصية إلى 30 مليار جنيه سنويا، وأضاف: «فيه مدرسين بيروحوا المدرسة بالشبشب، ومش لاقيين يركبوا ميكروباص».
وقبل مضى ساعات قليلة على خطاب «السيسى»، كانت جدران الشوارع تتزين بإعلانات الدروس الخصوصية، بل إن أحد مدرسى اللغة العربية علق إعلاناً على جدران سور وزارة التربية والتعليم، رغم إعلان الوزارة فى أكثر من بيان محاربتها الدروس الخصوصية، واتخاذها إجراءات قانونية ضد المُعلم الذى يثبت إعطاؤه الدروس الخصوصية.
قال محمد عبدالعظيم، عضو رابطة «أولياء أمور ضد جشع أصحاب المدارس»: «الوزارة لم تستطع مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية، والمدرسون، بعد خطاب الرئيس، أصبحوا أكثر اطمئناناً».
من جانبه، أكد الدكتور زكى البحيرى، خبير تطوير التعليم، أن الرئيس رجل وطنى ومخلص، وكان يجب على وزير التعليم إطلاعه على الواقع، مشيرا إلى أن حديثه عن الدروس الخصوصية يكشف عن واقع لا يمكن تغييره سوى بمنح المدرس حقه، وزيادة راتبه، ليتمكن من توفير حياة كريمة لأسرته.