رأت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية أن استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في هزيمة متشددي تنظيم «داعش» المنتشر في أجزاء من العراق وسوريا ستعتمد على أكثر بكثير من الهجوم بالقنابل والصواريخ الأمريكية لإصابة أهدافها المرجوة، وأن مواجهة التنظيم في سوريا أصعب بكثير من مواجهته في العراق.
ورصدت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الخميس، الوضع في العراق، قائلة إن عناصر الجيش التي تم حلها يجب عليها إعادة تجميع صفوفهم والقتال عن قناعة، وسيكون على القادة السياسيين التوصل إلى حلول وسط بشأن طرق توزيع السلطة والمال التي استعصت عليهم لسنوات، فضلا عن رجال القبائل السنية المحرومين من حشد الإرادة للانضمام إلى معركة الحكومة.
وأضافت أنه سيتوجب على الحلفاء الـوروبيين والعرب التحالف معا، مع سماح واشنطن بعودة الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران، وسيكون على القادة الأمريكيين العسكريين تنظيم حرب جوية دون التورط في حرب على الأرض من القوات القتالية الأمريكية.
ووفقا لمسؤولين في الجيش الـمريكي ودبلوماسيين، فإن هزيمة التنظيم في سوريا سيكون أكثر صعوبة من العراق، وأضافوا أن الاستراتيجية ستعتمد على إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية بشكل غير مباشر دون تقوية الحكومة المتأكله بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد أو شبكة تنافسية من المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة، بينما تقوم واشنطن بتعزيز المعارضة السورية المعتدلة.
ونقلت الصحيفة عن أحد الجنرالات الأمريكيين -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- وصفه للتحديات بأنها «أصعب من أي شيء حاولت واشنطن القيام به حتى في العراق أو أفغانستان».
وأوضح الجنرال أن تلك التحديات في سوريا «تجعل من هزيمة التنظيم أمرا سهلا»، مضيفا «هذه هي المشكلة الأكثر تعقيدا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ليس لدينا سابقة لهذا».
ونوهت الصحيفة بأن استراتيجية الهجوم على التنظيم داخل سوريا لا تزال قيد الدراسة في وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية والبيت الأبيض، وتأتي التعقيدات بسبب نقص المعلومات الاستخبارية، حيث لم تحلق طائرات أمريكية بدون طيار فوق المناطق التي تسيطر عليها «داعش» في سوريا لفترة طويلة، فضلا عن غياب قوى محلية متحالفة يمكنها الاستفادة من الهجمات الجوية الأمريكية وتحويلها إلى مكاسب إقليمية.
وحتى مع ذلك، فإن احتمالية استعادة العراقيين السيطرة على المدن الكبرى التي يستحوذ عليها التنظيم تعد أقل غموضا بكثير من النتائج المحتملة في سوريا، والتي تخوض حربا أهلية رباعية: حكومة الأسد مقابل الدول الإسلامية مقابل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة مقابل الجيش السوري الحر المعتدل ولكنه حديث العهد.