يجري الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من المحادثات، الخميس، في محاولة للاتفاق على الدفعة الأخيرة من العقوبات ضد موسكو فيما يبدو أن الهدنة الهشة في أوكرانيا صامدة إلى حد كبير.
واتفق قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على فرض إجراءات عقابية أقوى ضد روسيا التي يشهد اقتصادها انكماشا لكن وقف إطلاق النار الذي أعلن الجمعة دفع بالبعض إلى إعادة النظر في توقيت العقوبات.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأربعاء، إلى فرض القيود الجديدة بسرعة لأنه يمكن رفعها إذا صمد وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا.
لكن سفراء الاتحاد الأوروبي قرروا تعليق نقاشاتهم حتى الخميس بعدما قال بعض الأعضاء المتخوفين من ردود اقتصادية اكبر من جانب روسيا، مفضلين الانتظار لمعرفة ما سيحصل على الأرض في أوكرانيا.
وفي إعلان مفاجئ الأربعاء، قال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، إن روسيا سحبت القسم الأكبر من قواتها من أوكرانيا وتعهدت منح حكم ذاتي اكبر للشرق الانفصالي في خطوات يمكن ان تساهم في استمرارية اتفاق السلام.
واعتبرت الخارجية الأميركية أن انسحابا جزئيا للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، إذا تأكدت صحته، سيشكل «خطوة أولى محدودة جيدة».
ويزيد الغرب من عقوباته ضد شركات روسية بارزة وحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقابا لما يعتبره عدوانا عسكريا روسيا على الجمهورية السوفيتية السابقة.
وأعلن حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، الشهر الماضي، إرسال روسيا ألف عنصر على الأقل من وحدات النخبة وأسلحة ثقيلة وحشدت 20 ألف عسكريا على الحدود لدعم المتمردين الموالين لروسيا.
وتنفي موسكو إرسال قوات أو أسلحة إلى أوكرانيا فيما اعتبر بوتين أن ما أعلنه الأطلنطي هو محاولة «لإعادة إحياء» حقبة الحرب الباردة.
وبوروشنكو الذي انتخب في مايو على أساس وعد بسحق التمرد والحفاظ على وحدة أوكرانيا وعد أيضا بطرح مشروع قانون على البرلمان يعطي مناطق في الشرق حكما ذاتيا مؤقتا، موضحا في الوقت ذاته انه سيغلق الباب أمام أي نقاش «حول إنشاء نظام فدرالي أو أي نوع من الانفصال» للمناطق الشرقية.
وشدد على «أن القانون بإنشاء إدارة مؤقتة للحكم الذاتي لمنطقتي دونيتسك ولوجانسك يعطي وضعا يبقي هاتين المنطقتين ضمن أوكرانيا».
لكن الانفصاليين الموالين لروسيا يرغبون في استقلال منطقتهم وليس في إبقائها ضمن أوكرانيا مع صلاحيات معززة كما يريد بوروشنكو.
وقد وقع اتفاق وقف إطلاق النار في مينسك بعد 5 أشهر من النزاع الذي أوقع أكثر من 2700 قتيل وتسبب بنزوح حوالي نصف مليون شخص.
وتحدث الطرفان عن انتهاكات متفرقة لاتفاق وقف النار مدفعية ثقيلة ليلا قرب مطار دونيتسك، معقل المتمردين.
وارتفع عدد القتلى منذ بدء وقف إطلاق النار إلى 8 مع مقتل 3 من حرس الحدود في منطقة لوجانسك في انفجار، وفق القيادة العسكرية الأوكرانية.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة شددا العقوبات على روسيا بعد إسقاط الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا.