x

أمريكا تعود لمحاربة الإرهاب فى ذكرى هجمات 11 سبتمبر

الأربعاء 10-09-2014 22:00 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
أوباما خلال لقائه زعماء الكونجرس لعرض خطته للحرب على «داعش» أوباما خلال لقائه زعماء الكونجرس لعرض خطته للحرب على «داعش» تصوير : إ. ب. أ

تخوض الولايات المتحدة والرئيس الأمريكى باراك أوباما سباقا مع الزمن، للإسراع فى تشكيل التحالف الدولى لقتال تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا، بعد تأكيد مصادر أمريكية أنه يضم 40 دولة حتى الآن، بالتزامن مع حلول الذكرى الـ13 لهجمات 11 سبتمبر، والمخاوف الأمريكية من وقوع هجمات جديدة على الأراضى الأمريكية أو الأوروبية، ومَثَّل اجتماع جدة، اليوم، الذى يجمع وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة ومصر وتركيا ودول أخرى، حجر الزاوية فى التنسيق بين الجهود العربية والأمريكية لقتال التنظيم، ووضع الخطط العريضة لمواجهة الإرهاب، الذى تتطلب هزيمته، حسب خبراء، مواجهته بقوة فى ليبيا واليمن والصومال ونيجيريا، فى ظل الصراع المحتدم بين أبوبكر البغدادى، زعيم داعش، وأيمن الظواهرى، زعيم تنظيم «القاعدة»، على زعامة الإرهاب العالمى.

يكثف الرئيس الأمريكى باراك أوباما جهوده لحشد أكبر دعم لاستراتيجيته الهادفة للقضاء على تنظيم «داعش» والتى كشفها، مساء أمس، بعد أن بحث الخطة مع قادة الكونجرس، الذين طالبو بضرورة الحصول على موافقة الكونجرس، لتوسيع الحرب على «داعش»، فى الوقت الذى وصل فيه وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، فى زيارة غير معلنة إلى العراق لبحث التنسيق «الأمريكى- العربى» لاستهداف التنظيم، عشية الذكرى الـ13 لهجمات 11 سبتمبر على واشنطن ونيويورك، بعد أن اتسع نطاق تهديد الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة أو التنظيمات الجديدة المتمثلة فى «داعش وبوكو حرام» وحركة الشباب الصومالية، وتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، والإرهاب فى ليبيا.

وواجه الرئيس الأمريكى انتقادات حادة من قبل الجمهوريين والديمقراطيين فى الكونجرس بعدم وضوح رؤيته لمواجهة تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، ويحاول أوباما فى خطابه الرد على انتقادات أنه كان بطيئا فى التحرك ضد التنظيم الذى استولى على مساحات كبيرة فى العراق وسوريا ووسط مخاوف من أن يشن مقاتلون يحملون جوازات سفر غربية هجمات على الأراضى الأمريكية، بعد أن تخلت واشنطن عن التدخل العسكرى فى سوريا، مقابل تخلى نظام الرئيس السورى بشار الأسد عن السلاح الكيماوى، ولم تتحرك الولايات المتحدة لضرب «داعش» فى العراق إلا بعد تحذيرات أطلقها كبار مسؤولين فى الاستخبارات والإدارة الأمريكية من مخاطر التهديدات الأمنية لـ«داعش» على الولايات المتحدة إلى الحد الذى ذهب بالبعض إلى التحذير من أن التنظيم قادر على شن هجمات على الأراضى الأمريكية، على غرار هجمات 11 سبتمبر، عن طريق «الجهاديين» فى سوريا والعراق حال عودتهم لبلادهم، ومنهم العشرات ممن يحلون جوازات سفر أمريكية.

ويسعى أوباما للحصول على تأييد شعبى داخلى ودعم سياسى للخطة العسكرية الجديدة فى الخارج فى وقت حساس جدا يتزامن مع الذكرى الـ13 لاعتداءات 11 سبتمبر التى حملت الولايات المتحدة على احتلال العراق وأفغانستان، فيما سعى أوباما خلال سنوات حكمه إلى التهرب من الحروب، وعمل على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، كما يسعى لإنهاء التواجد الأمريكى فى أفغانستان العام الحالى.

وبينما أبدت غالبية كبرى من الأمريكيين تأييدا للضربات الجوية التى تشنها الولايات المتحدة ضد «داعش» فى العراق بحسب استطلاع، أيدت نسبة كبيرة من الأمريكيين توسيع نطاق الضربات ضد المتطرفين لتشمل سوريا. وحث أوباما زعماء الكونجرس على دعم جهوده العسكرية لاستهداف «داعش»، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إن «زعماء الحزبين الجمهورى والديمقراطى بمجلسى الشيوخ والنواب «عبروا عن دعمهم للجهود المبذولة لإضعاف التنظيم والقضاء عليه فى نهاية المطاف».

وفى الوقت الذى أعربت فيه دول عربية عدة تأييدها لجهود واشنطن لتشكيل تحالف واسع للتصدى للمتشددين تستضيف مدينة جدة السعودية اليوم، اجتماعا عربيا – أمريكيا، تركيا لتنسيق الجهود ضد «داعش»

وتواجه الحملة العسكرية التى يشنها الجيش العراقى لاستعادة المناطق التى خسرها فى شمال وغرب العراق فى يونيو الماضى صعوبات، كما تواجه جهود الولايات المتحدة لإشراك الحكومات السنية فى القتال ضد داعش صعوبات مماثلة بسبب السياسات الطائفية فى المنطقة، التى انتهجتها إيران ولدعمها حكومة رئيس الوزراء العراقى السابق، نورى المالكى، ولدعمها تمرد الحوثيين الشيعة فى اليمن، واحتجاجات البحرين وتدخلها بجانب حزب الله لصالح قوات الرئيس، وهو ما تصر دول أخرى سنية فى المنطقة، وعلى رأسها السعودية والإمارات على تنحيه عن منصبه، فى حين نفت الرياض أن تكون أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد مؤكدة أنه فقد شرعيته.

فالعلاقة بين السعودية ودول الخليج الأخرى، باستثناء قطر، من جهة والحكومة الشيعية فى بغداد من جهة أخرى- متوترة بشكل كبير، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب فى صعود الإرهاب، ولكن وزراء خارجية هذه الدول سيشاركون فى محادثات جدة، بجانب وزراء خارجية مصر والأردن ولبنان وتركيا والعراق، لبحث «موضوع الإرهاب فى المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التى تقف وراءه وسبل مكافحته». ويأتى ذلك بعد أن أعربت الجامعة العربية تأييدها للقتال ضد التنظيم.

وتعهد كيرى قبل زيارته المنطقة بإقامة «أوسع تحالف ممكن من الشركاء فى العالم لمواجهة وإضعاف وإلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش)». وأضاف: «كل بلد له دور يلعبه فى القضاء على تهديد التنظيم والشر الذى تمثله».

ولن تحضر سوريا ولا حليفتها إيران اجتماع جدة، على الرغم من تأكيدات العديد من المسؤولين وأجهزة المخابرات الغربية أن مواجهة تنظيم «داعش» فى سوريا يمثل حجر الزاوية فى إلحاق الهزيمة بالتنظيم الذى يحتل 5 محافظات كاملة فى سوريا والعراق، حتى لا يتخذ من الأراضى السورية ملاذا آمنا له بعد تكثيف الهجمات عليه فى العراق.

وأفادت صحيفتا «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست» الأمريكيتان، أمس، أن أوباما مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية على مواقع «داعش» فى سوريا بعد بدئها فى العراق.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول حكومى رفيع تأكيده استعداد أوباما لقصف مواقع التنظيم فى سوريا، بينما نقلت «واشنطن بوست» عن المساعدة السابقة لوزير الدفاع الأمريكى، ميشال فلورنوى قولها: إن أوباما مصمم على محاربة «داعش» فى كل مكان لهم فيه أهداف استراتيجية»، وأضافت أن «داعش» لا يحترم الحدود الدولية لا يمكننا أن نترك لهم أى ملاذ آمن، أتوقع من الرئيس أن يكون واضحا جدا».

وذكرت «نيويورك تايمز» أن أوباما ينوى «البدء بحملة طويلة المدى أكثر تعقيدا بكثير من الضربات المحددة الأهداف ضد القاعدة فى اليمن أو باكستان أو غيرهما». وأشارت إلى أن أوباما ما زال يتصارع مع سلسلة تحديات، تمثل تدريبا وتجهيزا للقوات البرية للقتال ضد «داعش» فى سوريا، وكيفية التدخل دون مساعدة الأسد وكيفية حشد شركاء، يبدو أنهم مترددون مثل تركيا والسعودية.

وبحسب مقربين من خطط الإدارة الأمريكية فإنه الحملة ستكون طويلة الأجل وأكثر تعقيداً من الهجمات الجوية التى شنها الجيش الأمريكى ضد تنظيم القاعدة فى اليمن وباكستان وأنحاء أخرى.

وقاوم أوباما التدخل العسكرى فى سوريا لأكثر من 3 سنوات، خوفاً من أن تسليح المتمردين المعارضين للأسد، من شأنه أن يفشل فى إحداث التوازن فى الحرب الأهلية، فى حين أن المزيد من التدخل العسكرى المباشر قد تكون له آثار غير مباشرة فى سوريا المضطربة.

وتقول الصحيفة، إن تهديد «داعش» غير المناخ السياسى والحسابات داخل الولايات المتحدة. وتضيف أن «أوباما أطلع القادة الديمقراطيين والجمهوريين بالكونجرس حول خططه، حيث أبلغهم أنه بصدد إصدار أمر بإجراء عملية موسعة، لذا فإنه يرحب بأى إجراء من الكونجرس، من شأنه أن يساعد الجهود الكلية للإدارة الأمريكية».

ويرى البعض أنه حال استهداف التنظيم فى سوريا سيخدم الأسد فيما استبعد آخرون أن يتم توجيه ضربات لـ«داعش» بسوريا إلا بصدور قرار من مجلس الأمن، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أكد أن التحالف الدولى لمواجهة «داعش» لا يتطلب صدور قرار من المجلس. ورغم أن كى مون أرجع صعود مخاطر التنظيم للأزمة السورية، فهو لم يشر إلى احتمال ضربة فى سوريا. وسخر الإعلام السورى من قرار استبعاد دمشق من التحالف.

وقالت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات إن «تنسيقا دولياً وإقليمياً يستبعد محاربى الإرهاب الحقيقيين، ويلهث وراء دول قدمت للمجموعات الإرهابية الدعم المالى واللوجيستى والتدريب والتسليح، هو فى الواقع ليس أكثر من إعادة هيكلة للنفوذ الأمريكى فى المنطقة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية