أكد وزير الخارجية، سامح شكري، ضرورة وضع استراتيجية دولية لمقاومة الإرهاب في كل المناطق التي ينتشر بها على حد سواء، من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح صورة الإسلام الصحيح، الذي تسعى هذه الجماعات إلى إلصاقه بالأعمال الوحشية التي يرتكبونها.
وقال شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية بوركينا فاسو، جبريل باسولي، الأربعاء، إن اجتماع جدة، المقرر عقده الأربعاء في حضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا والأردن، مناسبة مهمة لوضع تصور متكامل للتعامل مع ظاهرة الإرهاب وموجات التطرف وما تؤدي إليه من عدم استقرار دول المنطقة.
وأشار إلى أنه من المقرر أن يشارك في الاجتماع العديد من الأشقاء العرب والمسؤولين الدوليين في وضع هذه الاستراتيجية بما يحقق مصلحة المنطقة.
وأضاف: «لا يخفى على أحد أن مصر تعاني من مشكلة الإرهاب»، متوقعا دعما من الشركاء الدوليين عند صياغة استراتيجية للقدرات المصرية، للتعامل مع كل أشكال الإرهاب والسعي لاحتواء هذا الفكر الإقصائي الذي يسعى للسيطرة وعدم التعامل مع الآخر.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر وبوركينا فاسو تهتمان بدعم الاستقرار بالقارة الأفريقية، مشيرا الى أن مباحثاته مع نظيره البوركيني تناولت التنسيق المشترك فيما يخص القضايا الأفريقية، والاتفاق على العمل المشترك من خلال عضويتهما في الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية.
وقال شكري إنه تم طرح عدد من مجالات التعاون، كما تم الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة التى سيتم خلالها وضع الأطر لتدعيم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على زيادة المنح الدراسية المقدمة لبوركينا فاسو.
وأشار إلى وجود مشروعات جديدة لمصر في بوركينا فاسو، منها مشروع لإقامة مطار جديد فى واجادوجو، وهناك اهتمام من جانب مصر للطيران لتسيير رحلات الى المطار والمشاركة في إنشائه.
من جانبه، أكد وزير خارجية بوركينا فاسو أنه تم استعراض الترتيبات الخاصة لعقد الاجتماع الثالث للجنة المشتركة المصرية - البوركينية، لتفعيل آليات التعاون ودعم الخبرات والتنمية الاقتصادية .
وأوضح أنه تم التطرق إلى السلام والأمن في أفريقيا والساحل والصحراء، والدور المهم الذي تلعبه مصر في القضية الفلسطينية، وجهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، مضيفا أن مصر وبوركينا تدعمان الاستقرار على الساحة الأفريقية.
وأكد باسولي أن بلاده ستدعم انتخاب مصر للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، اتساقا مع الدور المصري في إقرار السلام العالمي.
وردا على سؤال حول دوره كمبعوث للساحل والصحراء إلى ليبيا والوضع الحالي بها، قال وزير خارجية بوركينا إن الوضع فى ليبيا مقلق للغاية، ويمثل تهديدا للمنطقة بأسرها، خاصة الساحل والصحراء، معتبرا أن أحد أسباب الأزمة الحالية في ليبيا يتمثل في تدهور الأوضاع شمال مالي، وأن الأمن والاستقرار في القارة سيتحقق بالحوار.
وفيما يتعلق بالتدخل الأجنبى في ليبيا، قال: «لا نسعى لذلك، نحن نرغب في أن يمدونا بالإمكانيات لحل مشاكلنا بأنفسنا وتحقيق الاستقرار بأنفسنا، ولكن في مواجهة الإرهاب نحن نطالب بمساعدة الشركاء، وحريصون في نفس الوقت على الحفاظ على سيادة الدول الأفريقية، ونطالب بالتضامن في مواجهة الإرهاب والتطرف».
وعن تقييمه للوضع في منطقة الساحل والصحراء والدعوات التي أطلقتها فرنسا للتدخل عسكريا في ليبيا أسوة بما جرى في مالي، أشار باسولي إلى أن الوضع في الساحل والصحراء ضعيف للغاية، والمؤسسات غير موجودة، وعدم قيام الدولة بدورها يؤدي إلى ضعف الأوضاع، ما يشجع على تواجد أشكال متعددة من الجرائم والمخدرات والتطرف والإرهاب والأزمة شمال مالي، مشددا على ضرورة مواجهة هذه الظواهر وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.