x

حسام السكري المجند القتيل والمؤامرة الإخوانية حسام السكري الثلاثاء 09-09-2014 21:36


كشفت قصة المجند الذى لقى مصرعه فى معسكر أمن مركزى بالعريش عن مخطط إخوانى، يهدف للفتنة والبلبلة وتشويه المسيرة.

قالت الصحف إن ضابطا ضرب مجندا بالعصا، واستمر فى ركله حتى مات. الضابط أنكر وقال إنه فوجئ بسقوط المجند، ولم يشر إلى مسألة الركل أو اتهامات الشهود، وهو ما قد يشى بأن المجند قام بركل نفسه، بعد السقوط مباشرة، حتى الموت.

أقوال الضابط أو الشهود قد لا تكون الأهم هنا، والأولوية فى الاعتبار للطب الشرعى وجهات الحقيق. ففى خبر واحد يزيد قليلا على عشرة سطور نسب إلى مصلحة الطب الشرعى التصريحات التالية:

- «المجند مات متأثرًا بضربة شمس، ولا توجد عليه آثار تعذيب».

- «المجند به آثار ضرب مبرح بعصا فى معظم أنحاء جسده ووجهه».

- «لا توجد شبهة جنائية»- «ما تردد من وجود آثار ضرب مبرح غير صحيح».

فيما أكد مصدر قضائى فى نفس الخبر أن سبب الوفاة «هبوط حاد بالدورة الدموية».

مات العامل الأجير، المجند أحمد حسينى محمد خليل، البالغ من العمر عشرين عاما، قبل خطبته بأيام، وترك أمه وإخوته وراءه، بشكل غامض ودرامى محسوب، قصد به أن يشتت الأنظار، ويبعدها عن جهة الخطر الذى يهدد مصر.

خيوط المؤامرة تتضح بمتابعة قصص موت المجندين الشباب فى صحف الشهور الأخيرة.

فى نوفمبر الماضى «سقط مجند ميتا» فى معسكر بالسويس (أزمة قلبية). وفى نفس الشهر وفى معسكر بالمنيا، عثر على مجند مشنوقا (انتحار). وفى أكتوبر أصيب مجند، فى معسكر العريش ذاته، بطلق نارى «أثناء تنظيف سلاحه».. صدفة؟ بالقطع لا. هى مؤامرة، نبهنا إليها الإعلامى محمد الغيطى عندما علق على تسريب فيديو لأمينى شرطة يمثلان بجثة أحد الضحايا، مؤكدا أن تواتر هذه الأخبار يشير إلى مؤامرة إخوانية. وأضاف الغيطى أنه يعلم أن أحد أقارب القيادى الإخوانى خيرت الشاطر، قام برشوة الأمينين للقيام بهذا العمل.

القول بوحشية بعض الضباط، أو انعدام آدميتهم، أو المناداة بتطهير وتطوير الشرطة، حق يراد به باطل. بلدنا حلوة وشرطتنا أحلى وموتوا بغيظكم، ودعونا ننتبه للمؤامرة.

أعداء مصر يتحينون الفرص، والدلائل كلها تشير إلى أن القتلى أعضاء فى جماعة تسعى للفتنة والإساءة؟ (هل تستطيع أن تثبت خلاف هذا؟) أحدهم «ينشنق»، والثانى «يتأزم قلبيا»، والآخر يضرب نفسه بالرصاص، والأخير يسقط أرضا ثم يوسع نفسه ضربا حتى الموت. بل الأدهى أن يتلاعب بخبراء الطب الشرعى. فتارة تظهر عليه آثار الضرب، وتارة تختفى، ثم تدعى الجثة وفاتها بسبب الإعياء، ثم تظهر علامات تشى بأن الموت سببه انخفاض الدورة الدموية، أو ضربة الشمس.

سنسمع المشككين والحقوقيين يطالبون بتحقيقات مستقلة بحجة الشفافية وتقويم المسار. ولكن الألسنة ستخرس بمجرد الإقرار الوشيك بتشكيل إدارة «القضاء الشرطى»، التى ينظرها مجلس الدولة هذه الأيام، والتى ستختص بتطبيق أحكام قانون القضاء العسكرى على المجندين الملحقين بوزارة الداخلية. وهو ما سيقدم لضباط الداخلية الدعم الذى يحتاجونه للعلاقة الخاصة التى تربطهم بالجنود والتى أكدها المسؤولون، والأهم أنها ستسهل ضبط المندسين الذين يستخدمون الموت سلاحا ضد الوطن، لا لغرض إلا الإساءة إليه، وإلى سمعة المسؤولين عن أمنه.. وأمنهم.

*مذيع ومستشار إعلامى ورئيس بى بى سى العربية سابقا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية