x

يسري الفخراني الرئيس فى الساحل الشمالى! يسري الفخراني الثلاثاء 09-09-2014 22:03


هل حصل الرئيس على إجازة صيف؟

مش وقته!

ما رأى سيادة الرئيس فى إجازة نهاية صيف قصيرةـ مثله مثل ملايين المصريين- يذهب مع أسرته إلى الساحل الشمالى، مواطن مصرى هارب من الحر والضغط والدوشة والقلق والعمل، إجازة بالشورت، يضع كرسى الرياسة ساعات قليلة على جنب.. ويستمتع بالبحر والرمل والهواء فى أجمل وأحلى وأغلى مكان فى البحر المتوسط.

من حق الرئيس، مهما كانت الظروف، أن يحصل على إجازة، يجدد ويتجدد، الذهن الصافى أفضل من العقل الذى تكدس بالمشاكل والأزمات والظروف الصعبة.

لن يستمتع الرئيس بالإجازة مثل أى مواطن، خاصة وهو فى الساحل الشمالى، لسبب بسيط، أن المسؤول الأول فى جمهورية مصر العربية سوف يصدم أن قطعة من الجنة مهملة إلى حد الحسرة والدهشة. سوف يسأل مؤكد عن الطريق الصعب الممتلئ بالحوادث، عن آلاف البيوت المظلمة المغلقة على الساحل الشمالى، بيوت تقدر بأكثر من 300 مليار جنيه تفتح أبوابها شهرا على الأكثر فى السنة، ثم تغلق ويغلق معها شريط ساحلى طويل من أجمل شواطئ العالم مياها ورمالا وطقسا، 11 شهرا على الأقل يمكن الاستمتاع بالساحل، يمكن أن يستقبل على الأقل 10 ملايين سائح فى السنة، يمتد إلى منطقة شهيرة يعرفها العالم تماما هى منطقة العلمين التى تضم مقابر جنود الحرب العالمية كمزار مهم.

سوف يمد الرئيس إجازته فى الساحل الشمالى ويستدعى كبار مستشاريه ورجال حكومته، سوف يأخذهم فى مشوار من العجمى حتى مرسى مطروح، يدخل بوابة مارينا ليرى هذه الجزر البحرية التى تحولت إلى مدينة جميلة لا يسكنها أحد، تتدهور بسرعة لتصبح كما كل الأشياء الغالية التى نملكها مجرد علب للإيجار وسوق ردىء وأكوام قمامة وذباب.

أرجو من سيادة الرئيس أن يمد إقامته قليلا فى مارينا، لكى يفكر كيف يمكن إنقاذها أولاً والاستفادة منها ثانياً، هل نجعلها مارينا لأوروبا حين يسقط الثلج على السواحل الجنوبية للبحر المتوسط؟ هل نقيم هناك جامعات متخصصة يأتى لها الطلاب من كل مكان فى العالم ويقيمون فى الشتاء على بحيراتها؟ هل ندعو الفنانين فى النحت والرسم والتصوير لقضاء شتاء طويل فى مارينا فى ورش مفتوحة تصنع متحفا مفتوحا يلفت أنظار العالم؟

من مارينا إلى سيدى عبدالرحمن، مؤكد سيتوقف الرئيس ليرى أجمل خليج على الساحل كيف أهدر؟ كيف أغلق على عدد من الفيلات التى كالعادة يزورها أصحابها مرة فى السنة. سوف يسير قليلا ليرى فندقا فخما تم افتتاحه منذ عشر سنوات، ثم قرر أصحابه إعادة افتتاحه مرة أخرى هذا الصيف، بعد أن منحوه لإدارة فندقية تركية!! ومؤكد سيسأل رئيس الحكومة كيف ذهبت لافتتاح فندق قديم!!

مؤسف جدا أن تدمير الساحل الشمالى فى المنطقة من العلمين حتى مرسى مطروح يتم تدميرها بسرعة مذهلة، الرمال الصفراء تحمل آلاف البيوت الأسمنتية بغرض الـ30 يوما الصيفية، كأن النظرية أن يحصل أصحاب النصيب على قطعة دسمة من الكعكة وليذهب الساحل كاستثمار مصرى وبقعة مصرية بديعة إلى الجحيم.

فهل يلحق الرئيس بما تبقى من الساحل الشمالى قبل تدميره؟ قبل زراعة المزيد من مكعبات الأسمنت على أرض الله البريئة؟ ليبقى الساحل الأزرق التركوازى ورملته البيضاء الناعمة تحفة سياحية يتناثر عليها عدد من الشاليهات السياحية والخدمات التى يمكن أن تحصل على سائح يصرف بسخاء 11 شهرا فى السنة؟

انتهت مساحة المقال للأسف ولم تنته القضية والقصة، فإنقاذ الساحل الشمالى يستحق أكثر من مقال وأكثر من إجازة مزعجة للسيد الرئيس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية