سيطرت حالة من الغضب الشديد على الصعيدين الجماهيرى والرسمى فى الشارع المغربى، ضد مهاجم نادى برشلونة الإسبانى مغربى الأصل منير الحدادى بعد تفضيله الانضمام لمنتخب إسبانيا على حساب وطنه الأصلى المغرب.
واتهمت الجماهير المغربية اللاعب بعدم الانتماء والتجرد من مشاعر الوطنية، بعد أن باع منتخب بلاده وطالبوا الجهات الرسمية بحرمانه من دخول المغرب مستقبلاً، كما شن الشباب المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعى حملة من الهجوم الضارى على اللاعب بعد أن تلاعب بمشاعر المغاربة ومسؤولى الجامعة المغربية لكرة القدم، ولم يحسم موقفه من الانضمام للمنتخب المغربى حتى اللحظات الأخيرة، بعد أن استدعاه ديل بوسكى، المدير الفنى لمنتخب إسبانيا لخوض مباراة مقدونيا، وهو ما دفعه لرفض تمثيل «أسود الأطلسى».
وعلى الصعيد الرسمى، أعرب بادو الزاكى، المدير الفنى للمنتخب المغربى، عن إحباطه لقرار اللاعب، وشن هجوماً عنيفاً عليه فى الصحف المغربية، مؤكداً أنه لاعب عديم الانتماء وأن «الوطنية لا تشترى ولا تستأجر».
وقال الزاكى لصحيفة الصباح: «بدأنا محاولات لضم اللاعب قبل أن أتولى تدريب المنتخب، حيث قام مسؤولو اتحاد الكرة بالاتصال باللاعب وبوالديه لإقناعه باللعب للمغرب، وكنت واثقاً أنه سيفضل موطنه قبل أن يحبطنى بقراره الأخير».
فى المقابل، قال ديل بوسكى إنه منح الحدادى الفرصة لتقرير مصيره، ووالداه كانا يفضلان لعبه لإسبانيا، وقد انضم لنا بإرادته دون أى ضغوط.
كان الحدادى قد أخذ مكانه فى تشكيلة برشلونة الأساسية فى الفترة الماضية، فى ظل غياب الثلاثى سواريز وبيدور ونيمار، لكن عودة هذا الثلاثى قد تعود باللاعب للفريق الرديف للنادى الكاتالونى.
وفى إسبانيا، كان الوضع مختلفاً حيث انقسمت الصحافة المحلية ما بين مؤيد لقرار ضم اللاعب للمنتخب الإسبانى ورافض بدعوى أن المنتخب بات يضم لاعبين كثيرين من أصول غير إسبانية.
واحتفت صحف إقليم كاتالونيا الموالية لبرشلونة بضم اللاعب وقالت إنه بديل جيد لدييجو كوستا المصاب، وقالت صحيفة «سبورت» إن استدعاء اللاعب لمباراة مقدونيا كان قراراً صائباً لديل بوسكى لقطع الطريق على المغرب فى محاولاته لضم المهاجم الشاب الموهوب.
ونشرت الصحيفة رسماً كاركاتيرياً يظهر اللاعب وعلى وجهه علامة الدهشة ويقول: «غرقت فى الدهشة عندما علمت باستدعائى لتمثيل منتخب إسبانيا»، بينما يرد عليه ديل بوسكى وهو يضع يده على كتفه قائلاً: «هل كنت ستندهش هكذا لو استدعاك مدرب المغرب».
كان الحدادى قد أكد أنه فوجئ باستدعائه للمنتخب، وقال: «عندما تم إبلاغى، ظللت مندهشاً بعض الوقت.. لم أكن أتوقع ذلك.. إنه أشبه بالحلم، وأشعر بسعادة كبيرة».
وعن رفضه تمثيل المغرب، أضاف: « لقد شاركت منذ طفولتى بقميص إسبانيا، ولن يتغير ذلك الآن».
على الجانب الآخر، وجهت وسائل إعلام إسبانية أخرى انتقادات لاذعة لديل بوسكى بعد ضم الحدادى، وسخرت الجماهير الإسبانية على مواقع التواصل الاجتماعى وعدد من المعلقين والنقاد الرياضيين من ديل بوسكى لافتقاد اللاعب الخبرة، فضلاً عن كونه مهاجر ليس إسبانى الأصل.
وتداول الإسبان كاريكاتيراً ساخراً به صورة ديل بوسكى وعددا اللاعبين المهاجرين فى المنتخب، مثل البرازيليين كوستا وموتا والمغربى الحدادى والصربى بويان.