x

ميناء سفاجا.. مأساة كل موسم حج

السبت 06-09-2014 19:19 | كتب: هبة عبد الحميد, محمد السيد سليمان |
ميناء سفاجا ميناء سفاجا تصوير : اخبار

ميناء رئيسى فى طريق المصريين من وإلى المملكة العربية السعودية، يقصده نحو مليون مسافر سنويا، بعد إلغاء السفر من ميناء بورتوفيق، عقب غرق عبارة السلام 98 عام 2006، وتوقف ميناء الغردقة بسبب أعمال التجديد التى بدأت قبل عام.. الكل على البوابة فى انتظار دوره للسفر. أماكن انتظار غير آدمية، ركاب يعانون نقص الخدمات الأساسية وهم ينتظرون فى العراء، قبل التدافع للحاق بكرسى خالٍ على متن باخرة من اثنتين تعملان على خط سفاجا- ضبا، قبل أكثر من 35 عاما. شركات السياحة هى الأخرى ترفض منح تذاكر نهائية، ما يعنى تكدسا ومعاناة إضافية للمسافرين، بينما بدأ العمل فى إنشاء ميناء جديد أكثر اتساعا، منذ عام 2006، وكان من المنتظر تسليمه العام الماضى، إلا أن ذلك تأجل إلى موعد غير محدد بسبب إجراءات إدارية لم يوضحها مدير الميناء. «المصرى اليوم» ترصد مأساة تتكرر كل عام فى مثل هذا الوقت، قبل انطلاق موسم الحج بشهر واحد.

فى مثل هذا التوقيت من كل عام اعتاد أهالى الحجاج المصريين أن يرسموا على جدران بيوتهم حجاجاً بملابس الإحرام بجانب مراكب، أو طائرة، أو جمل، إذ كان الأخير رمزًا للسفر قديماً، قبل ظهور وسائل السفر الحديثة. ومنذ ثلاث سنوات تحديدا اختفى رمز المركب من رسومات أهالى الحجاج بعد أن ألغيت رحلات الحج التى كانت تخرج من ميناء «سفاجا» متجهة إلى الأراضى السعودية، بسبب عدم تلبيتها الاشتراطات الأمنية، الأمر الذى دعا الدولة وأصحاب المكاتب السياحية إلى الاعتماد على رحلات الطيران، فقط، حتى بالنسبة لحجاج القرعة والأقل دعماً.

ميناء سفاجا

وبالرغم من وجود قرية بنيت خصيصاً من أجل الحجاج، إلا أنها متوقفة مؤقتاً عن الخدمة، ولا يستخدمها أحد حتى فى موسم الذروة، فيما تكدس الركاب، من العمالة المصرية بالخليج، المغادرون من ميناء سفاجا البحرى إلى ميناء ضبا السعودى، بعد قضاء إجازاتهم فى مصر، والعاملون فى خدمة الحجاج، ليضطروا إلى المبيت فى العراء أمام أبواب الميناء بعد أن تأخرت رحلاتهم لأكثر من ثلاثة أيام بسبب توقف العبارتين الأساسيتين، ليبقى الاعتماد فقط على اللنشات السريعة لنقل الركاب، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع سعر التذكرة من 450 جنيها إلى 2000 جنيه.

«مفيش مراكب علشان كده إحنا نايمين فى الشارع»، يعلق رجب عبدالمحسن، الذى يعمل مشرف أبنية فى السعودية منذ خمس سنوات، واصفا حاله وآلاف المواطنين المصريين من العاملين فى الخليج وخدمات الحج، لافتاً إلى أن «الماسأة» أصبحت متكررة سنوياً. يضيف: «فى هذا الوقت من كل عام تحدث نفس المشاكل، ركاب كثيرون ومراكب قليلة الأمر الذى يجعلنا ننام فى الشارع من ثلاثة إلى أربعة أيام، دون أن يسأل فينا أحد».

وينتقد رجب طبيعة تعامل شركات السياحة معهم كركاب، قائلاً: «شركات السياحة تتعامل معانا كأننا غنم، يبيعون لنا التذكرة بأربعة أضعاف السعر العادى حيث وصل سعر التذكرة فى هذه الأيام إلى 2000 جنيه، فى حين كانت تباع بـ400 جنيه فقط قبل موسم الحج».

مشاكل الركاب لا تتوقف عند غلاء التذاكر فقط، ولكنها المتاعب تصحبهم حتى على ظهر المركب، كما يقول رجب: «بالرغم من ارتفاع سعر التذاكر إلا أننا نعانى حتى نحصل على مكان على أحد المراكب، حيث يقوم الوكيل السياحى بجمع جوازات السفر والتذاكر منا لتأكيد السفر ثم يقومون بتوزيعها علينا قبل السفر بساعات قليلة جدا».

مبيت الركاب لأيام فى العراء من الطبيعى أن يجر المزيد من الصعوبات التى تواجه الركاب، يوضحها رجب قائلا: «مبيتنا فى الشارع لأكثر من ثلاثة أيام يضطرنا إلى أن نأكل ونشرب ونستحم فى الشارع ونقضى حاجتنا فى دورات المياه التابعة للمقاهى فى المنطقة، والتى بدورها تستغل الموقف وتضع تسعيرة جنيه لكل مرة ندخل فيها دورة المياه وترفع أسعار المشاريب إلى ثلاثة أضعاف».

ميناء سفاجا

الظروف ذاتها دفعت رحاب محمد وزوجها محسن وبناتهما الثلاث إلى أن يناموا فى الشارع بين طوابير انتظار المراكب المسافرة إلى السعودية، فى انتظار أن يأتيهم الدور ويجدوا فرصة للسفر على أحد المراكب، لتضطر رحاب وزوجها لعمل ورديات ليلية لحراسة بناتهما اللاتى ينمن فى العراء دون أغطية.

تروى رحاب جزءا من حكايتها قائلة: «أول مرة فى حياتى أسافر على عبارة وستكون الأخيرة، فما وجدته وأسرتى من عذاب فى الرحلة جعلنا نكره السفر، فنحن هنا نعامل معاملة غير آدمية، حيث لا يوجد مكان للنوم، ولا حتى استراحات خاصة، وكل اللى لقيناه حصير على الأرض، جلسنا فوقه ووضعنا الشنط كلها جانبنا بسبب تكرار حوادث السرقة طوال اليومين اللى نمنا فيهم فى الشارع، حتى دورات المياه التابعة للمقاهى والمطاعم متسخة ولا تصلح للاستعمال الآدمى، ده غير الحشرات الضارة من ناموس وأبراص وغيرها من الحشرات الزاحفة والطائرة التى تهاجمنا بمجرد دخول الليل، واتحملنا كل ده لأننا مجبرين، ومعندناش بديل».

التفاصيل ذاتها يؤكدها سيد لبن، الذى يعمل سائقا فى السعودية منذ 15 عاماً، وبالرغم من أنه يعانى هو الآخر فى كل مرة يركب فيها العبارات إلا أنه لم يركب غيرها طوال هذه الفترة، مبرراً ذلك بقوله: «سعر التذكرة الرخيص هو الذى أجبرنى على تحمل هذه المشقة كل مرة آخذ فيها إجازة، وبالمقارنة بأسعار تذاكر الطيران فأنا أدفع الربع تقريباً من اللى كنت هدفعه فى تذكرة الطيران. حتى لما استغلوا ظروف الزحام على السفر اليومين دول وغلّوا علينا السعر قامت شركات الطيران هى الأخرى برفع أسعار تذاكر السفر للرحلات المتجهة إلى السعودية». لكن سيد - ورغم إصراره على تحمل الكثير من مصاعب قلة التكلفة- يؤكد أن مشكلة الأمان تظل مقلقة بالنسبة له: «المشكلة عندنا دلوقتى هى عدم الأمان من أول ما بنيجى هنا سفاجا حيث إنه من المفترض أن تقوم شركات السياحة التى أصدرت لنا التذاكر بتسكيننا طالما هناك تأخر فى السفر عن اليوم الذى من المفترض السفر فيه، إلا أن ما يحدث هو أن الأتوبيسات بترمينا فى الشارع وتتركنا نتعامل مع التوكيل الملاحى والميناء وكل شىء».

ميناء سفاجا

ويتابع: «حتى الفنادق الموجودة فى المنطقة رفعت أسعار المبيت فيها من 40 جنيها إلى 100 جنيه للفرد فى الليلة فى غرفة مشتركة من أجل أن تحقق المكاسب هى الأخرى».

لم تنته معاناة الركاب عند المعاملة غير الآدمية خارج الميناء، لكن الوضع داخل الميناء أيضاً أكثر سوءاً، حيث يشتكى الركاب من تدنى الخدمة داخل الميناء، فبالرغم من وجود مشروع متكامل للميناء الجديد، بدأ العمل فيه منذ 2006 وكان من المفترض تسليمه فى عام 2013، إلا أن المشروع لا يزال تحت الإنشاء حتى الآن، فتهالك الرصيف واستراحة الركاب وحتى الوضع السيئ لدورات المياه من الأشياء التى تلفت انتباهك بمجرد وصولك إلى الميناء.

إضافة لذلك يعانى الركاب من «بلطجة» بعض «الشيالين» الذين يطلبون «إتاوات» على أمتعة الركاب تصل إلى ألفى جنيه دون تدخل من أجهزة الأمن الموجودة على المحطة، بالإضافة إلى الحمولات الزائدة على سطح المراكب والتى تنظر إليها الشركات السياحية على أنها وسيلة لتحقيق مكاسب عالية، بحسب، أحمد الشاويشى، أحد أبناء المنصورة والذى يعمل منذ 18 عاما فى خدمة الحجاج فى السعودية أثناء موسم الحج فقط.

يقول أحمد: «يأتى إلى الميناء هنا ما بين 20 و25 ألف عامل فى خدمة الحجاج سنوياً، هؤلاء العمال يحدثون رواجاً فى منطقة سفاجا بالكامل فمعظم أبناء سفاجا يعملون فى الميناء وخارجها والكل بيسترزق».

ويضيف: «أكتر من مرة نركب المركب وتكون حمولتها زيادة يعنى إحنا مثلا بنعرف إن العبارة حمولتها 1800 راكب، لكننا نجد أن هذا العدد قد وصل إلى 2200 راكب خاصة فى موسم العمالة».

ميناء سفاجا

أحد أهالى «سفاجا» وهو أبو الحسن جاد يرى أن وضع الركاب فى الميناء يحتاج إلى عناية كبيرة واهتمام من الدولة، مؤكداً أن مدينة «سفاجا» تعانى من المشكلة ذاتها مع الركاب الذين يفترشون الشارع فى الوقت نفسه من كل عام، مما يتسبب فى تشويه صورة المدينة.

يقول أبو الحسن: «نحن كأهالى اجتمعنا بأصحاب الشركات وطلبنا منهم التنسيق فيما بينهم حتى لا يتم طرح كميات كبيرة من التذاكر فيظل عدم وجود عبارات كافية لنقل الأفراد، حتى نقضى على هذه العشوائية فى الحجز، ولكن لم يلتفت أحد منهم لكلامنا، لأنهم يجنون مكاسب هائلة من كثرة عدد الركاب المفترشين الأرض وأمام مكاتب السفر، حيث إن بعض مكاتب التوكيلات تحصل على مبالغ مالية أكثر من الركاب مقابل تأكيدهم لتذكرة الحجز»، موضحا أن التأكيد يعنى أن التذكرة جاهزة للاستعمال وبدون هذا التأكيد لا يستطيع الراكب دخول الميناء.

ويرى أحد المسؤولين عن إدارة المراكب، الذى رفض ذكر اسمه، أن «المشكلة الأساسية تكمن فى كثرة توقف العبارات نتيجة زيادة ساعات التشغيل التى تجبرهم عليها الشركات خاصة فى مواسم الذروة».

وحول سبب هذا الازدحام وتراكم كل هذه المشاكل يقول: «كان يعمل هنا فى الميناء أكثر من 16 مركباً ولنشاً سريعاً، وكانوا كافيين جداً لنقل الركاب من القاهرة إلى ضبا وجدة، إذ يعد ميناء سفاجا بوابة مصر الشرقية إلى جميع دول الخليج لكن بعد غرق العبارة السلام فى 2005 تم تسريح معظم المراكب العاملة وأصبح هناك مركبان و2 لنش سريع فقط، يعملان على الخط ذاته، وهو السبب فى زيادة التكدس على هذه المراكب وزيادة عدد ساعات تشغيلها وقلة الخدمات المقدمة للركاب».

ميناء سفاجا

ويتابع: «هناك مركبان يعملان بسرعة بطيئة وهما «اليوسفية» و«مودة» وهذان المركبان مملوكان لشركتين مختلفتين، وهما يعملان على خط سفاجا ضبا منذ عدة سنوات، ويتعدى عمرهما أكثر من 36 عاماً لذلك تحدث لهما بعض الأعطال الفنية فى المحركات، ودائما ما يتوقفان بسبب أعمال الصيانة الكثيرة».

وفى هذا الشأن تحدث محمد سالم الذى عمل رباناً ومفتشاً بحرياً، حيث كان يعمل فى قيادة بعض المراكب داخل ميناء «سفاجا»، مشيراً إلى عدم وجود ما يسمى بالعمر الافتراضى للمركب، موضحاً أنه من الممكن أن يكون عمر المركب أكثر من 50 عاما، ويؤدى دوره على أكمل وجه طالما يتم عمل صيانة دورية للمحركات وتغيير القطع المتهالكة. ويضيف: «من الممكن حدوث أى أعطال طارئة على المراكب سواء قديمة أو حديثة، تنتج بسبب قلة الصيانة أو عدم استيراد قطع غيار أصلية للمراكب وتغييرها عند الحاجة».

ويرى سالم أن المشكلة التى تؤثر على المراكب هى الضغط الاقتصادى، لأن أصحاب الشركات يمارسون الضغوط على هيئة التشغيل فى الميناء بسبب كثرة الركاب، مما يجعل المركب يبحر لعدد ساعات أطول وهذا بالطبع يؤثر على محركاته ويجعل احتياجه للصيانة ملحاً.

ويضيف: «هناك أعطال من الممكن أن تتسبب فى غرق المركب وهى أعطال المعدات الحرجة، هذه الأعطال إذا تم اكتشافها أثناء وقوف السفينة على الرصيف فقد تمنع المركب من الإبحار، أما إذا تم اكتشافها فى عرض البحر فهذا يعنى أن المركب معرض للغرق ويجب إنقاذه».

ولفت سالم إلى أنه لا توجد منظومة أو بروتوكول تعاون بين مصر والسعودية يضمن سرعة الإنقاذ قائلا: «إذا حدثت كارثة لا قدر الله فلا نعرف أى الجهات التى ستتحرك لإنقاذ المركب سواء من سفاجا أو السعودية، خاصة أن المراكب الصغيرة الموجودة فى الميناء لا تستطيع التحرك لأكثر من 12 كيلو مترا داخل المياه الإقليمية».

مدير ميناء سفاجا اللواء محمود عبدالخالق أكد أن هناك توقفاً فعلياً للمركبين «المودة» التابع لشركة نما و«اليوسفية»، وأن الأول تُجرى له عملية صيانة كبرى فى ميناء السويس الآن، فيما يخضع الثانى لحملة تفتيش وزارى تابع لوزارة النقل ستنتهى خلال أيام بسيطة، وربما يعود إلى العمل قريبا.

يقول اللواء عبدالخالق: «توقف هذين المركبين تسبب فى تكدس الركاب خاصة فى هذا الموسم، بعد أن كنا نعتمد على اليوسفية واللنشين السريعين القاهرة والرياض، وبالرغم من أنه تم منع حج القرعة والسياحى من الرحلات البحرية، نظرا لعدم استيفاء المراكب للاشتراطات الأمنية التى طلبتها الجهات المختصة إلا أننا ننقل ما يقرب من 7 آلاف فرد يومياً، وذلك نتيجة عودة العاملين سواء فى السعودية أو خدمة الحجيج فى فترة زمنية بسيطة بدأت من نصف الشهر الماضى وستستمر حتى يوم 24 من الشهر الحالى».

ويتوقع عبدالخالق زيادة التكدس وتفاقم مشكلة ركاب الرحلات البحرية قائلا: «مع سوء الأوضاع فى سوريا والعراق أتوقع زيادة عدد العاملين فى خدمة الحجاج هذا العام إلى 35 ألفاً هناك، لكن مع الأسف هناك مشكلة فى عدم تنسيق الشركات السياحية مع بعضها، إذ يضطرون لبيع تذاكر أكثر بكثير من سعة المراكب المتاحة حاليا».

وعن حالة الرصيف والميناء يقول عبدالخالق: «يجرى الآن عمل ميناء جديد وصالة كبيرة تستوعب أكثر من أربعة آلاف راكب فى اليوم، هذا المشروع كان يجب الانتهاء منه العام الماضى، لكن تأخرنا كان بسبب بعض الإجراءات الإدارية مع بعض الجهات المعنية والتى تتطلب منها بعض الموافقات لاستكمال التجديدات ومن المتوقع أن تنتهى الأعمال داخل الميناء نهاية السنة الحالية».

حمالو الميناء مهددون بالطرد بعد منح أعمال الحمالة لشركة خاصة

اتهمهم البعض بالبلطجة وفرض الإتاوات داخل ميناء سفاجا، فضلاً عن تهديد أمن واستقرار الركاب داخل الميناء، وفى نفس الوقت نجد أنهم يعانون بخصوص مشكلة، ربما تتسبب فى فقدانهم أعمالهم وتشتت أسرهم، فمعظم سكان مدينة سفاجا يعملون حمالين داخل الميناء، ومقيدون فى جمعية الحمالين بـ«سفاجا» وعددهم ما يقرب من 900، عملوا فى المهنة منذ افتتاح الميناء عام 1997.

الحمالون يعانون من قرارات هيئة الميناء التى قضت بوقف التعامل مع الجمعية فى أعمال الحمالة داخل الميناء، وعمل مزاد لإسناد الأعمال إلى إحدى الشركات الخاصة التى ستقوم بتعيين عمالها من خارج أبناء سفاجا، وعليه سيتم تشريد "حمالين سفاجا"، مع العلم بأنهم لايزال يتبقى لهم عامان على انتهاء عقودهم المبرمة مع هيئة الميناء، والتى تم وقفها تعسفياً دون إخبار الجمعية، هذا ما أكده مصطفى سيد أحمد رئيس جمعية الحمالين بـ«سفاجا».

[image:7]

يقول مصطفى: «منذ عام 1997 ونحن نعمل فى الميناء حمالين لأمتعة الركاب القادمين من السعودية وكنا مستأجرين الرصيف من إدارة الميناء بـ40 ألف جنيه وصلت إلى 765 ألف جنيه، بالإضافة إلى 35% من إيرادات رسوم الحقائب التى تحصلها الجمعية طبقاً للرسوم التى وضعتها هيئة الميناء».

وظل العمال فى الميناء حتى عام 2010، بعدها قررت الهيئة إعطاء أعمال الحمالة إلى شركة خاصة، وأعطت رصيف الميناء لإحدى الشركات لمدة 3 سنوات، قام خلالها الشيالون بعمل وقفات احتجاجية ومظاهرات بسبب عدم حصولهم على رواتبهم بالإضافة إلى انتشار البلطجة على الرصيف من بعض العمال والحمالين غير المقيدين فى الجمعية.

وأضاف مصطفى: «فى 2013 عدنا إلى الشغل مرة أخرى ومنذ هذا الوقت وحتى الآن لم يقم شيالو الجمعية بأى أعمال تخريبية وانضبط الميناء حتى فوجئنا من شهر بأن إدارة الميناء عملت علينا غرامات تقدر بحوالى أربعة ملايين جنيه فى ستة شهور نتيجة مخالفات غير مثبت فيها الشخص المتسبب فى المخالفة مع العلم أن الميناء يعمل عليه الكثير من العمال غير التابعين للجمعية».

ويتابع: «فوجئنا بأن الهيئة أعلنت عن مناقصة لأعمال الحمالة بالميناء بالرغم من أن العقد الذى اتفقنا عليه من2013 ينتهى فى 2016 أى أننا مازال لدينا عامان حتى تنتهى مدة عقودنا».

ويضيف: «نحن الآن مهددون بعودة العشوائية والبلطجة داخل الميناء فمن سيكون له الحق فى العمل؟».

أما محمد عبده الذى يعمل حمالاً منذ13عاما فى ميناء سفاجا فيقول: «سبق أن تعاملت مع إحدى الشركات الخاصة التى أجبرتنا على التنازل عن مرتبات مقابل استخراج تصريح العمل لنا داخل الميناء، وقتها كان هذا التصريح يباع للشيالين مقابل مبالغ مالية وصلت إلى سبعة آلاف جنيه».

ويطالب حمادة مبارك بأن يعامل أبناء سفاجا معاملة خاصة داخل الميناء وأن توفر لهم الهيئة وظائف داخل الميناء الجديد، ويقول: «أعلنت الهيئة عن طلبها بعض العمال الجدد الذين سيتم تعيينهم فى الهيئة وتقدم لهذه المهن من هم أغراب عن مدينة سفاجا وليسوا من أبنائها مع العلم أن هناك أكثر من 900 فرد يعملون على مهن الميناء وليس لديهم أعمال أخرى سوى العمل فى الميناء».

قرية الحجاج مرفوعة من الخدمة.. على مساحة 70 كيلو مترا أنشئت قرية الحجاج بمدينة سفاجا، خلال فترة التسعينات، وعلى مسافة 2 كيلو متر فقط من الميناء، بهدف استقبال الحجاج والمعتمرين من محافظات الصعيد، منعاً لأى تكدس بالشوارع والمناطق المحيطة ببوابات الميناء.

خصص جهاز القرية عدة «غرف صغيرة» لعدد من الشركات المالكة للعبارات، لتكون مقراً لاستراحة منتظرى العبارات بعد أن أصيبت منطقة الميناء بازدحام شديد، وأغلق الشارع الرئيسى المقابل للميناء.

القرية مزودة بمجمع تجارى لتوفير السلع الغذائية للحجاج والمعتمرين والركاب، بالإضافة إلى مسجد يسع نحو ألف شخص و100 دورة مياه وخزان مياه للشرب سعة 100 طن، ونقطة شرطة، إلا أن الركاب يرفضون الاستراحة داخل قرية الحجاج ويتمسكون بالتواجد أمام بوابة الميناء وافتراش الشوارع والمقاهى، انتظاراً لمجىء العبارة.

يؤكد اللواء على شوكت، رئيس مدينة سفاجا، أن القرية مجهزة ﻻستقبال جميع المسافرين الآن، وليس الحجاج فقط خاصة بعد توقف رحلات الحج البحرى منذ عدة سنوات.

يقول: «مع الأسف أكثر من ألف فرد ينامون الآن فى شوارع سفاجا ويتركون مئات الأطنان من المخلفات وراءهم، بالرغم من وجود قرية الحجاج». ويشير إلى أنهم طلبوا من أصحاب الشركات السياحية التوجه إلى القرية، إلا أن الركاب يفضلون البقاء أمام بوابات الميناء لضمان الحصول على مقعد فى أول مركب قادم.

وأضاف أنه منذ أن بدأت أزمة العبارات وتكدس الركاب قام بتفقد القرية وتجهيزها بحوالى 100 طن من المياه فى الخزانات، تحسباً ﻻنتقال المسافرين فى أى وقت إلى القرية، خاصة أن التكدس سيبدأ بسبب توافد العاملين المغادرين إلى السعودية لخدمة الحجاج.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية